مليارا جنيه.. لم تكن تلك ميزانية مشروع ضخم، أو قرضاً من بنك دولي.. وإنما كانت تكلفة إنتاج مسلسلات رمضان خلال عام 2017.
وللأسف لم يتركز هذا المبلغ الضخم على جودة إنتاج هذه المسلسلات أو مضمونها، وإنما ضاع أغلبه على أجور النجوم المبالغ فيها والتي تخطّى بعضها عشرات الملايين من الجنيهات.
وجاء على رأس الأكثر كلفة إنتاجية خلال العام الماضي كعادته منذ أن عاد للتلفزيون، «الزعيم» عادل إمام بمسلسله «عفاريت عدلي علام»، حيث وصل أجره إلى 45 مليون جنيه، كما وصلت التكلفة الإنتاجية للمسلسل إلى 120 مليون جنيه بالتمام والكمال، وهو ما يُعادل سبعة ملايين دولار!
كما وصلت ميزانية مسلسل «الحصان الأسود» الذي قام ببطولته النجم أحمد السقا والفنانة ياسمين صبري إلى 80 مليوناً، شاملة كل المصروفات وأجور النجوم.
أما مسلسل «الزيبق» الذي قام ببطولته الفنان كريم عبد العزيز مع زميله شريف منير، وصلت تكلفته الإنتاجية إلى 70 مليون جنيه، كما تم صرف مبالغ كبيرة من الميزانية على حجز أماكن تصوير كثيرة خارج مصر، منها اليونان وفيينا.
هذا في الوقت الذي وصلت فيه ميزانية مسلسل «لأعلى سعر» الذي قامت ببطولته نيللي كريم وزينة وأحمد فهمي إلى 70 مليون جنيه أيضاً، وذلك على الرغم من أنه ينتمي إلى نوعية المسلسلات الاجتماعية، ويرجع ذلك إلى أجور النجوم الكبيرة.
مع هذه المغالاة غير المنطقية سواء في الأجور التي يحصل عليها النجوم، أم كلفة الإنتاج نفسها، وهو ما أدّى بدوره إلى ارتفاع ميزانية شراء القنوات لهذه المسلسلات، والتي بالطبع لا تقدر على تحصيل ما دفعته من مبالغ كبيرة..
كان هذا محور ما اجتمعت بسببه عدد كبير من القنوات الخاصة المصرية، لوضع مذكرة تفاهم حول أسعار شراء المسلسلات المصرية الرمضانية لهذا العام، وباتت بنود المذكرة مُلزمة للقنوات الموقعة عليها، وشملت عدم شراء أي مسلسل درامي تتعدّى قيمته 70 مليون جنيه، وهو نحو 4 ملايين دولار أميركي كحد أقصى، وألّا يتعدى إجمالي قيمة المحتوى المشترَى خلال شهر رمضان من مسلسلات وبرامج، مبلغ 230 مليون جنيه، نحو 13 مليون دولار أميركي كحد أقصى، سواء أكانت المسلسلات والبرامج مُشتراة أو مُنتَجة داخلياً.
ويكاد يكون مسلسل عادل أمام المقبل «عوالم خفيّة» هو الاستثناء الوحيد.