وجدت دراسة علمية أن شعبية وسائل التواصل الاجتماعي تزداد بشكل ملحوظ يوماً بعد يوم، وأن عدد الأشخاص المرتبطين بعلاقات حب عبر الإنترنت يتزايد بشكل كبير.

ولكن هل يمكن للحب أن يولد بين شخصين من خلال شاشة الكمبيوتر؟ وهل تُكتب له الحياة المديدة؟ أم هو مجرد تسلية بمشاعر الآخرين وبحث عن المتع فقط؟

يؤكد خبراء علم النفس أن العلاقات التي تنشأ على مواقع التواصل الاجتماعي هي في الأغلب غير صحيحة ومزيّفة، فالعديد من الأشخاص يُدلون بمعلومات مغلوطة عن أنفسهم، في ما يتعلق بهويتهم وعمرهم ومستواهم الاجتماعي، الاقتصادي والتعليمي، ويستعينون في الأغلب بأسماء وهميّة، وكل ذلك بهدف تحقيق غايات ومكاسب بطرق غير مشروعة.

وكشفت دراسة حديثة أجراها أحد المواقع المتخصص في شؤون الشباب البريطانيين، أن 40% من دعاوى الطلاق في بريطانيا، كانت ناتجة عن علاقات نشأت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وباءت بالفشل. ولكي تصبح العلاقة العاطفية عبر الإنترنت جدّية، لا بد لها أن تنتقل من شاشة الكمبيوتر إلى عالم الواقع.

وأثبتت هذه الدراسة، أن كثيراً من الحالات كانت نهايتها النفور، والندم بمجرد حصول المقابلة المباشرة، على الرغم من أنهم كانا منسجمين على شاشة الكمبيوتر في الأسلوب والأفكار.

بالإضافة احتمال نجاح العلاقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتوقف على نوع المستخدمين، فإن تبادل شخصان أطراف الحديث، واكتشفا وجود اهتمامات مشتركة بينهما، وآراء متشابهة تجمعهما، فإن ذلك سوف يولد انسجاماً عاطفياً، يمكن أن يؤدي الى الارتباط. إذن فمسألة نجاح العلاقة واستمرارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تتوقف على صدق الأشخاص المستخدمين لهذه المواقع، وعلى كيفية تقديمهم أنفسهم، فإن قدّم شخص معلومات غير صحيحة عن نفسه أو بالغ في صفاته، فستنكشف الحقيقة حتماً، ما إن تخرج العلاقة إلى النور. أما إذا كان صادقاً، فإن العلاقة العاطفية ستكون على خير ما يرام. إذاً العلاقات عبر وسائل التواصل لها حسناتها وسيئاتها? ومن إيجابياتها:

1 - التواصل مع الناس من دون مغادرة المنزل مُريح جداً? حيث يمكن التعرف إلى شخص ما عن طريق البريد الإلكتروني، محادثات الماسنجر، الفيسبوك وحتى تحديد موعد افتراضي إذا كان لديك كاميرا ويب.

2 - غير مكلف مادياً، فالمتصفحون غير مضطرين إلى جلب الهدايا أو الجلوس في المقاهي، ما يجعل التكلفة المادية قليلة جداً، تتمثل في استهلاك الكهرباء أو باقات الإنترنت.

3 - هناك الكثير من قصص الحب عبر الإنترنت، والمعروفة أيضاً بحب السيبر Cyber، منذ دخول الإنترنت إلى كل بيت، أعطى هذا الظهور لوسائل التواصل الاجتماعي، فرصة جديدة إلى الملايين من الأشخاص الوحيدين للعثور على الحب، بطرق لم تكن ممكنة من قبل.

4 - يمكن الحصول على الآخرين والتحدث معهم في أي مكان وأي زمان، معظم الناس يملكون بريداً إلكترونياً وإمكانية دخول شبكة الإنترنت، سواء أكان ذلك في المنزل أم في العمل، فهم يقضون الكثير من الوقت على الإنترنت بهدف العمل، والمتعة، وكذلك بهدف التواصل مع الأصدقاء والعائلة، ولكن هناك أيضاً مجموعة كبيرة من الناس التي تعيش بالفعل على شبكة الإنترنت. فهم يقضون كل دقيقة من حياتهم، ملتصقين بشاشة الكمبيوتر. ومن ناحية أخرى تتلخص سلبيات التعارف عبر الانترنت بالآتي: 1 - من أسباب الوقوع في الحب الحقيقي، هو الإعجاب إما بالشكل أو الأسلوب والتفكير، وهذه لا يتحقق في وسائل التواصل الاجتماعي، فمهما كان تصورك للشخص الذي تُحادثينه من كلامه وتعبيره، أو حتى صورته، أو اسمه، ففي كثير من الأحيان يكون الواقع مختلفاً عن الحقيقة. 2 - يجب أن تتذكري أن الإنترنت مليء بالأشخاص غير المسؤولين والمدمنين، الذين يستغلون هذه الوسيلة المرنة، وهي لا تكلفهم الكثير من الجهد أو المال، ويمكن استغلال مثل هذه العلاقات للابتزاز، أو الوقوع في الخيانة والخداع. 3 - في الإنترنت، الاتصال والتفاعل يقتصران على الكلمات المطبوعة، ونبرة الصوت، والعواطف، والمظهر، والإيماءات والتعبير، وجميعها تعتمد على الخيال لبناء الصورة، وفهم حقيقة الشخص الآخر، وفي الأغلب تسقط هذه الصورة إذا تم الارتباط، ويتضح في كثير من الأحيان أن توقعات الطرفين لبعضهما البعض ليس إلا ضرباً من الخيال.