في الجامعة الأميركية في بيروت، وفي محاضرة للعلوم الاجتماعية، الإثنين الماضي، كانت الطالبة المحجبة مريم دجاني تجلس مع زملائها تستمع لما يقوله الأستاذ المحاضر سمير خلف. مريم لم تسمع بعض الجمل التي قالها أستاذها فطلبت منه بعفوية من تحرص على تسجيل ما يقوله أن يعيد العبارة التي قالها. لكن رد فعل أستاذ الجامعة كان صادماً حين قال"لا تستطيعين أن تسمعيني لأن هذا الوشاح الغبي يغطي أذنيك. لذلك، إن نزعت هذا الحجاب ستتمكنين من سماعي بوضوح". لم تسكت الطالبة بل قالت "هذا رأيك الشخصي ولا يحق لك التهجم عليَّ"، ما كان منه إلا أن رد إنه لا يتهجم عليها بل يتهجم على كل المحجبات بالمجمل. ولم يكتف خلف بذلك، فقد انتظر حتى نهاية المحاضرة وبدأ يسأل الطالبة في أي مدرسة درست، وإن كانت أمها محجبة. لجأت الشابة في بادئ الأمر إلى إدارة الجامعة قبل أن تنشر تلك "الإهانة العنصرية" على حسابها الشخصي على الفيسبوك، لتنتشر بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي. في المقابل، تضامن عدد كبير من طلاب الجامعة مع زميلته، وقرروا تنظيم مظاهرة ضد العنصرية والإهانة التي لحقت بها، مطالبين بمحاسبة الأستاذ. ما دفع إدارة الجامعة إلى تهدئة الطلبة والتأكيد على أن التحقيق جار، واعدة باتخاذ القرار المناسب في أسرع وقت. كما شدد عميد شؤون الطلاب، الدكتور طلال نظام الدين، خلال التظاهرة التي انطلقت في حرم الجامعة الأربعاء، على أن الجامعة الأميركية لطالما كانت صرحاً للتعددية والتنوع، معبراً عن احترامه للطريقة التي عبر فيها الطلاب عن موقفهم المتضامن مع رفيقتهم مريم. وأضاف متوجهاً للطلاب بضرورة الاستمرار في إيصال صوتهم والتعبير عن آرائهم، واحترام الاختلاف لكي يكونوا قدوة لغيرهم في الشرق الأوسط والعالم الأجمع، "لا سيما أن عدم التسامح موجود أينما كان" وفقاً لما قال. وبعد أن كشفت مريم الأستاذ علانية، تقدمت كثير من الطالبات اللواتي تعرضن منه لإهانات مشابهة.