ياقوتة عبدالله إن رأيت على خشبة المسرح فرح الهادي فلا بدّ أن تجد إلى جانبها عقيل الرئيسي? وإذا جلست لمشاهدة فؤاد علي فسترى إلى جانبه هيا عبدالسلام. آفة تسمّى بـ"الشللية المسرحية" لم تقتصر على الأزواج بل امتدّت إلى الأصدقاء والعائلات? ليغدو المشاهد أمام صورة نمطية تستأثر بالمسرحيات وتجمع النجوم ذاتهم في قصص وروايات أصبحت وكأنها سلسلة من الأجزاء. نظام الشللية هذا الذي يوزّع الأدوار على الممثلين بطريقة مشابهة كل عام? يُفقد المسرحيات وهجها وتغدو مملّة كونها تحصر الأدوار بممثلين معينين ولا تفتح المجال أمام الثنائيات المسرحية الجديدة بالظهور? وتصدّ الأبواب أمام الوجوه الشابة التي تطمح للوصول إلى خشبة المسرح. والشللية هذه لا تقتصر على النجوم بل تطال كتاب المسرحيات أيضاً الذين يؤلفون القصص المسرحية ويبنون أحداثها وفقاً "للشلّة" التي ستقدمها على المسرح? وبالتالي يعدّ المؤلف النصوص خصيصاً لهذه "الشلّة" بما يتناسب مع معطياتها وقدراتها. ورغم سلبياتها المتعددة? تأخذ الشللية منحى إيجابياً بعض الشيء لأن تكرار التعاون بين الفريق نفسه في أكثر من عمل فني يخلق حالة من التجانس والألفة بين أفراده، ويصبح كل ممثل على عِلم بموقعه وعلى دراية تامة بما عليه القيام به، كما سيساعد المخرج في تقديم كل ممثل بأبهى صوره كونه يدرك ويلمس نقاط قوته ونقاط ضعفه. ظاهرة الشللية هذه كانت موجودة منذ زمن وتجلّت أبرز صورها مع سعاد عبدلله وحياة الفهد من جهة ومع عبدالحسين عبدالرضا وغانم الصالح من جهة أخرى? إذ كان تاريخهم الفني حافلاً بالأعمال المشتركة. ورغم أن البعض يعتبرها "موضة" قديمة إلاّ أن نظرة خاطفة على الأعمال المسرحية التي قُدّمت في عيد الفطر هذا العام كافية لتكشف أنّ هذه الظاهرة ما زالت متفشّية خلف أبواب صالات العرض? ومازالت تحاصر الأعمال المسرحية. بدايةً مع الشللية الزوجية التي جمعت فرح الهادي وزوجها عقيل الرئيسي وشقيقتها شوق الهادي في مسرحية "الخفافيش" من جهة? والفنانة هيا عبدالسلام وزوجها فؤاد علي في مسرحية "زمن دراكولا المستذئبون" من جهة أخرى. ولا تعدّ هذه الأعمال المسرحية الأولى بين هؤلاء الأزواج فقد سبق وأن قدمت فرح وعقيل عدة أعمال سوياً منها مسرحية "ماما نانا"? وكذلك الأمر مع هيا وفؤاد اللذان جمعهما المسرح في عدة أعمال مسرحية نذكر منها مسرحية "تانيا" ومسرحية "مكان يا مكان". من جهة أخرى "شللية" عائلية نسائية جمعت هدى حسين وشقيقتيها الممثلة سحر حسين والمخرجة نجاة حسين في مسرحية "البنات والساحر 2" بعد أن شاركن معاً في أعمال سابقة منها مسرحية "توتا و القردة شيتا"، ومسرحية "البنات والطنطل". وامتدت الشللية العائلية هذه لتطال عائلة البلوشي مع هند وشقيقتها مرام في مسرحية "للحريم فقط" وعائلة الشعيبي مع هيا وشقيها ثامر الشعيبي في مسرحية "أخوان أم فهد". أمّا عروض "زين" المسرحية الخاصة بالأطفال التي تُعرض للعام الرابع على التوالي، فارتبطت أسماء المشاركين فيها ببعضهم بعضاً وتكرّرت مشاركاتهم على المسرح في المواسم الأربعة لعرضها? باستثناء النجمة شجون الهاجري التي تغيّبت عن المسرحية هذا العام وقررت الانضمام إلى صديقتيها ليلى عبدالله، نور الغندور في مسرحية الأطفال الاستعراضية "تومورو". فهل ستشكل معهما شللية جديدة سيراها الجمهور كل عام على المسارح؟