صحيح أنه نجم تونسي لكنه عاد للمعان بصيغة مختلفة في مصر.. مع أدواره في الدراما التلفزيونية من «حلاوة الدنيا» و«جراند أوتيل» إلى «ليالي أوجيني»، المسلسل الذي يُعرض حالياً على الشاشة الرمضانية، والذي يحقق مكانة خاصة بين المسلسلات الرمضانية الكثيرة التي تعرض الآن.. «ظافر العابدين» النجم التونسي يحقق جذباً خاصاً عبر الدراما المصرية، التقته «زهرة الخليج» في حوار خاص: • هل مسلسل «ليالي أوجيني» يمثل ضغطاً ما على ظافر العابدين لأنه أول بطولة مطلقة؟ - أولاً.. لا يوجد ممثل ينجح بمفرده وهذا أهم شيء في مقاييس اختيار أعمالي، فالعمل فيه ممثلون آخرون وسيناريو محترم وإنتاج، هو عمل ضخم وعندما عرض المسلسل وظهرت الديكورات ظهر حجم الإنتاج الكبير، فهو عبارة عن رحلة عبر الزمن طويلة، وأنا أهتم بكل تفاصيل العمل وبكل الأدوار سواء أكانت صغيرة أم كبيرة، فمثلاً لو قدم ممثل دوراً ضعيفاً «سيفصلني» أو دوراً مكتوباً بشكل ضعيف سيفصلني أيضاً لذلك أهتم دائماً بكل تفاصيل العمل. أما كون المسلسل بطولة مطلقة فهذا بالنسبة إليّ موضوع تسويقي ليس لي دخل فيه، ولا تشغلني البطولة المطلقة أو التسميات، فأنا كل ما يفرق معي هو طريقة التمثيل والجمل وأشياء كثيرة أخرى، أما حجم العمل وبيعه وأي شيء آخر فلن يغير شيئاً في داخلي.. لأنني ما دمت قد وافقت على دور وتعاقدت عليه، فإن معنى هذا أنني مؤمن به ومقتنع بكل تفاصيله وبأسلوب كتابته وبفريق العمل ككل.
• وماذا عن استبعاد ياسمين صبري من المسلسل؟ - أنا ممثل فقط، وهذا يعود لشركة الإنتاج وليس لي دور في ذلك الأمر، فأنا دائماً أركز على تقديمي لدوري بشكل جيد ولم يؤثر استبدال البطلة في شيء فهذه مهام المخرج، فأنا لا أعلم تفاصيل عن استبعادها أو اعتذار ياسمين وأتمنى لها التوفيق، وسعيد جداً في التعامل مع أمينة خليل فهي فنانة محترمة ولديها موهبة كبيرة.
• لماذا قرر ظافر العابدين خوض المنافسة بـ«ليالي أوجيني».. ما الذي لفت نظرك أو جعلك تتخذ قراراً بالرهان عليه؟ - عمل مختلف تماماً يتحدث عن زمن قديم في الأربعينات من القرن الماضي، تحديداً في 1946 في محافظة بورسعيد في مصر، نقدم فيه طريقة تعامل الناس اجتماعياً وطريقة تعبيرهم عن أحاسيسهم وأشكال حياتهم في ذلك الوقت وأداءهم وحركتهم وكلامهم وأيامهم، فكل ذلك عالم آخر لم أعشه أو أشاهده في حياتي، وكان لديّ حلم تمنيت أن أعيشه وأرى طريقتهم وفكرهم وهذا يفرض علي كممثل أن أقدم دوراً مختلفاً عني في الطريقة والتعامل، فأنا أحب هذا الزمن بشكل كبير حتى في اللونين الأبيض والأسود عندما تنظر إلى صور والدي ووالدك تجدها عظيمة وتم التقاطها بطريقة مختلفة في التصوير.
• هل الحنين للماضي وحبك له سببا اختيارك لـ«ليالي أوجيني»؟ - أكثر من شيء جعلني أوافق على تقديمه، الشكل، الطريقة وحب الفترة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، ومن ثم فهو عمل لن يأتي إليك كل يوم، فأنا كممثل أحب دائماً الأدوار المختلفة، فمثلاً دور سليم في «حلاوة الدنيا» العام الماضي كان «كاجوال» وبيهزّر، وطريقة كلامه وحركته وتعبيره عن مشاعرة مختلفة حتى وهو مريض، لكن هذا العام تجدني في سكة ثانية خالص، فعندما تحدث إليّ المنتج محمد مشيش وطرح عليّ الفكرة لم أتردد وقتها، وبعد ذلك جمعتني جلسة مع المخرج هاني خليفة، وناقشنا كل التفاصيل مما زاد اقتناعي وإعجابي بالعمل.
