تُعتبر إحدى أهم نجمات جيلها، فنجاحاتها تؤكد أنها تغرّد في منطقة خاصة بها، فصارت مع كل عام تطل بشكل مختلف ومُتميّز.. هي نيللي كريم التي ظهرت هذا العام من خلال مسلسل «اختفاء»، ولجأت خلاله إلى لون التشويق والرومانسية.. وخلال هذا الحوار تتحدث نيللي عن كواليس هذا العمل، وسبب ابتعادها عن السينما مؤخراً. • لماذا قررت التغيير هذا العام واللجوء إلى اللون التشويقي الرومانسي؟ - في البداية حينما أتلقّى أي عمل، أقيّمه ككل وليس من خلال دوري فقط، سواءً أكان سيناريو أم رواية، لأني مؤمنة بأن العمل الفني الناجح لا بدّ أن يكون مُتكاملاً، بمعنَى أنه لو كان الدور الذي سأؤدّيه جيداً وبقيّة الأدوار ضعيفة، فهذا سيؤدي من دون شك إلى فشل العمل ككل، وفي «اختفاء» جذبني أن الموضوع برمّته مُتكامل وجيد ومختلف أيضاً، ومنذ اللحظة الأولى شعرت بأنه هو العمل الذي يجب أن أقدّمه. • هل كان تقديمك لشخصيتين في المسلسل من أسباب قبولك العمل، خاصة أنّ ذلك يعطيكِ مساحة تمثيليّة أكبر؟ - كما ذكرت، أنا لا أنظر إلى دوري فقط وإنما للعمل ككل. وبالنسبة إلى الشخصيتين، فقد كنت أتعامل مع كل شخصية على أنها عمل في حد ذاته، خاصة أنهما مختلفتان حتى زمنيّاً. فصل الشخصيتين • لكن، هل واجهتك صعوبة في تقديم شخصيتين؟ - لم أجد أيّ صعوبة نهائياً في تقديم الشخصيّتين، لأنني من البداية كما ذكرت قررت فصل الشخصيتين. • هل يعود اختيار روسيا لتصوير أحداث العمل إلى كونك نصف روسيّة؟ - ضاحكة: لا طبعاً. فأنا أؤدّي دوري في العمل ولا علاقة لي نهائياً باختيار مكان التصوير، وإنما هي رؤية مخرج، وخيال كاتب، وإمكانات مُنتج وهو جمال العدل، الذي أصرّ على تنفيذ السيناريو في أفضل صورة ممكنة. • هل ساعدتك لغتك الروسية خلال العمل؟ - بالتأكيد ساعدتني كثيراً، لأنها أستاذة جامعية في روسيا، فبديهي تَحدّثها للروسية بشكل جيد. • كيف تلقّيت ردود الأفعال عبر «السوشيال ميديا»، والتي ركزت على أن شخصية «بسيمة» بالأخص، التي كانت مرحة، على عكس الشخصيات التي قدمتِها خلال أعمالك الماضية؟ - كما ذكرت، أنا لا أقيّم الأمور بهذا الشكل، فلم أقصد البُعد عن الشخصيات الكئيبة أو تقديمها، وإنما جودة العمل هي التي تفرض نفسها، وما يهمني تقديم عمل له ثقل فني ودرامي. «ست الحزن والجمال» • ما رأيك في لقب «ست الحزن والجمال»، الذي يُطلقه البعض عليك بسبب أدوارك؟ - أنا أقدم دراما واقعيّة ولا أستطيع القول إنها حزينة أو كئيبة، وإنما شأنها شأن الحياة عامّة، تُسعدنا أحياناً وتسلب منّا هذه السعادة أحياناً أخرى. • هل تقديمك نوعية الأدوار الحزينة يؤثر فيك نفسياً؟ - بالطبع أتأثر بأيّ شخصية أقدّمها، خاصة أني أعيش معها فترة ليست بالقصيرة، بل وتَعْلَق بي فترة من الوقت. • هل تلك الآراء لها تأثير في اختيارات نيللي كريم الفنية؟ - لا بالتأكيد، لأن اختياراتي نابعة من داخلي، من دون تأثير من أي طرف، وأسعى دوماً إلى تقديم ما أشعر به ويجذبني. • كيف ترين عرض المسلسل على القناة السعودية؟ - أرى أنها خطوة عظيمة، خاصة أنّ الجمهور الخليجي له حسّ فنّي راقٍ، وقد تلقيت من الجمهور السعودي العديد من ردود الأفعال الجيدة. • ما ردّك على من يقولون إنّ هناك تشابهاً بين مسلسلي «اختفاء» و«ذات»، من حيث التنقل ما بين مراحل زمنيّة مختلفة؟ - أتفق جزئياً مع هذا الرأي، لكن في «ذات» تناولنا مرحلة زمنية حوالي 60 سنة، وتحديداً من 1952 إلى 2012، أما في مسلسل «اختفاء» فالوضع مختلف، حيث إنّ الأحداث تدور بين أربع سنوات، وبالتحديد من سنة 1968 إلى 1972. التعطش للزمن الجميل • هل تجدين أن الجمهور تَقبّل فكرة المراحل الزمنية القديمة؟ - بالطبع، لأن الجمهور مُتعطش لرؤية الزمن الجميل، حين كانت الأمور أقل صخباً وأكثر رقيّاً، كما كانت هناك رومانسية حقيقية. • ما سبب اختفاء الرومانسية حالياً وافتقاد الناس لها من وجهة نظرك؟ - لأننا نعيش في عصر السرعة، وأصبح الكل لا يملك الوقت للتعبير عن مشاعره بشكل واضح، وصرنا نريد حدوث كل شيء بسرعة، بعد أن سيطرت علينا التكنولوجيا. • على ذكر المنتج جمال العدل.. لقد شكلتما معاً «دويتو» من نوع خاص.. حدّثينا عن ذلك؟ - أتعاون مع المنتج جمال العدل منذ خمس سنوات، ولديّ يقين بأن الإنتاج ليس إنفاق أموال فقط، وإنما كيفية استثمار هذه التكاليف لتقديم عمل جيد، وهذا يتطلب جهة مُلمّة باحتياجات المشاهد وعقلية المتلقي، وهذا ما يتمتع به آل «العدل». لذلك، أنا أرفض العروض الإنتاجية كافة التي أتلقاها كل عام. • ما أصعب الأمور التي واجهتك خلال التصوير؟ - أصعب ما واجهني هو أنني أصبت بـ«إنفلونزا» عنيفة، ظلّت مُلازمة لي خلال ثلاثة أشهر كاملة. • أي الشخصيتين دخلت قلبك؟ - «بسيمة»، لأنني أحببت روحها المرحة، والتي أحَبّها الجمهور منّي، خاصة أنها كانت جديدة عليّ. • هل حُب الجمهور لـ«بسيمة» قد يدفعك إلى تقديم عمل كوميدي العام المقبل؟ - لا. فكما ذكرت، الموضوع هو الذي يجذبني إليه وليس العكس. الجمهور الحكم الأول والأخير • هل ترى نيللي كريم نفسها النجمة الأولى بين ممثلات جيلها؟ - لا أستطيع القول على نفسي إني النجمة الأولى، وإنما الجمهور هو الذي يَرْفع أي فنان إلى مَصاف النجوم، حيث إن الجمهور هو الحَكم أولاً وأخيراً. • لكن، هل المنافسة تشغلك؟ - بصراحة، لا. لأنني لا أركز سوى في عملي فقط، وأسعى إلى تقديمه في أفضل صورة ممكنة، وفي الوقت ذاته أتمنّى للجميع النجاح والتوفيق، أما بالنسبة إلى الذين ينشغلون بي، فتلك ليست مشكلتي. • ما سبب تَذبذُب وجودك السينمائي؟ - وجودي في أي عمل، سواءً أكان سينمائياً أم دراميّاً يتوقف على جَوْدته، وليس الوجود من أجل الوجود، لكن حالياً الذي أفكر فيه جَدّياً، هو تقديم الدراما التلفزيونية ولكن خارج الماراثون الرمضاني. • كنت موجودة أيضاً إذاعياً هذا العام، من خلال مسلسل «مذكرات خوخة».. حدّثينا عن هذه التجربة؟ - قدّمت من قبل أكثر من عمل إذاعي، و«مذكرات خوخة» تجربة جديدة، عرضها عليّ مدحت العدل، وحقق العمل رَدّ فعل جيّداً.