لم يكن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قائداً وزعيماً كبيراً فحسب، بل أيضاً أباً حنوناً للأطفال جميعاً، لم يكن يميز بين جنسياتهم أو ديانتهم.
على الرغم من انشغالاته ومسؤولياته الكبرى، كان الراحل الكبير يرحب بالأطفال دائماً ويخصص لهم وقتاً ويحنو عليهم كأبنائه. في حضورهم، يرتدي المغفور له عباءة الأب الراعي، يمازحهم، يلعب معهم، يربت على أكتافهم، يستمع لهم ويجيب عن أسئلتهم، زارعاً في نفوسهم وفي ذاكرتهم صورة القائد الأب والمتواضع الذي يحترم الصغير قبل الكبير.
يحكى الكثير عن مواقف زايد الوالد، الذي لم يميز بين فئات المجتمع ولا مكانتهم ولا جنسيتهم أو ديانتهم، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالأطفال. تخبر إحدى العاملات الفلبينيات في قصر الشيخ زايد أنه أثناء الإجازات كان المغفور له يرحب بأبنائها الصغار ويدعوهم إلى قصره، وهم كانوا يحبونه كثيراً.
أجيال ولدوا ونشؤوا في عهد الشيخ زايد ولا يزالون يحملون في قلوبهم صورة الأب القائد الذي بنى دولة وأفاض بحنانه على جميع أبناء شعبه.
«بابا زايد» هكذا كان يناديه الأطفال الصغار كلما شاهدوا صورته في صحيفة أو مجلة أو على شاشة التلفاز، لأنهم كانوا يقرؤون في ملامحه علامات الأبوة.
تحول تعامل الشيخ زايد، رحمه الله، مع الأطفال إلى حديث الناس الذين لم يعتادوا على مشاهدة قائد كبير ومؤسس دولة ينحني أمام طفل، يقبل يده ويمسد رأسه، وحتى يطعمه بيده. لا تزال عبارة «الوالد الشيخ زايد» تتردد على ألسنة «عيال زايد» إلى يومنا هذا. هذه العبارة التي أطلقها الطلاب في عهد زايد رسمت وقتها مفهوماً جديداً لعلاقة الشعب مع حاكمه، فلم يسبق لأي حاكم في المنطقة أن أطلق عليه لقب الوالد قبل الشيخ زايد. من أقوال الشيخ زايد آن الأوان أن نعوض شعبنا على ما فاته، لينعم بما أعطاه الله من خير وفير. إنني مثل الأب الكبير الذي يرعى أسرته، ويتعهد أولاده ويأخذ بيدهم، ويتعهد حتى يعدوا مرحلة المراهقة...