هل يقال إنك حساسة زيادة عن اللزوم؟ إقرأي هذا المقال
من المؤكد أن صفة انعدام الحساسية والبرود هي خصلة يبغضها البشر، ولكن هل يعني ذلك أن العكس صحيح؟ وأننا نحب أن يكون من نحب صاحب حساسية زائدة أو مفرطة؟
يبدو أن البشر لا يحبون عديم الحساسية ولا المفرط فيها، فنحن دائماً ما نكون ننتقد أحداً إن كان حساساً، ونطلب منه أن يخفف من هذه المشاعر.
ولكن متى نقول عن شخص إنه "حساس زيادة عن اللزوم" وماذا تعني هذه العبارة؟ فهل هناك مقدار محدد وواضح من الحساسية علينا أن نتحلى به، وكم هو؟
علمياً يعرف علم النفس الحساسية العالية بأن الإنسان يولد بجهاز عصبي سريع التأثر، وهؤلاء يوصفون وهم أطفالاً بالخجل أو الانطوائية أو سرعة البكاء، وحين يكبرون سرعان ما نصفهم بالانعزال أو الحساسية الزائدة أو المبالغة في رد الفعل أو سرعة التأثر بأي شيء أو أي كلمة.
ويمكن وصف الشخص المفرط في الحساسية بأن لديه عدسة مكبرة في قلبه ترى الأمور أكبر من حجمها فينجرح بسهولة ويفرح بسهولة ويتحطم بسهولة ولكن يصعب أن يشفى من الجراح والتجارب السيئة.
وهناك عدة صفات للأشخاص ذوي الحساسية المفرطة يلخصها الطب النفسي بأنها:
# لديهم حياة داخلية أو ذهنية وعاطفية غنية ومعقدة.
# يؤثر فيهم الفن بشكل واضح وقد تبكيهم الموسيقى أو تسعدهم.
# يشعرون بمشاعر غامرة بسرعة.
# يجدون صعوبة في إنجاز مهمة ما إن كان هناك من ينظر إليهم أثناء ذلك.
# من السهولة إجفالهم أو أزعاجهم أو إخافتهم.
# حساسيت للألم وللكافيين والجوع.
# يلاحظ أي تغيير في مشاعر الآخرين ويصيبه ذلك بالهموم.
# يتجاوب جسده مع مشاعره بسرعة، يمرض إن شعر بالحزن أو غضب منه أحد ويتحسن مع تحسن نفسيته.
يقول العلماء إن الحساسية المفرطة غالباً ما ينتج عنها فنان أو شاعر أو رسام أو موسيقي، فالحساسون شخصيات مؤهلة للإبداع، لكنها أيضاً مؤهلة لأمراض الاكتئاب والتفكير في الانتحار، والشعور المستمر بالخوف والحزن والاحتراق النفسي. خاصة في أجواء العمل، خائفون بلا سبب من فقدان عملهم ومن انتقاد مديرهم أو من زعل زملائهم.
هناك بالفعل أسباب بيولوجية لنكون حساسين، تجعل الدماغ يشتغل بشكل أكبر والجهاز العصبي مشحون ومتأهب، وهناك بعض الدراسات تقول إن السبب بعود لمشكلة جينية، وهناك من يراها مشكلة هرمونات وهناك من يرى أنها نفسية بحتة نتيجة التربية.
وعلى أي حال وأياً كان السبب، فإن مسألة الحساسية ليست أمراً خارجاً عن السيطرة ولا يمكن تحسينه، هنا بعض الاقتراحات:
# ممارسة اليوغا والتأمل أساسية لكي يشعر المرء بالتوازن والتفكير العميق قبل أي شعور أو اندفاع وإعطاء الأشياء حجمها الحقيقي.
# التقليل من محفزات الحساسية، مثل الانسحاب من المواقف المزعجة أو التخفيف من التوتر في العمل أو حل المشاكل العائلية ما أمكن.
# التقليل من المهمات اليومية الضاغطة وتقسميها على مدار اليوم.
# كتابة اليوميات وما نفكر فيه وما نشعر وتأمل الأسباب ومحاولة التفكير بمنطقية.
# محاولة ممارسة الرسم أو العزف أو التمثيل أو الرقص أو نوع رياضة، يخفف من حدة ردود الفعل لدى الأشخاص مفرطي الحساسية.
# مصارحة الأصدقاء والمقربين من الزملاء بمشاعرنا المفرطة لكي يعملوا على مراعاتها فتخف أسباب التوتر.
# زيادة الثقة بالنفس بالقراءة والعمل الجدي والانصراف إلى الإنجاز والبعد عن أي تفاهات تجرنا إلى الانفعالات.