يقال إن "وراء كل عظيم امرأة" وبالتأكيد وراء كل امرأة عظيمة رجل يدعمها ويساندها لا يضعفها ويقهرها، فالدعم النفسي لشريك الحياة بغيره لن تستمر الحياة، لأننا بشر فقد نتعرض لأوقات ضعف وقلة عزم واحباط ونحتاج حينها للطرف الأخر ليدعمنا ويساندنا ولو بكلمة ولو بضمة ولو بابتسامة أمل.
أما إن تخلت الزوجة وتخلى الزوج عن دعم الآخر، ستظل تلك المواقف لها أثر ألم في القلب مرارة لا تذوب أبدا. يقول أحد الأزواج: من حبي لزوجتي أخاف عليها عندما تمرض وأظل عند رأسها أقدم لها الدواء وامسح على وجهها وأهرع بها للطبيب وأكون قمة التلهف، أما هي فعندما أمرض لا أجد تلك الحرارة عندها وكثيراً ما تتركني مريض وتطلب من الخادمة أن تعطيني الدواء وتذهب هي للأعراس والمناسبات، فأحس بأني آخر أولوياتها مما يؤرقني نفسياً.
وتقول إحدى الزوجات: "زوجي لا يساندني ولا يدعمني نفسياً بتاتاً حتى عندما أهان من أهله يقف بصفهم دوماً، وكثيراً ما أطلب منه أن يسمعني كلاماً حلوا ومدحاً فيستقل بمشاعري ورغباتي".
ينبغي على الزوج ألا يرى زوجته مريضة ويحملها ما لا تطيق، ولا يقلل من شأنها امام الناس ولا يهتم بأحد أكثر منها وألا يطالع النساء بالأسواق وهي بجواره أو حتى في غيابها وليمسح دمعتها إن رآها يوما باكية.
كم من زوجات عاملات يتعامل معها زوجها على أنها صراف آلي وقد يمكث بالشهور والسنوات دون عمل ومع ذلك يكسرها بكلامه وأسلوبه المنفر.
ولكن هناك ولله الحمد أزواج يراقبون الله في شريكات الحياة يقول أحدهم: إنني أتعمد كل يوم جمعة أن آخذ الأبناء في نزهة خارج البيت حتى أعطي المجال لزوجتي العاملة طول الأسبوع ان تنام 3 أو 4 ساعات لتستعيد نشاطها، ولا حرج عندي لأنها زوجتي وهي بشر تستحق الراحة كما تقوم هي على مصلحة الأبناء وراحتنا.
أعزائي القراء لا أنسى هنا من أمثال هؤلاء الأزواج الداعمين لزوجاتهم: زوج دخل على الهواء مباشرة في برنامجي (وتستمر الحياة) الأسبوع الماضي ليرسل رسالة تقدير لزوجته التي وقفت معه وساندته في شدته حين أقيل من عمله فكان من جملة كلامه: "أعترف لزوجتي بأنها أفضل إنسانة في الدنيا، وقفت معي وساندتني وهي أغلي عندي من كل شيء. سنتان لم أجد عملاً فخرجت وعملت وصرفت على البيت ولم تشعرني يوماً بأني عاطل حتى فتح الله علي بالعمل، فأقول لها على ملأ من الناس أشكرك يا أم أولادي وجزاك الله خيراً".
تكفي تلك الكلمات وماذا تريد المرأة أكثر من كلمة حب وتقدير. تقول إحدى الزوجات شاكية بخل زوجها العاطفي: "أذني متعطشة لكلمة حلوة ولدعم نفسي منك قلها ولا تتركني أبحث عنها من غيرك. فصدم الزوج فقلت له: لا تصدم فهي زوجة صريحة وبسيطة وتحبك ولا ترى غيرك فاملأ حياتها بحبك ودعمك النفسي".
إن اصابة أحد الزوجين باكتئاب وكآبة السبب فيه هو الطرف الآخر عندما لا يسانده ويعينه على مصاعب الحياة. ومن وجهة نظري كمتخصص فالمعنى الحقيقي للرجولة هو أن تكون أول الناس دعماً وتقوية لزوجتك؛ فكلما قويت زوجتك قويت أنت، وكلما كبرت كبرت أنت.