فاق العطر الجديد Figment الذي إبتكره Christopher Chong مدير الإبداع لدى شركة أمواج Amouage للعطور، كل التوقعات. فقد مزج بأستاذية متمكنة الروائح، ليختبر ويكتشف مدى التناقض بين الأوهام والحقيقة. وإحتفالا بهذا الإبتكار الجديد وبمرور عشر سنوات على تعاونه مع هذه العلامة التجارية الراقية، سافرنا إلى جبل الأخضر في قلب جبال عُمان، لنجلس مع المعلم المبتكر نفسه، حيث كشف لنا الستار عن مصادر الوحي وراء العطور الجديدة، وأسرار رحلته الخاصة في عالم العطور، والتي أوصلته إلى القمة في هذا المجال. ما هي القصة وراء العطر الجديد؟ كانت الصحافة مصدر إلهامي. فأنا أقوم بإجراء المقابلات منذ عشر سنوات، ومعظم الوقت يسألني الصحفيون أين كنت وأين تحب أن تذهب؟ فأخذت هذه التساؤلات كنقطة إنطلاق. كل عام أخرج بفكرة رئيسية، وهذه السنة تدور فكرتي حول عبارة "الحياة جميلة". ولهذا أحاول دائما أن أتخيل أين سأشعر بالسعادة. وهناك بلد لم أزره من قبل. وهي معروفة أيضا بكونها أرض السعادة، وهي أول دولة يكون لديها وزارة للسعادة. وهذه الدولة هي بوتان. والسبب في أنني لم أزرها من قبل هو خوفي من أن أصدم فأجد أنها لا ترتقي إلى توقعاتي بشأنها وتخيلي لها. فأردت أن أبقيها كصورة من بنات خيالاتي، فربما أضفي عليها ذلك المزيد من الجمال، فأحيانا لا ترتقي الحقيقة إلى درجة الخيال. ولهذا أستخدمت هذه الفكرة لخلق الأوبرا الخاصة بي. حلمت أنني في دار أوبرا في مكان ما في الشرق الأوسط، وكأنني أنظر إلى المسرح وأرى إبتكارا لي، وكان ذلك يحدث في ذهني. كنت أرى تصور لبوتان وطبقات من الزهور المشغولة في حديقة، ثم إستيقظت وكان ذلك مجرد تصورا في خيالي. ما هي العناصر الرئيسية لعطري الرجال والنساء؟ عطر الرجال برائحة الأخشاب، والمكون الرئيسي له هو خشب الصندل. أعتقد أنه عنصرا يتميز بالرقي والروحانية. وأشعر أن رائحة الهواء النقي الفخم هذه هي التي تمثل بوتان وجمالها الطبيعي. تبدأ الرائحة بعبير الموالح الرقيقة والفلفل الوردي والتي تذكرني بالضباب الذي يغلف جبال بوتان، وتتدرج إلى الجفاف هابطة إلى النغمة الأرضية التي تمثل الطين والأرض. أما عطر النساء فهو من عبير الأزهار. وأردت هذه المرة أن أستعمل زهرة مسك الروم كعنصر أساسي لأنها زهرة تتميز بالغموض. فهي تتفتح في منتصف الليل. وتمثل بالنسبة لي جمال إبتسامات شعب بوتان. تبدأ نغمات العطر برائحة فلفل إقليم سشوان في الصين وتتحرك إلى قلب مسك الروم مع لمسات من الإيلانغ إيلانغ ونفحة خفيفة من الكاسيا والتي يشبه عبيرها رائحة الهيل. والرائحة النهائية طازجة ثرية مع نسمة خلفية تعطي شعورا بالسعادة. ماذا كانت لحظتك الأكثر تميزا مع أمواج خلال العشر سنوات الماضية؟ كانت القدرة على الحفاظ على الماركة وبناء صورتها على مدى العشر سنوات إنجازا عظيما. وأشعر أن بعض الفضل في إتمامه يعود إلي. وواحدة من أكبر نجاحاتي أنني بعد كل هذا الوقت ما زلت موجودا هنا وما زلت أشعر أنني أكتشف أشياء وأساليبا جديدة. هل شعرت بالندم بعد خلق أي واحدة من مبتكراتك؟ لا. كل منها يمثل حياتي ويعبر عن عملية إبتكاري خلال الوقت الذي ولدت فيه، ولذلك لا أشعر أبدا بالندم على أي إبتكار قدمته. إنها عملية تعليم ضخمة ومستمرة. وأنا أكتشف مزيجا جديدا من الروائح كل يوم. ما هي الفقرة المقبلة من القصة؟ أقوم بإستيحاء الكثير من الأفكار من الناس الذين أقابلهم، وواحد من الأسئلة التي توجه إلي كثيرا هو "كيف أصبحت مبتكرا؟". وحتى أكون صريحا أعترف بأنني لا أعرف. أعتقد أن كل إنسان يولد مبتكرا ولكن الأمر يعتمد على كيفية إستخدام هذه القدرة على الإبتكار. ولهذا فإن الفقرة القادمة ستكشف عن بداية ظهور الإبتكار لدي بالعودة إلى طفولتي.