صدمة الرحيل ليست سهلة، قد يرحل أحدهم بقرار أو يتوفاه الله، ولكن تبقى الصدمة العاطفية أقسى عند اختيار الرفيق لقرار الرحيل ونهاية علاقة قد طال عمرها لسنوات. اختلف المتخصصون بعدد مراحل الصدمة العاطفية، ومنهم من قال إنها خمس، وآخرون حددوا سبع مراحل للصدمة العاطفية. من أفضل من كتب في هذا الموضوع الطبيبة النفسية إليزابيث كوبلر روس، والتي عملت مع المحتضرين وأقاربهم لسنوات وألفت كتباً عدة في هذا الموضوع.
باختصار المرحلة الأولى هي مرحلة الصدمة يكون فيها الشخص شبه مغيب وغير مصدق وهي الإنكار والخوف والتركيز على أمور أخرى دون مواجهة الواقع. ثم تأتي مرحلة الغضب نتيجة ألم الفراق، كالزوجة التي تشتكي عدم الإنصاف، وحظها سيئ، ونرى ذلك بعد انقضاء فترة العزاء، حيث يبدأ الأهل والصديقات بالضغط على الأرملة بأن لا تقولي ذلك، استغفري الله، ولا يتركون لها مساحة لتعيش الألم وتتخطاه. وفي المرحلة الثالثة هي مرحلة المساومة عندما يفكر الشخص في الارتباط بآخر ومحاولة تجنب الحزن والأسى، أو تلك الأرملة التي تبالغ في التصدق على المحتاجين. المرحلة الرابعة مرحلة الاكتئاب، حيث ينسحب الشخص وتظهر عليه أعراض الاكتئاب كالنظرة السوداوية والانعزال عن الآخرين وعدم الإنجاز، والحزن والخوف من الآتي، وتعتبر هذه مرحلة تقبل الواقع. والمرحلة الأخيرة هي مرحلة القبول، حيث يبدأ الشخص بالتصالح مع ذاته ويواجه الواقع ويعود لحياته وقد تكون العودة أفضل بإيجاد بدائل قد تغير حياته ويصبح أكثر اتزاناً. هذه المراحل قد تطول أوتقصر حسب طبيعة الشخص وقدرته على تجاوز الموضوع وحسب الداعمين له ممن هم حوله.