دعوات إلى الصيام الإلكتروني.. هل أنت قادرة عليه؟
هل يمكن أن يكون الصيام عن وسائل التواصل الاجتماعي أكثر صعوبة من الصيام عن الطعام أو الماء؟ هل أصبجنا مملوكين تماماً لأجهزتنا الإلكترونية بحيث لم يعد ممكناً أن نتخيل حياتنا من دونها ولو لبضع ساعات أو عدة أيام؟ كيف تصفين علاقتك بفيسبوك وتويتر وانستغرام وسناب شات؟ هل هي علاقة إدمان؟ هل تسيطر عليك أم تسيطرين عليها؟
قبل أيام، كشفت دراسة نفسية أجرتها جامعة بيتسبيرغ بولاية بنسيلفانيا الأميركية أن "الصيام الإلكتروني" ينقذ الإنسان من الشعور بالوحدة ومشاعر الاكتئاب التي تحيط بمستخدمي الإنترنت.
كما أنه هذا الصيام يقلل من خطورة الاستخدام المفرط للعالم الافتراضي، والذي يؤدي إلى ما يسمّى بالتخمة التكنولوجية التي عادة ما تكون بحاجة إلى علاج نفسي.
وقد أثبتت دراسات اجتماعية كثيرة أجريت في العقد الأخير أن التعلق بالسوشال ميديا بات يؤثر على حياة الإنسان بشكل سلبي كبير، رغم فوائده وإيجابياته، فيحرم الأطفال منم اللعب وتكوين علاقات اجتماعية واقعية سوية، ويسبب المشاكل بين الأزواج، ويضعف أواصر العائلة، ويفسد الصداقات، ويتسبب في وقوع فضائح وإساءات ومشاكل وانتحالات، ويزيد من الشعور بالأنانية والوحدة.
وافترض الداعون إلى الصيام الإلكتروني أنه يحمي الإنسان من العزلة الاجتماعية التي تخلق بينه وبين محيطه حاجزا يعيق التواصل الجيد مع عالمه الحقيقي.
وتعتمد فكرة "الصيام الإلكتروني" على مواجهة تأثير العالم الافتراضي السلبي على الحالة النفسية والاجتماعية للإنسان والتقليل من سيطرة شبكات التواصل الاجتماعي على حياته.
ويجري تطبيق هذا الصيام من خلال الابتعاد التدريجي عن الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية لفترات زمنية معينة تتزايد مدّتها تدريجيا، ويعتقد الباحثون أن هذا الصيام سينجح في جعل العالم الافتراضي شيئا هامشيا في حياة مستخدميه يلجؤون إليه في أوقات الحاجة فقط.