قصة واقعية: زوجات يهجرن أزواجهن
سمعنا وقرأنا كثيراً عن هجر الزوج لبيته وزوجته وأسرته ولكن نادرا أن تسمع عن زوجة تهجر زوجها وتبتعد، حيث ثبت بالواقع العملي وجود ما يسمى بهجر الزوجة لزوجها وتركه بالأشهر والسفر بعيدا.
وليس عيبا أو حراما أن تسافر الزوجة لزيارة أهلها وصلة رحمها خاصة لمن يعيشون مغتربين ببعض البلاد العربية والأجنبية، ولكن أن يكون هذا السفر والهجر هو أهم شيء تخطط له الزوجة ويكون مصدر سعادتها، وأن تطول مدة السفر وتسعد قبل سفرها بأيام وتحزن عند عودتها فهذه مشكلة وهذه ظاهرة لابد أن نعرف سببها وعلاجها.
يقول الزوج صاحب المسألة:
يقولون عني بأني زوج وأب مثالي فأنا لا أعرف إلا بيتي وأسرتي وعملي وليس لي أصدقاء أسهر معهم أو أسافر معهم إنما أصدقائي هم زوجتي وأبنائي.
أقضي كل حوائج أسرتي وأتنزه معهم وأسافر بهم كل بلاد العالم وأغدق على زوجتي وأبنائي من مالي الذي وهبته لاسعاهم حتى لو على حساب نفسي.
رغم ذلك أجد زوجتي شديدة التعلق بأهلها منذ 15 عاما ولا يمر يوم إلا وتحدث أمها بالثلاث ساعات بتقارير يومية بحياتنا.
تحدث بقية الأصحاب والأقارب قرابة 3 ساعات أخرى وتتابع مواقع التواصل من 5 الى 8 ساعات يوميا ولا وقت لي كزوج إلا لاعداد الطعام والأكل معا أو للخروج لقضاء حوائجها وحوائج الأسرة.
تقضي العام كله في شراء الهدايا التي تجهز قبل السفر بشهرين او ثلاث وربما سافرت بالعام مرتين وأحيانا ثلاث مرات وأقلها شهر وأطولها 3 أشهر وهي بعيدة عني .
هذا الحب لسفرها لأهلها بعيدا عني حفر بقلبي حزنا منذ سنوات ولا أريد منعها لأني أؤمن بأن الاحساس والحب يا سيدي إن لم يكن طبيعيا فلا يمكن طلبه وفرضه على من حولك.
وكنت كلما عاتبتها يا سيدي على حبها للسفر واطالة المدة قالت: لو أمرتني بتقليل المدة لفعلت ما تأمر به .. تقول هذا يا سيدي وأنا واثق من أنها تخادع نفسها وسوف يكون الألم النفسي كبيرا إن منعتها أو ضيقت عليها، فالفرحة العارمة تملأ قلبها ووجهها لقرب السفر دوما.
تعودت على الوحدة . صرت أعيش قرابة 5 أشهر كل عام أعزب وما أدراك بهذا الشعور القاتل يا سيدي أن تشعر بأن زوجتك تحب البقاء بعيدا عنك وأن أهلها وجيرانها وصديقاتها مصدر سعادتها وأنت فقط مصدر الرفاهية والمال والمادة التي تنفقها ببذخ وتتمتع به بين أقرانها.
يئست من تفسير ما عليه زوجتي وهددتها مرات عديدة بأنها بذلك تفتح المجال لقلبي لأفكر في غيرها ممن أقابلهم يوميا ويتمنون الزواج مني، لكنها ترد دوما إن فعلتها طلقني أولا لأني لا أريد ضرة بحياتي وتقول لي مبررة حبها للسفر: أنا أحب أمي وأهلي جدا ومتعلقة بهم جدا وأفرح بزياراتي لهم والإغداق عليهم والخروج معهم فأنا بينهم قائدة ومتبوعة اما بالبيت هنا فأنا دائما تابعة لك وأنت القائد .
الجواب:
الحقيقة ما تفعله الزوجة غير جائز شرعا ولا عرفا لأن الزواج مودة وسكن وتقارب لا تباعد ولكن بالوقت نفسه من الواضح أن الزوجة لديها أسباب نفسية داخلية تجعلها تحب البقاء بعيدا عنك وهي تعيش فقط لوجود أبناء بينكم وليس حلا كما قلت ان تمنعها من السفر لأنها بذلك ستؤذيك عليك بمشاعرها السلبية التي ستزيد تجاهك فمن الواضح ان زوجتك تعتبر سفرها اعادة شحن لبطاريات قلبها ونفسيتها لتستمر معك وذلك دليل أنهات تعاني شيئا ما معك.
أنصحك أيضا بأن تسافر معها وتقتحم عالمها هناك وتشاركها بدلا من الأصحاب والأهل كل فرحتها وأنصحك كذلك بتقليل المدة للسفر حتى لا تترك بداخلك فراغا عاطفيا لا تحمد عقباه.
وأخيرا أنصحك بالاستعانة بمن لهم تأثير عليها وبأهل التخصص أن يقنعوها بأن ما تفعله خطأ كبير وهجر وأن حجتها واهية في ترك زوجها كل تلك المدة . ربما تعقل وتعرف أن زوجها وبيتها وأولادها هم أبقى الناس لها وان من يحبونها هناك من الأصحاب ربما لمصالح دنيوية وفوائد مادي