“أعاني من النفخة بعد تناول الخبز" أو "لا يمكنني تحمل تناول منتجات القمح لأنها تصيبني بالإسهال" أو "تناول القمح يسبب لي الإنزعاج الشديد" وغيرها الكثير من العبارات التي يتم تداولها بين الأشخاص الذي يعانون من حساسية تجاه القمح. هذه الحساسية يمكن أن تكون قوية حيث لا يمكن لهؤلاء الأشخاص تناول القليل جداً من القمح أو يمكن أن تكون خفيفة حيث يمكنهم تحمل تناول بعض المنتجات التي يدخل القمح باعدادها.
الحساسية تجاه القمح او ما يسمى بمرض السيلياك هو من أمراض الجهاز الهضمي والتي تصيب الأمعاء بالتحديد بحساسية تجاه نوع من البروتينات الموجودة في القمح ومشتقاته وبعض الحبوب الأخرى. هذا النوع من الأمراض يمكن ان يستهدف أي شخص في العائلة سواء الكبار أو حتى الصغار. ويمكن أيضاً ان يصيب عدة أشخاص ضمن العائلة الواحدة، لذا في حال معاناة أحدهم من هذا المرض يجب إخضاع كافة أفراد الأسرة لفحص الكشف عن مرض السيلياك.
ما هو نوع البروتين الذي يثير هذه الحساسية؟
البروتين الذي يسبب هذا النوع من الحساسية يسمى "الغلوتين". هذا النوع من البروتينات يتواجد في حبوب القمح وكل منتجاتها الغذائية كالطحين والباستا والمعجنات وهو أيضاً يتواجد في الشعير والشوفان. من جهة أخرى، يمكن ايجاد مادة الغلوتين في بعض المنتجات الغذائية الأخرى كالنقانق وأنواع الحساء الجاهزة والصلصات الجاهزة والأطعمة المعلبة وفي بعض أنواع الأدوية ومختلف أنواع معجون الأسنان. تناول الغلوتين أو الحصول عليه من مصادره الغير غذائية ودخوله إلى الجسم عند الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه القمح يسبب لهم مشاكل معوية متعددة.
كيف الكشف عن مرض السيلياك؟
يمكن أن لا يتم الكشف عن الإصابة بمرض السيلياك إلا في عمر متقدم أو حتى يمكن الكشف عنه في الطفولة وأعراض المرض تختلف بين الكبار والصغار.
ومن أبرز أعراض المعاناة من مرض السيلياك عند الأطفال نذكر: الإضرابات العامة والبكاء الشديد ومعاناة الطفل من إسهال مزمن مع قيء شديد. الطفل الذي يعاني من هذه الحساسية ويتناول القمح لا يمكنه أن يمتص مختلف أنواع الفيتامينات والمعادن بالشكل الصحيح مما يؤثر على نموه. حساسية الغلوتين تسبب لدى الطفل أيضاً آلام وانتفاخات في البطن وأعراض تعب وإرهاق وتؤثر أيضاً على تركيزه خلال النهار وهي أيضاً تمنعه من الحصول على ساعات مريحة من النوم.
ومن أبرز أعراض المعاناة من مرض السيلياك لدى الكبار نذكر ما يلي: إسهال مزمن مع وجود مادة دهنية في البراز وقيء ونقص في الوزن مع ظهور شحوب على الوجه والمعاناة من تعب جسدي مزمن. حساسية الغلوتين تثير أيضاً أوجاع البطن عند الكبار وتصيبهم بالنفخة الشديدة. كما أنها تؤدي إلى صداع شديد عند الكثيرين مع آلام شديدة في مختلف مفاصل الجسم. حساسية القمح ينتج عنها أيضاً فقر دم حاد. أما عند المرأة فهي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية.
في حال ظهور هذه الأعراض والتي يتم في الكثير من الأوقات الجمع بينها وبين أعراض مشاكل الجهاز الهضمي الأخرى، يجب فوراً إستشارة الطبيب للقيام ببعض الفحوصات اللازمة للكشف عن مرض السيلياك. يطلب الطبيب فحص عينة من دم المريض لقياس مستوى مضادات مادة الغلوتين بالدم مع إجراء فحص للحديد أيضاً. كما يخضع الطبيب المريض إلى منظار للجهاز الهضمي للقيام بفحص الأمعاء من الداخل.
مضاعفات مرض السيلياك
ينتج عن مرض السيلياك عدد من المشاكل الصحية الأخرى في حال عدم القيام بعلاجه بشكل سريع خصوصاً لأنه من بين الأمراض التي تسبب خسارة كمية كبيرة من الفيتامينات والمعادن من الجسم. أما المضاعفات التي تنتج بسبب المعاناة من مرض السيلياك فهي تتمثل بالتالي:
-
ترقق العظام بسبب عدم إمتصاص الأمعاء لكمية كافية من معدن الكالسيوم ومن الفيتامين د.
-
قصر القامة.
-
سرطان الأمعاء خصوصاً في حال التأخر كثيراً بعلاج هذا المرض.
الغذاء الخالي من الغلوتين هو الحلَ الأفضل
لا يوجد حتى اليوم أي نوع من العقاقير يساعد على علاج مرض السيلياك. العلاج الوحيد لهذا النوع من الأمراض هو اتباع الحمية الغذائية الخالية من الغلوتين. لا يجب أن نخفي عليك بأن هذه الحمية ليست سهلة أبداً وتتطلب إرادة قوية ولكن فعلاً يجب اللجوء إليها للتقليل من أعراض السيلياك المزعجة. هذه الحمية تعتمد في التخلي عن كل أنواع القمح ومتشقاته في الغذاء مع ضرورة الإبتعاد عن تناول الشعير والشوفان لأنها أيضاً تحتوي على الغلوتين.
بالإضافة إلى ذلك، يجب اتباع هذه الإرشادات:
-
عدم تحضير الأطعمة للشخص الذي يعاني من حساسية القمح بذات الأواني التي يتم تحضير الأطعمة فيها للأشخاص الأصحاء.
-
قراءة الملصقات الغذائية جيداً والتأكد من وجود عبارة "خالية من الغلوتين".
-
التأكد من أنواع الأطعمة التي يتم تناولها خارج المنزل مع ضرورة إعطاء خبر بالمعاناة من حساسية القمح.
-
شراء معجون الأسنان المكتوب عليه "خالي من الغلويتن".