أمام الكاميرات، وفي المحافل الدولية السياسية والثقافية، مثلما في البرامج الحوارية المتلفزة، وعلى منصات التتويج الرياضية، تقدم الخليجية صورتها، وترفع صوتها، بثقة، وكفاءة، وبلغات إنسانية متعددة.
المرأة هنا تعبر عن مجتمع عربي، تتجاور فيه الحداثة مع الأصالة. روح الحاضر وتقاليد الماضي، وتترك لمن يتساءل عن أسباب هذا الحضور المشهود، أن يكتشف أسرار النهضة الثقافية في خليجنا العربي، ويتوقف عند استخلاص أساسي، نحن مجتمعات متعلمة، ومتطورة، ومتمكنة في مواردها البشرية، قبل ثرواتها الطبيعية.
للنساء حصتهن الطبيعية، دون تمييز، من النهضة التعليمية الواسعة والعميقة على ضفاف الخليج العربي، حيث الانتشار الهائل للمؤسسات الأكاديمية المحلية، واستمرار سياسة الابتعاث، وبرامج التعليم العالي، ومع ذلك، إزالة كل العراقيل أمام انطلاقة النساء بإيجابية وفاعلية.
كل ذلك، أنتج أجيالاً من الخليجيات المؤهلات للعمل في الهيئات الدولية، وفي تمثيل بلادهن دبلوماسياً وثقافياً، بعدما أصبحن يشغلن مواقع قيادية في بلادهن، فمنهن الوزيرات، والأكاديميات، والفاعلات في المجالس التشريعية، والمنصات الإعلامية، وحيثما كانت الكفاءة تتطلب تأهيلاً، وليس جدلاً بين ثنائية امرأة ورجل.
تنافسية الخليجيات في أكثر من مجال، عبّرت عن تنافسية مجتمعهن. فالحكومات استثمرت في التعليم والتدريب والتواصل مع العالم، وشجعت النساء على إثبات جدارتهن في آفاق، لا احتكار فيها للرجال، كالسياسة، والفنون، والإعلام، وغيرها.
لم يكن كل ذلك ليحدث، لولا إيمان الدول بالمواطنة، التي تعترف بالأهلية المعرفية والجدارة والمؤهلات والخبرات.
فقد بات من المألوف أن نرى خليجية تتصدر الفعاليات المختلفة، متحدثة باقتدار وسعة اطلاع في شؤون سياسية وثقافية واقتصادية، ولم يعد غريباً أن نشاهد خليجية، ترتدي زي عملها في المصانع وتتجول بين الالآت الضخمة، فالتحولات الثقافية في المجتمع الخليجي، ذلّلت الصعوبات أمام النساء، وهنّ على قدر العزيمة والتحدي..