قد يقع الآباء والأمهات ضحية بعض الأخطاء في تربية الأبناء، ويرتكبان بعض الأفعال والتصرفات الخاطئة التي قد تتسبب في مشاكل صحية عاطفية ونفسية للطفل، مما يعرضه للاكتئاب، أو التوتر والغضب، أو توتر في العلاقات الأسرية، وقد تخلق مشاكل بينه وبين زملائه وأصدقائه، وتزيد من عدم ثقته بنفسه.
إذاً إنّ سلوك الوالدين يؤثر سلباً أو إيجاباً في الطفل وبشكل مباشر على نموه العقلي والبدني والنفسي، لأنه وبحُكم تواجده المطوّل بقربهما يتفاعل معهما ويقوم بتقليدهما في أغلب المواقف.
وحتى تضمنين صحة وسعادة طفلك النفسية والعاطفية عليك تجنب هذه التصرفات التي تؤثر في تركيبته شخصية الطفل في المستقبل:
- الحماية الزائدة
الحماية المفرطة له من أن يقع في أي مشكلة، تقوده إلى الشعور بالاستحقاق وتضخم الذات، وفي الأغلب يكون شخصية نرجسية أنانية، ولا ترى غير نفسها، وسوف يتوقع طفلك أن حياته ستكون سهلة، وأنه سيحصل على كل ما يريد مهما تكن تصرفاته، وسيجعله ذلك فيما بعد مكتئباً ومحبطاً ومهموماً إن لم يحصل على غايته.
- لا تتركي الحرية الكاملة له في التصرفات
إذا لم تضعي قواعد ثابتة له يسير عليها، ولم تتحدثي عن توقعاتك منه، فأنت بذلك تضعينه في حيرة من كيفية التصرف الصحيح، يحتاج طفلك إلى القواعد والحدود ليتمكن من التفرقة بين ما هو جيد وما هو سيئ، فإذا لم تضعي القواعد له، سيبدأ بإساءة التصرف حتى يكتشف هذه القواعد والحدود بنفسه، مما يعرضه لقلة الثقة بالنفس، ونبذ الذات، ومشاكل سلوكية أنت في غنى عنها.
- لا تتدخلي في علاقاته بأصدقائه
تدخلك في علاقات طفلك، سواء مع الأصدقاء أم المدرسين، يحول دون نضوجه اجتماعياً، تجنبي الإسراع إلى المدرسة إذا ما أخبرك عن مشكلة ما حدثت بينه وبين معلمه، أو بينه وبين زملائه، ولكن وجهيه كيف يتعامل مع هذه المشكلة، شاركيه في وضع حلول للخروج من المشكلة، ولا تملي عليه الطريقة المثلى التي يعامل بها مع أصدقائه، عليه أن يجرب بنفسه مع توجيهه عند الحاجة من ناحيتك، حتى يستطيع أن يمارس الذكاء الاجتماعي ويتعلمه في سن صغيرة.
- عدم التعامل معه كامتداد لك
عندما تركزين على أن مظهرك ومستواك الاجتماعي مرتبط بالضرورة بمظهر طفلك، أو أدائه الدراسي، أو سلوكه، وعدد أصدقائه فأنت تطلبين منه أن يكون نسخة منك، عليك تجنب هذا الأسلوب في التربية، من واجبك أن تشعريه بأنك تحبينه لشخصه، وليس بسبب مظهره، أو أدائه الذي ينعكس بالتالي عليك، فإذا تعاملت معه كامتداد لك، فهذا يجعله شخصاً لا يهمه سوى رضا الآخرين عنه بدلاً من أن يكون شخصاً صاحب أفعال، بل يجعله يقلق طوال الوقت ما إذا كان جيداً بما فيه الكفاية أم لا؟
- لا تعاقبيه على استقلاله
حين يبدأ في الدخول في مرحلة المراهقة تظهر بعض التغيير على سلوكياته، وربما لا تعجبك تصرفاته، فتعاقبيه عليها. اعلمي أنك عندما تعاقبين طفلك لأنه يكبر وينمو، ويستجيب إلى احتياجات تطوره ونموه، فهذا يولد لديه مشاعر سلبية، قد تتسبب في عدم الشعور بالأمان، وزيادة التمرد، ومشاكل سلوكية أخرى تعبر عن فشله في اكتشاف شخصيته، ونموها الطبيعي، كأسلوب دفاعي لإثبات أنه يكبر وباستطاعته التصرف باستقلالية.
- لا تبوحي له بأسرارك أو مشاكلك
لا تشركي طفلك فيما يقلقك، أو في مشاكلك العائلية أو الزوجية، ولا تطلبي منه النصح، لأنك إذا ظهرت قليلة الحيلة ومنهزمة أمامه، فهو لن يتعلم أن يحترمك، لأنك تعاملت معه كأنه ند لك، أو بأنه ذو سلطة ومشورة أعلى منك، يجب أن تظهري له بأنك قادرة على مواجهة، وحل مشاكلك والتغلب على مصاعب وتوترات الحياة بنفسك، كوني محافظة على مشاعره.
- التجاهل والتقليل من مشاعره يحبطه
إذا كان طفلك يشعر بالحزن، أو الغضب، أو الخوف وأنت بدورك تستخفين بمشاعره، أو تحرجيه أو تتجاهليه أو تستفزيه، فهذا يعني أنك تقللي من قيمة هذه المشاعر بالنسبة إليه، وتجعليه يشعر بأنه أخطأ لأنه يشعر بذلك، وبذلك فأنت تحرمين طفلك من تعاطفك معه، وتضيعين فرصة أن يفتح لك قلبه ومشاعره، ويتحدث معك بصراحة، وهي الطريقة الوحيدة لتقوية روابط المحبة والصدق بينكما بدون قيد أو شرط.
- لا تقللي من شأن والد طفلك
عليك عدم التقليل من شأن والده أمامه أبداً، ابدي مشاعرك الإيجابية لشريكك أمامه، لأنك إن لم تظهري مشاعر الحب والدعم تجاه شريكك أمامه، فقد يؤثر ذلك في اتجاهات مشاعر طفلك، وقد يتعلم مفهوماً مغلوطاً عن ماهية الحب عندما يكبر، أيضاً التقليل من شأن شريكك أمامه، والتهديد بالطلاق قد يزيد من مشاعر التوتر والقلق لديه.
ولكن إذا كان قد حدث الطلاق بالفعل، فالتحدث عن الشريك بالسوء أمامه قد يؤدي إلى ابتعاده نفسياً وعاطفياً عن والده، وهذا ليس بالشيء الجيد على جميع المستويات، فمهما كانت مشاعرك تجاه طليقك لا تنقليها لطفلك، وأقيمي بينه ووالده علاقة جيدة، فهذا يجعله مستقراً نفسياً، ويبعد عنه اضطرابات السلوك.