في كتابها "كيف تُصنع العواطف"، تقوم الطبيبة النفسية الأميركية ليزا باريت ببناء نظرية حول العواطف. وترى أن العواطف لا تحدث من تلقاء نفسها من دون إرادتنا، بل إننا نبني عواطفنا بعد أن نستخدم خيالنا وتوقعاتنا وخبراتنا السابقة ومجموعة الأمور التي نبحث عنها بشكل لا واعٍ. وتقول إن على الإنسان أن يكون معمارياً فيهندس عواطفه، وبدلاً من الخضوع إليها يمكنه أن يتعلم كيف يديرها ويكون سيدها. وضعت الطبيبة ستة اقتراحات لتحقيق ذلك، ندرجها لك عزيزتي قارئة "أنا زهرة" هنا:
  •  الحفاظ على توازنك الجسدي
يبدأ التحكم بالعواطف من خلال الحفاظ على جسد قوي وصحي، إذ ترى الباحثة أن الحركة هي أهم عنصر في التحكم بالجسد، لأن الجسد القوي يجعل تجربتك في الحياة مختلفة، مثال على ذلك فإن شخصيات كثير من الفتيات اللواتي يعانين من البدانة تكون أكثر هشاشة عاطفياً وأقل ثقة بالنفس وأكثر اضطراباً، من هنا فإن السيطرة على الجسد بداية التمكن من التحكم بالعواطف.
  •  ثقفي نفسك حول الذكاء العاطفي
لا يفهم البشر بشكل واضح معنى الذكاء العاطفي، لذلك لا بد لك من تثقيف نفسك، صنفي مشاعرك وعبري عنها لنفسك، ميزي بين مشاعرك واقرأيها جيداً ولا تندفعي خلف كل شعور سواء أكان حباً أو كرهاً أو غضباً أو حزناً، لا بد لك من دراسة الأسباب التي تقف كل شعور ومحاولة السيطرة عليها. كلما فهمت مشاعرك بشكل أفضل كلما استطاع العقل التحكم بردود فعلك عليها.
  •  تعلمي مفاهيماً جديدة
توصي باريت الجميع بأن يكونوا "جامعي تجارب"، كلما زادت تجاربنا من خلال القراءة ومشاهدة السينما والسفر والتعرف على البشر والدراسة وتعلم لغات جديدة، كلما تعمقنا أكثر في تجارب العالم أصبحت عواطفنا أكثر اتزاناً. وهي هنا تنتقد السذاجة والقبول بالتفكير البسيط فكثير من النساء يعشن حياة تقتصر على البيت والعمل والجلوس من الصديقات، بينما في الحياة الكثير من المعارف التي تنتظر أن نعرفها.
  •  تحديد الضرر والفائدة
قومي بوضع سلبيات وإيجابيات لكل عاطفة تشعرين باندفاع فيها، الكره، الحب، الغضب، الانفعال، الحقد... حللي خساراتك ومرابحك من ورائها. فوضع العواطف وآثارها ضمن فئات يجعل السلوك الإنساني يتنبه إليها أكثر ويحاول العقل أن يجعلها أكثر منطقية. وهناك مثال بسيط على ذلك وهو دراسة خوفك من العناكب، وهذا يعني أن تضعي قائمة بالأمور التي تخيفك من العنكبوت. تقول الطبيبة النفسية إننا كلما كنا قادرين على وصف مخاوفنا ومشاعرنا كلما كنا أكثر قدرة على السيطرة عليها.
  •  استمري في متابعة التجارب الإيجابية
تقول باريت "كل تجربة تبنينها هي استثمار، لذلك استثمري جيداً". وتضيف إن البحث عن التجارب الإيجابية في الحياة يقودك إليها فعلاً. لذلك ابحثي أيضاً عن الأشخاص الإيجابيين والأمكنة التي تبعث فيك الطمأنينة ابتعدي عن الرجل الذي تحبينه منذ سنوات ولا يهتم بك كما ينبغي، سافري ثم سافري مرة أخرى، وإن لم يكن بمقدورك السفر فاخرجي للمشي والركض والتعرف إلى أشخاص جدد، سافري من خلال السينما والكتب والموسيقى، دافعي عن ذاتك بتثقيفها، كلما زادت ثقافتك زادت عاطفتك خضوعا لك.
  •  تدربي على فصل العاطفة عن السلوك
مثال على ذلك ما يظهر علينا من توتر عند الحديث لجمهور في مكان عام مثلاً، إذ يقوم علاج هؤلاء الناس من خلال تعليمهم فصل مشاعر خوفهم عن ما يظهر على جسدهم من سلوك، بمعنى السيطرة على ارتجاف اليد أو كثرة التلفت أو الشعور بالارتعاش من الداخل، كلما كانت سيطرتنا على ما يظهر على جسدنا أكبر فإن العواطف شيئا فشيئاً تستجيب لهذه السيطرة. تقول باريت "حين تشعرين بشكل سيء، عاملي نفسك كما لو أنك مصابة بفيروس، بدلاً من أن تفترضي أن هذا الشعر السيء له معنى شخصي، هذا الشعور يمكن أن يكون مجرد ضجيج وعليك البحث عن طريقة لإيقافه". بمعنى أن التعامل مع المشاعر السلبية بوصفها أمراضاً يمكن أن نعالجها أفضل من التسليم بها كأنها قدر.