زواج بلا علاقة حميمة: أسئلة وإجابات
تقول الطبيبة النفسية إريكا جي سلوتر، إنها بحثت على غوغل عن عبارة "زواج بلا جنس" وجملة "أنا أريد ممارسة الجنس أكثر من زوجتي"، أو "زوجتي تريد الجنس أكثر مما أريد"، وقد وجدت أن البحث عن هذه العبارات بالملايين.
ترى سلوتر إن مشكلة الزواج المستمر بدون علاقة جنسية بين الطرفين هي قضية مهمة يعاني منها ملايين الأزواج حول العالم، ولكن قلما يعترف بها الطرفان أو يناقشانها أو يجربان الذهاب إلى استشاري أو طبيب بسببها وهكذا تظل المشكلة قائمة ما استمر الزواج، ويعيش الطرفان في تعاسة يحاولان إخفاءها، فمعظم الزوجات يخفين شعورهن بعدم الرضا عن العلاقة الجنسية، وربما يكون الأزواج أكثر جرأة في مصارحة الزوجة بها.
ومن أبرز اللحظات التي قد تتحول إلى امتعاض ونكد وشجار لاحقاً، حين يرغب أحد الطرفين في الجنس ويعتذر منه الآخر بأن يقول "ليس لدي مزاج" أو "ليس اليوم".
ولأن هناك دراسات عديدة حول الموضوع، فإن أهم استنتاج خرجت به الطبيبة النفسية من هذه الدراسات، أن معظم الأزواج الذين يلبّون رغبة الشريك في الجنس حتى وهم لا يرغبون في ممارسته، يشعرون بالرضا عن أنفسهم في العلاقة لاحقاً، وأنهم قدّموا شيئاً مهماً فيها.
أي أن تلبية نداء الشريك وعدم خذلانه في هذه اللحظة، خاصة إذا كان يرغب في العلاقة الحميمة أكثر مما يرغب الآخر، يحل مشاكل كثيرة في الزواج، ويعطي شعوراً بالرضا من الطرفين.
في المقابل، فإن إحدى النتائج المهمة هو شعور الشريك بالذنب حين لا يتجاوب مع رغبة الآخر، حتى وإن لم يعبر عن ذلك الندم.
الحلول لهذه العلاقة كثيرة، فهي ليست مشكلة بلا حل، ولكن أساس الحل هو استعداد الطرفين للتجاوب مع رغبة أو عدم رغبة الطرف الآخر، وتخير المواعيد التي يظهر فيها الشريك مستعداً أو راغباً، وإن لم يشعر بهذه الرغبة فربما يحاول إشعالها بالمداعبة والملاطفة والكلام الجميل، ويفيد السفر أيضاً في عودة أجواء الرومانسية بين الاثنين، وعدم التفكير المستمر في الخلافات ومشاكل المال والأطفال، فمهما كانت المشاكل لا بد من تخصيص وقت لمتع النفس.
كما لا بد للطرفين من تفهم أن العلاقة الحميمية لا تظل على حالها مثل السنوات القليلة الأولى، بل تبدأ تقل بالتدريج، ولكن الزواج الصحي جنسياً، هو الذي يمارس فيه الجنس مرة في الأسبوع على الأقل، ولكن في أوقات التوتر والمشاكل المالية أو المرور بأزمة ما لا بد أن نتوقع أن هذه الرغبة قد تختفي لفترة قد تطول بالأشهر، وهي لا تعني أن الشريك لم يعد راغباً فيك، بل إنه واقع تحت أحمال ثقيلة وهموم تنسيه الاهتمام بهذا الجانب وتقلل رغبته فيه.