لا تقتصر فوائد ممارسة الرياضة على التمتع بالرشاقة واللياقة البدنية فحسب، فهي تعد أيضا بمثابة دواء للنفس والروح؛ حيث إنها تحارب التوتر النفسي والاكتئاب وتساعد على الشعور بالهدوء والاسترخاء.
وقال البروفيسور إنجو فروبوزه إن العديد من الدراسات أثبتت أن الرياضة تلعب دورا هاما في محاربة التوتر النفسي وبعض المشاكل النفسية الأخرى، مثل الاكتئاب وصعوبات النوم، ولكن بشرط ممارستها بالشكل الصحيح، واختيار النوع، الذي يجلب سعادة للإنسان.
وأضاف الأستاذ بالجامعة الرياضية بمدينة كولن الألمانية أن المجهود، الذي يتم بذله أثناء ممارسة الرياضة، يعمل على إعادة التوازن إلى هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
ومن جانبها، قالت طبيبة الأمراض الباطنة والطب النفسجسدي كورا فيبر إن ممارسة الرياضة لمدة 45 دقيقة بمعدل 3 مرات أسبوعيا تساعد على التخلص من الاكتئاب؛ حيث إنها تعمل على تحسين الحالة المزاجية.
وأضافت الطبيبة الألمانية أن الرياضة تساعد على التخلص من الخوف أيضاً؛ حيث إن الخوف يؤدي إلى الشعور بالتوتر النفسي، والذي يتم التغلب عليه عن طريق الرياضة. ولهذا الغرض تنصح فيبر بممارسة رياضات قوة التحمل، مثل المشي السريع والركض.
ومَن لا يرغب في ممارسة رياضات قوة التحمل، ينصحه فروبوزه بممارسة تمارين اليوغا؛ حيث إن التركيز على عملية التنفس يتمتع بتأثير تأملي؛ إذ يتم شد وارتخاء العضلات، مما يساعد على التخلص من التوتر والشعور بالراحة النفسية.
وأشار البروفيسور الألماني إلى أن ممارسة الرياضة قد تأتي بنتائج عكسية إذا ما جلبت هي نفسها توتراً إضافياً، وهذا قد يحدث مثلا عندما يتم ممارسة الرياضة بشكل مفرط. لذا ينبغي على مَن يرغب في إحراز تقدم على المستويين النفسي والجسدي أن يختار الرياضة، التي تجلب له السعادة، مع مراعاة المواظبة على ممارستها بنحو معتدل وأن يضع حافزاً نصب عينيه، ولكن من دون أن يثقل كاهله.