كيفين سكينر هو خبير في العلاقات الزوجية، وأحياناً ينشر مقالات يتناول فيها خلاصة تجاربه مع الأزواج عن تعقيدات العلاقات الأسرية، وكيف كان يكتشف مشاكلها من خلال من يطلبون منه المساعدة.
وقد نشر سكينر مقالاً أمس، في مجلة "سيكولوجيا اليوم"، يتحدث فيه عن مشاعر المرأة بعد أن تعرف بخيانة زوجها، تقول إحدى السيدات التي لجأت إليها وهي تعرف عن خيانة زوجها "لا أستطيع النوم، لا أرغب في تناول الطعام، وأصبحت طيلة الوقت أريد أن أراقب تحركاته وتصرفاته وأين يذهب ومن أين يأتي. لا أعرف ما هو التصرف السليم في هذه الحالة ماذا أفعل؟".
يقترح سكينر أن على كل امرأة أن تسأل نفسها ثلاثة أسئلة قبل أن تأخذ أي قرار، ولتتمكن من العثور على شيء من السلام الداخلي وتعرف كيف تتصرف في هذا الموقف الصعب:
- السؤال الأول: ما هو أفضل تصرف يمكن القيام به بعد خيانة زوجي؟
تشعرين أن عقلك خارج السيطرة، شعور جنوني وأفكار تروح وتجيء، أوقفي هذه الفوضى، فأفضل قرار بعد أن عرفت خيانته لك هو التصرف بعقلانية. يضرب سكينر مثالاً بإحدى السيدات التي لجأت إليه، فقد عرفت هذه السيدة بخيانة زوجها وتحدثت إليه وطلب منها السماح وسامحته بعد جلسة رومانسية وهدية واعتذار، لتكتشف بعد أشهر أنه ما زال يخونها. يقول سكينر خطأ هذه السيدة هو أنها منحت زوجها ما يسميه "المغفرة الرخيصة"، بمعنى أنه لم يتكبد شيئاً من العناء النفسي والعاطفي الذي عاشته هي والخوف من خسارة العائلة وفقدان السيطرة على الحياة المستقرة، لقد اكتفى بالاعتذار وهي سامحته. وفي حالة أخرى، قالت الزوجة لزوجها الخائن إن الزواج انتهى وغادرت البيت وأوضحت له بشكل قاطع إن الاستمرار مستحيل. لكن وبعد عدة أشهر اكتشفت أنها لا تريد الطلاق، لكن الزوج كان قد أصبح فاقداً للأمل من كثرة المحاولة معها، واحتوته المرأة الأخرى بكل طاقتها. ولم يعد يريد تصحيح الأمور.
يشبه سكينر التعرض للخيانة الزوجية بأن تكون في مشوار بسيارتك تقودين بسلام في طريق جميل وفجأة يقع حادث لك بالسيارة، فماذا تفعلين؟ والنصيحة الأولى هي ألا تأخذي قرارا سريعاً لا بالمسامحة ولا الانفصال، بل من الأفضل أن تجمعي أكبر معلومات ممكنة حول الواقعة، وفهم أسبابها وظروفها ومحاسبة نفسك ومحاسبة الطرف الآخر وأن تأخذي وقتك فعلا قبل إصدار الحكم الأخير.
- السؤال الثاني: كيف غيرتني خيانة زوجي؟ كيف أشعر حيال نفسي؟
عادة ما تشعر المرأة بوجود عيب فيها وتشعر بذنب عميق وبأنها لم تكن كافية لإرضاء زوجها ولم تكن مهمة في حياته. وتصاب بالقلق وبالشعور بعدم الأمان وأن ما كانت تظنه استقراراً أسرياً أصبح في خبر كان. 77% من النساء اللواتي تعرضن لخيانة تلقي باللوم على نفسها، وهذا أكبر خطأ تقعين فيه، لأنه يدمر ثقتك بنفسك، ما فعله زوجك خطأ وكان هناك طرق كثيرة لتحسين علاقتكما قبل الاندفاع في خيانتك مع امرأة أخرى. لكن النساء اللواتي جرت خيانتهن فتقول لنفسها "لو كنت أنحف، لو لم أهمل نفسي، لو كنت جرئية أكثر في الفراش". لسوء الحظ لا علاج لهذه الدوامة سوى ضبط النفس والعواطف والتمسك بثقتك في ذاتك وتعزيز كل الإيجابيات في حياتك.
- السؤال الثالث: هل أعاني من توتر ما بعد الصدمة ؟
بعد كل صدمة في الحياة يصاب الجهاز النفسي إن صح التعبير والعصبي بالإنهاك ويبدأ الإنسان بالتخبط، من أعراض هذه الحالة: الخوف من الحياة، استعادة شريط الأحداث المحزنة كل يوم، تحاشي اللقاء بالناس والأصحاب والذهاب إلى الأماكن التي كانت تسعدك في السابق، مزاج سيء وشعور بالقبح، قلق وتوتر وعصبية. إذا كنت تعيشين هذه الحالة فأنت بحاجة إلى مساعدة من كل من حولك الأهل والصديقات والأصدقاء، وبحاجة لفعل ما بوسعك لإيجاد صيغة لتفكيك هذه الصدمة ومقاومتها، وقد يفيد اللجوء إلى استشاري أو طبيب نفسي في هذه الحالة.