هل تعرفين قيمة نفسك؟ وكيف؟
يمكن أن تذهبي إلى أي عيادة أو صيدلية وأن تعرفي وزنك وطولك وحجم الدهون في جسدك ونسبة الماء فيه وقياس الكتلة العضلية.
يمكنك فعلاً معرفة الكثير بهذه الطريقة، ولكن هل يمكنك قياس قيمة نفسك ومعرفتها؟ ولو سألناك هل تعرفين قيمة نفسك؟ فماذا سيكون جوابك؟ وما هو تقديرك لذاتك؟
وبينما أنت تحاولين تقييم نفسك ومعرفة ما لديك فعلاً وكم يزن ثقافياً واجتماعياً وإنسانياً وكيف تشعرين إزاء ذاتك، فعليك أن تحذري من الوقوع في اعتبارات ليست صحية كأن يصيبك الغرور والأنانية والحب المبالغ فيه للذات.
إليك خمسة أمور يعتمدها معظم الناس لفهم قيمة أنفسهم:
# المظهر
بعض الناس يعتبرون أن قيمتهم في كمية انجذاب الناس إليهم تبعاً لمظهرهم الجميل أو الملفت للنظر. وهؤلاء الناس يعانون كثيراً إن زاد وزنهم أو تقدم بهم العمر أو ظهرت عليهم التجاعيد، إنهم يقيسون أنفسهم بأشكالهم، فهل أنت منهم؟ بالطبع من حقك كامرأة ذات مظهر جميل أن تحبي هذا المظهر وهم أمر مهم، لكن الخبر المزعج أنه لن يدوم، فكيف سترين نفسك حين تخسرين معجبيك مع تقدم السنوات؟
# الدخل
هناك أشخاص يعتدون بأنفسهم كلما زاد دخلهم، وبالتأكيد فإن الدخل الجيد يعطي صاحبه البرستيج في الحياة اليومية، ويزيد ثقته بنفسه. لكن للأسف فإن هذه الشخصية في أعماقها تظل تشعر أنها بلا قيمة، فهي إن زال عنها الدخل الكبير تنظر إلى نفسها باعتبارها لا تساوي شيئاً.
# من تعرف
هناك أشخاص يعتبرون أن وزنهم متأتي من كمية الشخصيات المهمة وذات النفوذ التي يعرفونها، والدوائر التي يتحركون فيها والعلاقات المؤثرة التي يتمتعون بها. وقيمتهم بكمية الأشخاص الهمين من حولهم، وبأرقام الهواتف لأناس أصحاب سلطة وثراء وجمال التي تتضمنها قائمة هاتفهم. فهل أنت منهم؟
# قيمتك في مهنتك
بعض الناس يرون أن قيمتهم في المهنة التي يقومون بها، فتكون هي مجور حياتهم، بل إنهم حين يقدمون أنفسهم فإنهم يخبرونك عن مهنتهم قبل اسمائهم. وهذا ليس عيباً ولكنه مخاطرة كبيرة، فإن أي قرار بفصلك من عملك أو تغير في سوق العمل أو نهاية للشركة التي تعمل بها ستجعلك ترى نفسك وقد انتزعت من مكانك وأفرغت من قيمتك. ثم ماذا تفعل حين تتقاعد؟
# قيمتك في ما أنجزته
هناك أشخاص يعرفون الآخرين بهم بالحديث عن نجاحاتهم في العمل والحياة، فنجده يتحدث عن الإنجازات الشخصية طيلة الوقت ولا يترك فرصة لغيره، وهذا الشخص إذا اصطدم بأي مشكلة فإنه يسقط نفسياً وقد ينهار لأنه لا يرى نفسه إلى شخصاً يتنقل من نجاح إلى نجاح.
حسناً إذن كيف نعرف قيمة أنفسنا، إن لم يكن بالمظهر أو العمل أو المعارف أو الإنجازات؟
الحقيقة إن قيمة الإنسان وتقديره لنفسه الذي لا يزول مع الزمن أو الوقوع في سقطات عملية أو اجتماعية هو في مقدار ما نشعر بالرضى العميق عن شخصياتنا الصادقة المحبة والمحبوبة، التي يطلب الآخرون الاقتراب منها لجمالها الإنساني، والذي لا يزول بسبب الطلاق أو التجاعيد أو الفصل من العمل.
من هنا، وبدلاً من مطاردة الأمور الخمسة الوهمية التي تحدثنا عنها، ابدئي بالتعرف على نفسك وعلى القيم التي تؤمنين بها وعلى حجم المحبة التي تتلقينها من العالم بعد أن تكوني قد منحتها إليه.