30? من الأطفال البريطانيين يعانون من السمنة المفرطة وأكثر من ثلث الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية يعانون من زيادة الوزن اوالسمنة. أما عالمنا العربي فيشهد انتشار السمنة بين الأطفال بشكل ملحوظ جداً ولكن للأسف لا توجد أرقام رسمية لعدد الأولاد والبنات الذين يعانون من السمنة في وطننا.

السمنة هي من الأمراض الخطيرة جداً التي يمكن ان تصيب الطفل وهي في ازدياد مستمر حول العالم كله خصوصاً عند الأطفال بين عمر السنتين وال17 سنة. هذا الإزدياد المستمر يستدعي القلق الشديد لأن السمنة عند الطفل تزيد من خطر اصابته بالأمراض المزمنة خصوصاً مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما ان تكدس الدهون الزائدة في جسم الطفل يزيد من خطر اصابته بالسرطان.

المشكلة تبدأ منذ عمر الستة أشهر...

ازدياد وزن الطفل لا يحصل بين يوم وليلة ولكن هو تراكم للعادات الخاطئة التي يتم اتباعها مع الطفل منذ ان كان رضيعاً. الكثير من الأهل اليوم وبسبب عدم وجود الوقت الكافي لتحضير الطعام الطبيعي للطفل، يلجؤون الى تقديم الوجبات الجاهزة والمصنعة للطفل منذ عمر الستة أشهر. هذه الوجبات غالباً ما تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون المشبعة تتجاوز تلك الموجودة في لوح من الشوكولا. في احدى الأبحاث التي أجريت على 100 نوع من الطعام المخصصة للأطفال تبيَن ان غالبيتها يحتوي على نسبة سكر تزيد عن 29? وحتى البعض منها يحتوي على دهون مشبعة مضرة جداً بالصحة. وفي حال تقديم هذه الأطعمة للطفل منذ عمر صغير سيتعوَد على نكهة السكر والدهون المشبعة والمتحوَلة مما يجعله عرضة أكثر لزيادة الوزن في المستقبل. الخبراء الصحيون من حول العالم ينصحون الأهل بضرورة ابعاد الطفل عن هذه الوجبات قدر المستطاع لأنها تزيد من خطر اصابة الطفل بمجموعة كبيرة من الأمراض في المستقبل.

اطعام الطفل كمية كبيرة من السكر

الأطفال يتناولون اليوم نسبة كبيرة جداً من السكر! يتواجد السكر في غالبية الطعام التي يتم تقديمها للطفل منذ عمر الستة أشهر. في البداية يتم تقديم حبوب الأرز للطفل الصغير ومن بعدها يتم تقديم الخبز الأبيض له والوجبات الجاهزة. وبعد ان يبلغ الطفل عمر السنة، يتم تقديم كميات كبيرة من الشوكولا والسكاكر والتشيبس وغيرها من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر. مصادر السكر للطفل لا تتوقف على هذه الأطعمة فقط، بل الطفل يتناول أيضاً الكاتشاب والكرواسون والمناقيش وحبوب الفطور وكلها من بين الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.

يجب ابعاد الطفل قدر المستطاع عن مصادر السكر التي يتم تناولها من أجل حمايته من الإصابة بالسمنة وحمايته من الأمراض التي تحصل بسبب هذه المشكلة.

الكثير من الأطفال يتناولون اليوم الصودا

في السابق لم تكن الصودا وغيرها من المشروبات الغازية متاحة للأطفال بشكل كبير جداً. الا ان اليوم بات هذا النوع من المشروبات متاحاً بشكل كبير جداً للطفل. الصودا تتواجد اليوم في كل منزل عربي تقريباً وهي متاحة أمام الأطفال على الغداء وعلى العشاء وحتى بين الوجبات. كوب من الصودا يحتوي على 150 سعرة حرارية على الأقل والطفل على الأقل يحصل على 3 أكواب في اليوم ما يعني 450 سعرة حرارية. هذه الكمية الإضافية من السعرات الحرارية في اليوم الواحد تؤدي الى زيادة وزن الطفل حوالي كيلوغرامين في الأسبوع الواحد فقط.

تركيز الطفل على وجبات السناك

يبتعد عدد كبير من الأطفال عن تناول الوجبات الرئيسية خصوصاً الفطور والعشاء ويقومون باستبدال هذه الوجبات بتناول الأطعمة العالية بالسعرات الحرارية كالتشيبس والشوكولا والكيك والحلويات. عدم تناول الطفل لهذه الوجبات يحرمه من الحصول على كمية كافية من الفيتامينات والمعادن ويجعله يحصل فقط على سعرات حرارية خالية من المواد الغذائية الصحية الجيدة. تناول الطفل هذه المواد بشكل كبير جداً يؤدي حتماً الى زيادة وزنه وتكدس الدهون في جسمه. حاولي ابعاد الطفل قدر المستطاع عن تناول هذه الأنواع من الأطعمة وتشجيعه على تناول الوجبات الرئيسية المكوَنة من الخضار واللحوم الصحية والأجبان والألبان الخالية من الدسم من أجل امداده بالمواد الغذائية التي يحتاجها.

عدم حصول الطفل على ما يكفي من النوم

نشهد اليوم ازدياد معاناة الطفل من زيادة الوزن وتكدس الدهون في الجسم بسبب عدم حصول الطفل على ما يكفي من النوم. في عصرنا هذا، أصبح الطفل يستخدم اللاب توب ويلعب على جهاز التابليت ويشاهد التلفاز لساعات طويلة مما يمنعه من الحصول على ساعات كافية من النوم. ينام الطفل في ساعة متأخرة من الليل ويستيقظ باكراً مما يؤثر على هرمونات الشهية لديه ويدفعه لتناول المزيد من الأطعمة خلال النهار. ومن أجل حماية الطفل من زيادة الوزن يجب محاولة دفعه للنوم في ساعة مبكرة من الليل لكي يحصل على الأقل على 10 ساعات من النوم.

تقديم الأطعمة على أنها مكافأة

من العادات الخاطئة التي يتم اتباعها مع الطفل هي تقديم الأطعمة له على أساس انها مكافأة له بالأمور الجيدة التي قام بها. هذه الطريقة تجعل الطفل يعتقد ان الشوكولا وغيره من الأطعمة التي يتم تقديمها له كأنها مكافأة هي جيدة بالنسبة له مما يجعله يتناول كمية كبيرة من هذه الأطعمة. في حال الرغبة بتقديم مكافأة للطفل، يفضل شرا هدية له او لعبة بدل من تقديم الطعام له وذلك من أجل وقايته من خطر الرصابة بالسمنة وبالتالي بالأمراض التي تصيب الطفل بسبب السمنة.

عدم تناول الطفل للخضار والفواكه

يرفض الطفل اليوم تناول الأطعمة الصحية خصوصاً الخضار والفواكه التي تحتوي على كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن والألياف الغذائية التي تمدَ الطفل بالشبع. يجب دفع الطفل لتناول كمية أكبر من هذه الأطعمة الصحية لأنها مفيدة له وتمنع تكدس الدهون بجسمه وتساعده في الحصول على حياة مليئة بالصحة. وتجدر الإشارة هنا الى انه يجب تشجيع الطفل أيضاً لتناول المزيد من الحبوب الكاملة والبقوليات لأنها أيضاً مليئة بالألياف الغذائية المفيدة لوقاية الطفل من البدانة.