بعنوان "أمهات مصريات عازبات" أطلقت نساء في مصر مجموعة إلكترونية أعضاؤها من المطلقات والأرامل والمعيلات لأسرهن، وسرعان ما كبر حجم المجموعة وانضم إليها 20 ألف سيدة معيلة. المجموعة أيضاً يشارك فيها محامون وأطباء نفسيون وأطباء أسرة واستشاريون، بهدف مساندة النساء المشتركات في المجموعة بشكل عملي وتقديم المساعدة الفعلية عند الحاجة إليها. كما تقدم المجموعة استشارات لمن ترغب في البدء بمشروع صغير أو تبحث عن عمل. وتوفر المجموعة نصائح تربوية للزوجة التي تربي أسرتها في غياب الأب، فتستطيع المستخدمة للمجموعة أن تطرح مشكلتها على متخصصين وأن تتلقى النصيحة من مستخدمات أخريات مررت بالتجربة نفسها. وتأتي هذه الفكرة نتيجة الارتفاع المتزايد في نسب الطلاق، إذ تشير الأرقام إلى أن مصر تشهد أعلى معدلات طلاق في العالم، حيث رصدت الإحصائيات وقوع حالة طلاق كل ست دقائق، كما يزيد عدد الأرامل في مصر عن 2.5 مليون أرملة، وفقاً لإحصائيات رسمية. مؤسسة المجموعة هي نرمين أبو سالم، انبثقت لديها هذه الفكرة بعد أن أصبحت قضية الأم المعيلة لأسرتها ظاهرة وليست مجرد حالات قليلة وفردية في المجتمع المصري. وتشير أبو سالم إلى أن أكثر مشكلة تتكرر وتعاني منها المطلقات هي تنصّل المطلق من المسؤولية المادية لتربية أبنائه، والعنف الأسري، والمعاملة السيئة، والخيانة الزوجية. أما الأرامل فيعانين من الناحية الاقتصادية في البحث عن مصدر جيد للدخل، وكذلك يواجهن مشاكل في تربية الأبناء من دون سلطة الأب. وبالنظر إلى مضمون المجموعة والمشاركات فيها، تقول أبو سالم إن هناك ثغرات في القانون الحالي تتمثل في إمكانية إفلات المطلق من مسؤولية الإنفاق على الأبناء، وصعوبة إثبات الدخل الشهري خصوصا في حال العمل بالقطاع الخاص أو الأعمال الحرة، وطول أمد التقاضي، وعدم وجود ضوابط لتنفيذ الأحكام بالنفقة، والتي غالبا ما تكون بتقديرات غير منصفة أو مواكبة لارتفاع الأسعار بالبلاد.