هذه العبارة الرديئة ليست مني، بل قالها الممثل المصري محمد رمضان. وبهذه الكلمات، أثار حوله الكثير من التعليقات، فأردفها بعبارة أسوأ وقال ردّاً على التعليقات التي لامته، «من أفضل صفات الأسود أنها لا تنشغل برأي الحمير فيها».
وإذا عطفنا أحاديث سابقة للممثل الشاب، تتجرّأ على نجوم مصر كباراً وصغاراً، وأبرزها «اللطشات» المستمرة التي كان وما زال يمرّرها رمضان للفنان القدير عادل إمام. هذه المرّة، ذهب السجال إلى زميله الفنان أمير كرارة. الذي ردّ على كلمته «لا عزاء للأغبياء»، بكلمات فيها ملامة أكثر منها إساءة.
فقد أعرب رمضان عن أنه النجم الأول في مصر، بعد نجاح مسلسله «نسر الصعيد»، بقوله «الحمد لله على أعلى نسبة مشاهدة، لنسر الصعيد، إياك أن تفكّر تسبق الفيراري، ثقة في الله، نجاح، ولا عزاء للأغبياء». يبدو واضحاً أن محمد رمضان لم يصدّق نفسه أنه صار نجماً. إلا إذا كانت هناك عقدة نفسية محدّدة تجاه عادل إمام بالذات. فهو يؤكّد كل فترة أنه الأعلى أجراً، وأنه الأول، وأنه نجم مصر اليوم بلا منازع.
الفنان محمد عادل إمام، بدوره علّق ساخراً من حكاية أن رمضان يدّعي أنه الأول، وأنه الأعلى أجراً في مصر. محمد ابن نجم مصر الكبير عادل إمام، فهم «الفولة» وما فيها. محمد رمضان يسعى إلى انتزاع لقب الأعلى أجراً في مصر، من غريمه عادل إمام. لكن مهلاً قليلاً، من قال إن عادل إمام يمكن أن يكون له غريم؟ ومن ذا الذي يدّعي أنه يواجه نجومية وزعامة عادل إمام؟
حسناً، لنتكلّم بصراحة. أعرف أمراً لا بد من نشره هنا، ليعرف من يشاء حقيقة الأمر. في بداياته، كان محمد رمضان يتمنّى أن يقف إلى جانب عادل إمام، مثله مثل أي ممثل شاب. لكنه وسّع الطلب قليلاً، فلم يكن يطمح إلى جوار، بل إلى بطولة مشتركة. عادل إمام سخر منه عندما طلب منه هذا الطلب. فقد طلب رمضان أن يكون شريكه في فيلم، وهو مستعد لإنتاجه. أي بطولة مشتركة، لا ممثلاً مشاركاً معه.
ردّ فعل الزعيم كان ساخراً إلى حدّ الجرح (مازحه بكلمة بذيئة، لا يمكن نشرها). ضحك رمضان في حينه، وكتم ألمه في قلبه. لقد أهانه النجم الكبير، بدل أن يشجّعه.
نجح رمضان في مسلسل «ابن حلال»، وتقدّم خطوة كبيرة نحو النجومية، وعاد ليجسّ نبض الأستاذ، فواجهه ساخراً بالردّ عينه. انطلق النجم الشاب، وفي نفسه غصّة من الممثل الذي لا يُقهر. وصار في كل مناسبة، يعيد الكلام، أنا الأعلى أجراً، وأنا النجم الأول.
تمرّد على المنتج الذي أطلقه في مسلسل «ابن حلال»، عندما رفض تنفيذ العقد بينهما وأن يصوّر العمل المتفق عليه بالأجر نفسه. ودخل المحاكم متمرّداً، ليخرج من العقد إلى عقد آخر مع منتج آخر، وبأجر أعلى. طبعاً، هو الآن «حبيشة» نجم مصر الكبير والشهير.
لكن سقوط فيلمه السينمائي «آخر ديك في مصر»، جعله يصحصح قليلاً، فهدأ قليلاً رغم المكابرة العلنية. واليوم عاد كأن شيئاً لم يكن. هو استعاد الكثير من نجوميته في «الأسطورة» ثم في «نسر الصعيد»، بعدما سخّر الإعلام والصحافة لمصلحته، أي أنه ضاعف الضغط الإعلامي لصالحه. وعاد إلى «العنطزة».
طال الكلام عن محمد رمضان أليس كذلك؟ حسناً، باختصار شديد، هو لا يمكن أن يكون عادل إمام إلا بعد أمرين اثنين، الأول أن يمضي نصف قرن من حياته الفنّية بنجاحات سينمائية ومسرحية وتلفزيونية متواصلة وبلا انقطاع أو توقّف. والثاني أن يتواضع قليلاً ولا يستعجل الوقوف وقفة «الزعيم». وأهلاً رمضان!