لا شك أن ملايين عشاقها يعرفون أنها صاحبة صوت ساحر وجريح، لكن ليسوا كثيرين من يعرفون الحياة القاسية التي عاشتها النجمة البريطانية أديل قبل أن تصبح هذه الديفا التي تقف على المسارح وتحصد عشرات الجوائز في عمر صغير. ولكن حين نتعرف على حياة أديل فإنها تبث في كثيرين الأمل وتقول لهم إن الحياة لا تظل على جانب واحد مؤلم وحسب، بل إنها تتقلب وتتبدل وتعطي الفرص لمن يعمل عليها. تخلى والد أديل عنها وهي ابنة عامين فقط، وتركها مع أمها التي كانت هي أيضاً ابنة 18 عاماً أنذاك، بلا عمل ولا خبرة، وحدها ترعى الطفلة من دون معيل أو معين. اضطرت الأم إلى العيش مع صغيرتها في بيوت الإيواء الحكومية، وهي تجمعات لأشخاص مشردين من مختلف الأعمار والخلفيات من دون خصوصية أو حماية، لذلك كانت مضطرة أيضاً إلى التنقل كثيراً بحثاً عن مكان أفضل وعن عمل. لم تحلم إيديل أبدا أنها ستكون مشهورة ولم يكن الأمر في بالها ولا من أحلامها في المستقبل، لكنها كانت تحب مساعدة صديقاتها وأصدقائها في المدرسة. وبعد انتهاء الدراسة الثانوية كانت تبحث عن عمل عادي، ولكنها في الأمسيات تجلس مع الأصدقاء وتغني، إلى أن سجل لها أحد أصدقائها ثلاثة أغان ووضعها على موقع "ماي سبيس". لم ينتبه أحد للتسجيلات هذه على الفور، فقد ظلت في الفضاء الافتراضي منسية إلى أن سمعها منتج بعد عامين من رفعها على الموقع وطلب منها تسجيل ألبوم كان بعنوان "19" بيعت منه 10 ملايين نسخة خلال أشهر ونقلت أديل إلى عالم آخر لم تكن تتوقع الدخول إليه. وهي ابنة 19 عاماً أحبت أديل رجلاً يكبرها بعشرة أعوام وكانت تعتبره كل حياتها وانجرفت تماماً في هذه العاطفة، كانت علاقة كثيفة قالت عنها أديل "لقد جعلني أنضج". استمرت العلاقة 18 شهراً أنهاها هو وترك الفنانة بقلب مفطور، فقد وجدت فيه الحبيب والأب الذي تخلى عنها وأعاد إلها الثقة بالعالم. عرفت أديل بعد أن تركها بفترة قصيرة جداً أنه أعلن خطوبته، فاستخدمت ألمها لتكتب الأغنية التي نقلتها إلى مصاف النجوم الكبار وهي "Someone like you"، وفي عام 2011 اضطرت أديل للتوقف عن الغناء بعد قرار الطبيب إجراء عملية لها في حبالها الصوتية، وحين عادت كانت أقوى بأضعاف مما كانت قبل هذه المحنة الصحية التي كادت أن تفقدها الغناء. وكان أول حفل لها بعد العملية أن أحيت حفل جوائز "غرامي" عام 2012 وحصلت في الليلة نفسها على ست جوائز منها. تصاب أديل بنوبات من الرعب تسبب ضيق النفس وتسارع القلب والتقيؤ، خاصة قبل الصعود إلى المسرح ومواجهة الجمهور. ورغم الضغوطات المستمرة التي تواجهها من وسائل الإعلام التي تهزأ من جسدها وتطالبها بخسارة الوزن، إلا أنها أعلنت أكثر من مرة أنها مغنية وليست عارضة أزياء وأنها ترفض أن تخضع لمعيار جمالي أساسه النحافة. أديل وهي في عمر 29 كانت قد حصلت على 12 جائزة غرامي، وباعت 100 مليون نسخة من ألبوماتها، واعتبرت مرتين من أكثر النساء تأثيراً في العالم.