لا تنمو شجرة لَوز البربر، المسماة محلياً «أرگان argan»، سوى في بعض مناطق جنوب غرب المغرب. والمغربيات أكثر من خبرن فوائد زيت هذه الثمرة ذات القشرة الخضراء، الذي يستخدمنه منذ قرون لغايات غذائية وتجميلية. لكن، لماذا نال اللوز البربري لقب «الذهب الأخضر»؟
ثمة 3 أسباب. أولاً، لأن لتلك الثمرة لوناً أخضر زيتونياً قبل أن يقشّر غلافها للحصول على النواة، التي تضم حُبيبات صغيرة تشبه اللوز، تمهيداً لعصرها والحصول على زيتها. وثانياً، لأن لهذا الزيت فضائل واستعمالات متعددة، حدت بمختبرات مستحضرات التجميل في أوروبا واليابان الاهتمام به واستيراده. أما السبب الثالث، فينصب على إسهام شجرة «أرگان» في مكافحة ظاهرة التصحّر، أو الزحف الصحراوي، حيث تحافظ جذورها على رطوبة الأرض وتماسكها. وتشكل تلك الخاصّية عاملاً بيئياً بالغ الأهمية في مناطق تعاني الجفاف بصورة مزمنة، بالتالي عرضة للتصحّر. إلى ذلك، يُعدّ زيت اللوز البربري غالياً نسبياً. فما سر غلائه؟ السبب بسيط: الندرة. فالثمرة، بقشرتها الخضراء، تبدو في حجم زيتونة كبيرة، لكن نواتها الأصغر تضم «لُويزتين» وأحياناً ثلاثاً، لا أكثر. تلك «اللويزات» هي التي تُعصر عصرة أولى على البارد للحصول على الزيت. وتتم تلك العمليات كلها يدوياً، على طريقة «أيام زمان»، من الجني إلى العصر، مروراً بتجفيف الثمار تحت أشعة الشمس وتقشيرها و«تفليسها» وكسر النوى، ثم فرز «اللويزات» وقليها تمهيداً لعصرها. وحجم «اللويزات» الضئيل يُفسّر أن إنتاج زيت لوز البربر ينحصر في حدود 5 آلاف طن سنوياً، يتطلب استخلاصها 150 ألف طن من ثمرة الشجرة، أي 30 ضعفاً. وتلك الـ150 ألف طن لا «تجود» بدورها سوى بـ12 ألف طن من «اللويزات». وهناك طلب عالٍ من جانب الأوروبيين. فصحيح أن زيت الـ«أرگان» لم يدخل في مائدة الغرب، لكن شركات مستحضرات التجميل توليه أهمية كبيرة. فهو يضم نسبة 80 في المئة من أحماض دهنية غير مشبعة، مثل زيت الزيتون. لكنه يمتاز على الأخير بكونه غنياً بحمض شمعي دهني يُدعى «لينوأوليك»، يعمل على تنظيم نسبة الكوليسترول في الدم. وهو «جوهري» بالمعنى العلمي، أي لا يُنتجه الجسم إنما ينبغي تناوله طبيعياً. كما يُعدّ زيت «لوز البربر» أغنَى مادة طبيعية في فيتامين E، ذي الأثر الحاسم في مقاومة تأكسد الأنسجة، بالتالي إبطاء الشيخوخة. لذا تستخدم المغربيات ذلك الزيت للشعر، الذي يُكافح تقصّفه ويُقوي بريقه، وللبشرة، التي يحافظ على رطوبتها ونعومتها. كما يَسْتَعِنَّ به لمكافحة حَبّ الشباب والبثور وتَفلّع الأظفار.