نجح معرض "المغرب في أبوظبي" الذي نظمه مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت شعار "المغرب يفتح أبوابه لكم"، في تقديم الموروث الثقافي والتراثي والتقاليد المغربية المتوارثة، وجمع تفاصيل الحياة المغربية اليومية بتنوعها وألوانها التي تعكس مكوّنات حضارة المغرب الأصيلة، مثل الصناعات التقليدية والفنون الحرفية المتعددة وفنون الطبخ والأزياء.

وحقق المعرض الذي امتد من 7 إلى 19 مارس? نجاحاً كبيراً فاق التوقعات حيث تجاوز عدد زواره الـ16 ألف، ولاقت الفعاليات والأجنحة الجديدة اهتماماً واسعاً من الزوار، الذين أبدوا إعجابهم وانبهارهم بدقة التنظيم والتنسيق الكامل.

وفي هذا السياق أوضحت رحمة العروسي أن النسخة الثالثة من المعرض هي تتويج للذوق المغربي الرفيع، وتكريم للمرأة المغربية وإبداعاتها في شتّى المجالات? مشيرةً إلى أنّ "الثريّا النحاسية" التي يجدها الزائر بعد عبور البوابة الخشبية الضخمة وسط الساحة الكبيرة، التي تحيط بها ساريات عالية وتظللها أقواس وستائر فخمة? صُنعت من 56 قطعة نحاسية على شكل أقراط أذن، تكريماً للمرأة المغربية.

بدورها اعتبرت ناديا سنوسي، المسؤولة عن مديرية المغرب والسياحة الداخلية في المكتب الوطني المغربي للسياحة، المعرض وسيلة رائعة لتعريف العائلة العربية والإماراتية بشكل خاص، إلى عادات وتقاليد أهل المغرب وأسلوب حياتهم اليومي، وقالت "يعكس ديكور المعرض روعة الهندسة الداخلية المغربية ورقيّها، وهذا العام اخترنا اللونين الأحمر والذهبي اللذين نراهما كثيراً في تقاليدنا، لإضفاء أجواء من الدفء. وأردنا أيضاً أن نُظهر براعة المرأة المغربية وإبداعاتها في شتى الميادين، لاسيّما في المطبخ المغربي الذي ذاع صيته في جميع أنحاء العالم"، حيث أوضحت أن المغرب قد يكون البلد الوحيد الذي يضم أكبر عدد من النساء الطاهيات، على عكس أوروبا، حيث إن أغلب الطهاة من الرجال".

من جهة أخرى قدّم معاذ الداودية الكبداني، مدير التواصل في مؤسسة دار الصانع، المسؤولة عن الترويج للصناعات التقليدية المغربية، شرحاً عن أشهر الحرف والصناعات التقليدية التي تشتهر بها المملكة المغربية، منها صناعة الحلي التي تنقسم إلى نوعين، الحلي القروية التي تصنع من الفضة، والحلي الحضارية? فضلاً عن النقش على الخشب، وصناعة الزليج أي بلاط الفسيفساء، والخط العربي المغربي الذي يتميز بوضع نقطة تحت الفاء ونقطة واحدة فوق القاف، كما هناك صناعة الزربية أي السجاد، التي تعدّ من أعرق الصناعات التقليدية في المغرب? مشيراً إلى أنّ كل قبيلة ومنطقة تصنع سجاداً خاصاً بها، فمثلاً هناك سجاد الحضر الذي يُصنع في المدن ويتميز بكثافة النسيج وبنقوش الزهور، أما سجاد القرى فنادراً ما يتضمن رسوم طيور أو حيوانات أو حتى أشخاص، أما الزربية الرباطية فتتميز بالصوف الكثيف وباللون الأحمر الذي يكون طاغياً عادة.

وأكد معاذ أن ما يميز الزربية القروية أنه لا يمكن العثور على سجادتين متشابهتين، ذلك أن تصميم الزربية ونقوشها المتنوعة نتاج مُخيّلة صانعتها، كما أنها تعتبر أساسية في الأثاث المنزلي المغربي، وقد تستعمل في بعض المناطق كغطاء أو فراش أو لتزيين الجدران.

وشارك في المعرض هذا العام ولأول مرّة فنانون ومصممون مغربيون? عرضوا إبداعاتهم في مجال تصميم الأثاث والإكسسوارات المتنوعة، التي تحمل جميعها الطابع المغربي المطعّم بلمسة عصرية.