يشهد عالم التجميل حاليا انتشاراً كبيرا للاتجاه نحو الاستغناء عن الشامبو والمعروف بـ "No Poo"، وذلك من أجل حماية الشعر واستعادة مظهره الطبيعي. فما هو هذا الاتجاه؟ وهل يناسب كل النساء؟ وكيف يمكن حينئذ العناية بالشعر؟
وقالت طبيبة الأمراض الجلدية أوتا شلوسبيرجر إن الشامبو التقليدي يحتوي على الكثير من المواد الفعالة الاصطناعية، والتي تتسبب في تهيج فروة الرأس أو قد تُلحق أضرارا مستديمة بفروة الرأس والشعر.
وأوضحت أن المواد العطرية التخليقية قد تتسبب مثلاً في حدوث استجابات تحسسية، في حين أن قد تؤثر ما يعرف بالمؤثرات السطحية "Surfactants" بالسلب على الأُس الهيدروجيني لفروة الرأس. وبالتالي تكون النتيجة هي زيادة الإفرازات الدهنية بالشعر بسرعة كلما تم غسل الشعر.
استعادة الحالة الطبيعية
ومن جانبها، قالت مصففة الشعر الألمانية آنيا جايسلر إنه لهذه الأسباب ظهر الاتجاه نحو الاستغناء عن مواد العناية الشائعة بغرض مساعدة الشعر على استعادة حالته الطبيعية؛ حيث يطرأ تحسن على حالة فروة الرأس وعلى جودة الشعر؛ إذ يصير الشعر الخفيف أكثر كثافة، في حين يصير الشعر الخشن أكثر نعومة.
وأضافت جايسلر أن العناية بالشعر في هذه الحالة تتمثل في تمشيط الشعر بفرشاة ذات شعيرات طبيعية، والتي تعمل على تنظيف الشعر وفروة الرأس من الأوساخ والغبار.
وبعد غسل الشعر بالماء فقط لبضع أيام تنصح شلوسبيرجر باستعمال "البيكنج بودر"، والذي يعمل على تنظيف فروة الرأس بشكل طبيعي تماماً بفضل مادة النطرون، التي يحتوي عليها.
وكبديل، يمكن أيضا استخدام خل التفاح كغسول للتمتع بشعر أملس ولامع، مع مراعاة تخفيفه بشكل سليم، لتجنب الرائحة النفاذة للخل.
زيادة الإفرازات الدهنية
وبدوره، أشار طبيب الأمراض الجلدية فرانك-ماتياس شارت إلى أن الاستغناء على الشامبو ليس أمرا سهلا، خاصة في الأسابيع الأولى؛ حيث تقوم فروة الرأس بإفراز المزيد من الدهون، مما يجعل الشعر يبدو دهنيا، فضلا عن نشوء قشرة الرأس ذات المظهر السيء. وتستغرق فترة التحول مدة تتراوح بين شهر و6 شهور.
وبالتالي فإن هذا الاتجاه لا يعد مناسبا للأشخاص، الذين يعانون من قشرة الرأس أو تهيج فروة الرأس؛ حيث يتعين عليهم استعمال شامبو طبي يحتوي على مادة مضادة للفطريات، وإلا فستصاب فروة الرأس بحكة شديدة تتسبب في تساقط الشعر شيئاً فشيئاً.