مر أسبوع العيد حافلاً بما يسر وبما نتأمل وبما ما كنا نتمنى أن يحدث، ولكن الحياة هي دائماً هكذا حافلة بكل المتناقضات من المشاعر، والمختلف من المفاجآت. العيد مر كما هي عادته طاهراً نقياً معطراً بالتهاني والتبريكات، وتشعر بأن كل إنسان يتمنى لك الفرح حين يقول يقول لك (كل عام وأنت بخير)، تسمعها من القريب وتكون على قناعة بأنه يتمنى لك الخير في العيد وفي كل عام، وتسمعها من الصديق العابر وتصدقها، وتسمعها ممن يجمعك به مجلس وأنت لا تعرفه ولكنك تصدق أنه يتمنى لك الخير كما يتمناه لنفسه ولمن يحب. وفي الأسبوع ذاته وصل خبر استشهاد أربعة من شباب الدولة وهم على ثغرٍ من ثغور الكرامة في قوات التحالف، يعيدون الشرعية لبلد شقيق استنجد بإخوته في العروبة فلبوا نداء الواجب والوطن، وعزاؤنا أنهم في رضوان الله ورحمته، والصبر والسلوان لذويهم ولأسرتهم الكبيرة دولة الإمارات، فهم أبناؤنا وإخواننا جميعاً، فلهم الرحمة والمجد. وفي الأسبوع ذاته بدأت تصفيات كأس العالم، وانشغل الكثير من المحبين للرياضة بها حد الإبداع، واستوقفني ما قام به أحد المواطنين من تجهيز مجلسه بصور المونديال واللاعبين والشاشة الكبيرة، على هيئة ملعب كرة قدم، دون أن يغفل عن ملصق كبير يشير فيه إلى أن هذا العام هو عام الشيخ زايد طيب الله ثراه، وتساءلت ماذا سيعد هذا المبدع والمحب للكرة لو أن منتخب الإمارات كان مشاركاً، هكذا هم المحبون يبدعون فيما يحبون. وفي ليلة العيد وصلتني العشرات من التهاني ممن يتواصل معي بصفة دائمة، وممن لم ألتقِ به منذ سنين، وأمام الرسائل الكثيرة التي وصلت وجدتني أكتب لهم بصورة عفوية: شكراً إلى العيد للأحباب أوصلني وصار كل بعيدٍ فيه يذكرني وأسأل الله أن يعليك مرتبةً فيها من الخير والأفراح بالوطنِ وفي الأسبوع ذاته كنت ضيفاً في قناة الإمارات، نتحدث عن العيد وعن الثقافة وعن الغناء والموسيقى، كانت ليلة إماراتية معطرة بالحب والفن والثقافة، لقد كان أسبوعاً مكتنزاً بما يحفر الذاكرة، ويجعلها عصية على النسيان، وكل عام وجميع سكان الكرة الأرضية بخير.
علمتني جارتي، كنتُ صغيراً وقتها أن في الصمت حكايا حينما تلمحني في السطحِ أو ألمحها تُطعم بالدفء الزوايا يفلتُ القلبُ كبحارٍ على الشاطئ بحثاً عن حكايا *** بعد أيامٍ على المركبِ والأزرق في الأفقِ وفي البحرِ مرايا كنتُ بحاراً صغيراً دون علمٍ أو وصايا علمتني كيف أغدو نتفاً منها وأمتدُّ على السطحِ شظايا