هكذا كانت الحياة اليومية للنبي عليه السلام
أيها الزوج: أسألت نفسك يوما كيف كان يقضي النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) يومه؟ ما هو الروتين اليومي في حياة النبي؟
لقد طرحت عليك أخي الزوج هذا السؤال لترى بنفسك نموذج للزوج المثالي في التعاون مع زوجته ولتوازن ما تفعله كزوج وما كان عليه النبي كزوج وقدوة لنا.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح صلى الصبح بأصحابه في المسجد ، ثم يجلس في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، وكان أصحابه رضي الله عنهم يجالسونه، وربما تحدثوا وذكروا من أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم معهم.
وكان يصلي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى، وكان يصليها أربع ركعات، أو يزيد فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللهُ " رواه مسلم.
وبعد ذلك يذهب النبي لبيته فكان يعمل في مهنة أهله: أي يحلب شاته ويرقع ثوبه، ويخدم نفسه، ويخصف نعله، يعني بلغتنا اليوم يقوم بكثير من حاجات المنزل وحاجاته هو الشخصية مثل تخييط ثوبه أو نعله ويحلب الشاة ليفطر على لبنها بنفسه ذلك كله رغم أن زوجته موجودة بالبيت.
فإذا حانت الصلاة خرج إلى الصلاة وصلى بالناس، ثم جلس إليهم فحدثهم وعلمهم ووعظهم وذكّرهم واستمع إلى شكواهم وأصلح بينهم، ثم يعود إلى بيته ليكمل أحيانا بعض شؤون البيت.
فما بال رجالنا اليوم يحملون الزوجة ما لا تطيق ولو طلبت منه كوب ماء لتناول الدواء قال لها: هاته بنفسك أنا رجل البيت.
لا والله ما الرجولة إلا بتعاونك مع أهلك والتخفيف عنهم فهذه قمة القوامة، وسأعيد لك كلمة أمنا عائشة في وصف النبي ورجال الصحابة من الحدبث السابق حيث قالت: "وَيَعْمَلُ مَا يَعْمَلُ الرِّجَالُ فِي بُيُوتِهِمْ ".
إن تخفيفك لحمل البيت عن زوجتك يجعلها تتفرغ لك وللتزين لك والاهتمام بك عاطفيا.
ثم ما المانع أن تغرس التعاون في أبنائك بتقسيم حاجات البيت عليكم فالابن يكنس والبنت تمسح البيت والأم تطبخ والأب يغسل الصحون ويرتب الأطباق.
إن تعود الأبناء على ألا يقوموا بأي مجهود بالبيت لأمر خطير عليهم صحيا وتربويا ومن هنا تأتي السمنة والكسل والخمول ونسمع كثير من بناتنا إن طلب منها نقل كرسي من مكانه تقول: اطلبوا من الخادمة أنا لست خادمة. فهل ترى أيها الأب أن مثل هذه الفتاة ستصلح أن تكون أما وزوجة ومربية ؟
ومن صور التعاون أيضا الخروج مع زوجتك للسوق وللطبيب ولصلة رحمها وذلك سيقوي أواصر الحب بينكما بل ستخلق الحب وإن كان غير موجود فبالتعاون بينكما حتما ستستمر الحياة.