• وكيف كان تحضيرك للعمل، خصوصاً وأنت لم تنشأ في مصر كطفل أو لم تشاهد أياً من معالم هذا العالم القديم، لأن المجتمع المصري يختلف تماماً عن المجتمع التونسي؟ - هناك أشياء كثيرة كانت موجودة في الكتابة، وتجربتك كإنسان عاصر الكثير من الحضارات وشاهد كثيراً من البشر، إضافة إلى أنني قمت بعمل بحث كثير عن هذا الزمن، وشاهدت أشياء كثيرة كانت مصورة من هذا العصر أفلاماً ومسلسلات وصوراً، فالصور القديمة أعطتني أجواء «حدوته كبيرة» وتخيلات عن هذا العصر الذهبي الجذاب، طريقة اللبس والمشي وقصات الشعر والألوان، حقاً كان عصراً جميلاً ومتميزاً، وهو ما عكسته أفلام الأبيض والأسود المصرية في هذه الفترة.
• وماذا عن دور فريد؟ - دور فريد هو طبيب وإنسان مثالي جداً، لديه أحلام وطموح وأحاسيس، ويحب الكتابة ولكن في نفس الوقت الواقع مختلف تماماً، وهو الذي يفرض عليك البُعد عن أشياء تتمناها وتريد أن تعشيها لأن في بعض الأحيان الحياة تكون قاسية جداً لا تحقق ما نريده، وهذا ما سيحدث مع الدكتور فريد، فسيكون في تضارب بين الحقيقة والطموح، بجانب أنه سيتعرض لرحلة مع الناس الذين يعيش معهم ستجعله يبعد عن كل شيء، ولكنه سيحاول أن يعود لهم أو يتمسك بهم، سيعيش ظروفاً صعبة في مجتمع مختلف عنه فهو قاهري ينتقل للعيش في بورسعيد، وصورنا في بورسعيد بالفعل، لكن العمل ككل رومانسي اجتماعي يناقش بالطبع بعض القضايا والعلاقات الاجتماعية.
• ولكن بالتأكيد الرجوع لقرن ماضٍ جعلكم تواجهون خلاله صعوبة في التصوير والديكور، ماذا عنها؟ - طبعاً، وهي احترام طريقة تعامُل الناس في هذا التوقيت، فكان الأهم ظهور شكل الكلام وتركيبة الجمل، لأن هناك كلاماً في هذا العصر غير موجود حالياً حتى طريقة الأداء مختلفة، روحهم، فكل ذلك يعطي تحديات كبيرة لي كممثل. • هل نجاح مسلسل «جراند أوتيل» أثار الحماس لتقديم هذه النوعية من الأعمال القديمة؟ - «جراند أوتيل» مسلسل مميز جداً ونجاحه أفضل من الفورمات الإسباني في الأساس، وطريقة تصويره وإخراجه وتقديمه أفضل كثيراً، لكن نجاح «ليالي أوجيني» لا بد أن يكون مرتبطاً بواقع «ليالي أوجيني» وبطريقة كتابته وتمثيله وإنتاجه وليس تقليداً لعمل نجح، فلا بد أن يكون عملاً ذا قيمة ومختلفاً وواقعاً متناسقاً وهذا ما يجعلني أقدمه، ولكن نجاح «جراند أوتيل» بالتأكيد كان جيداً. • لماذا ابتعد ظافر العابدين عن السينما؟ - السينما لا بد أن تكون بعمل جيد وقوي ومختلف وله مكانة ومناسبة، فأنا وقّعت مؤخراً على بطولة فيلم مع المنتج المعروف وليد صبري، وهو فيلم اجتماعي، ولكن لن أكشف التفاصيل حالياً لأنني أفضل أن يعلن هو عنه بنفسه في الوقت المناسب. • تردد أنك تشارك أحمد عز بطولة فيلمه الجديد يونس؟ - غير صحيح، أنا لم أنضم لفيلم يونس وما نشر حول ذلك غير صحيح، حتى إنه نشر بأنني أشارك في فيلم «3 شهور» مع أحمد السقا، وهذا غير صحيح أيضاً! • تقديمك لأكثر من عمل في نفس التوقيت في لبنان وأميركا وتونس ومصر، ألم يصبك بالتشتت؟ - لا، فهذا هو التحدي الحقيقي للممثل، فعندما تواجه تحدياً بلغة مختلفة، وتقاليد مختلفة فهذا هو التطور، وأنا أحب ذلك الاختلاف. • وهل تشغلك المنافسة في رمضان؟ - «مش شايفها منافسة»، لو كل منا أعطى العمل حقه، سيكرمنا ربنا بإنجاحه، فأنا لا أفكر في غيري ودائماً أفكر في نفسي وأجتهد أكثر، ولا أفكر في ماذا يقدم غيري، المهم أن أقدم عملاً جميلاً للجمهور. • وماذا عن مشاركتك في مسلسل أميركي؟ - (The looming Tower) مسلسل من أنجح المسلسلات الأميركية التي قدمت، ويقدم وجهات النظر التي تم تداولها بعد أحداث «11 سبتمبر»، ويكشف طريقة تعامل مسؤولي الـ«سي.أي.إيه» الأميركيين الخاطئة مع المعلومات، فأنا سعيد بهذه التجربة. • وأخيراً، ما هي المحاذير التي تضعها على أي دور؟ - ألّا يكون العمل يتحدث عن الإرهاب، أو يُظهر العرب بصورة سيئة، فأنا قدمت دور إرهابي تقابله شخصية مسلمة إيجابية تُظهر المسلمين بصورة جيدة، وهذا أحدث التوازن المطلوب.