المكافأة بالمال: لا تحولي التربية إلى رشوة
الكثير من السلبيات تنتج عن مكافأة الطفل بالمال والتي تتمثل في إنشاء طفل استغلالي متطلب دائما يصعب إرضاؤه بأيّ شيء، ومن بينها حب الطفل للحصول على مقابل على أعماله، واستسهال المقايضة في تحقيق الرغبات.
هذه الإجراءات يمكن أن تؤثر سلبا على نمو الأطفال وتدفعهم نحو المادية والنفعية مع الآخرين عند وصولهم مرحلة البلوغ.
وشدد تربويون على ضرورة أن يتوخى الآباء والأمهات الحذر بشأن استخدام الأشياء المادية للتعبير عن حبهم ومكافأة أطفالهم لحسن السير والسلوك، حيث ثبت أن التركيز المفرط على الممتلكات المادية خلال مرحلة الطفولة يمكن أن تكون له آثار سلبية طويلة الأمد.
وأشار علماء نفس إلى أن الطفل يتحول إلى شخص ابتزازي ودائما ما يطلب خدمات مقابل أي شيء يقوم به، وفرض طلباته على الوالدين بالشروط التي يريدها، والتصنع في الحزن ليحصل على رغباته التي يربطها بمكافأة، ويتعمد القيام بالتصرفات السلبية عند رفض الوالدين طلبه ويكون ذلك بمثابة العقاب لهما.
في المقابل فإن معاقبة الطفل بالمال ينتج عنها انحراف سلوكي ويبدأ في البحث عن مصادر أخرى للمال، سواء من خارج المنزل أو داخله، وهو ما يدفعه إلى السرقة في بعض الأحيان أو اللجوء إلى أسلوب الاقتراض والسّلف من الأصدقاء.
وشدد خبراء التربية على ضرورة التنويع في وسائل وطرق العقاب والثواب، وأن تكون تارة بالمديح وتارة أخرى بهدية صغيرة، وألا تكون دوما في صورة مال أو هدايا ثمينة.
وهناك طرق تعتبر بمثابة المكافأة الخفية التي تدعم الطفل من خلال استخدام كلمات المديح والاحتضان والإشادة به وسط الآخرين.