«أنا لا أكتب القصيدة حتى أجري خلف المطربين كي يغنوها لي، بل لديّ رسالة كبيرة من خلالها، وشيء أريد أن أقوله.. أهم من مجرّد غنائها».
بتلك العبارة يبدأ الشاعر كريم العراقي حديثه مع «زهرة الخليج» وهو في قمة سعادته أنّ الشعر أخيراً أنصفه، وعوضاً عن أن يظل أسيراً لحناجر المطربين، أن يقدموا قصائده في أسطواناتهم أو يقوموا بتأجيلها مرّات ومرات، مختلقين الأعذار، باتت لديه أمسياته الشعرية، مطلوباً بين هنا وهناك، ليقول جملة ويطلق قصيدة ويُحيي أمسية.. وفي ظل هذا فاجأه وعلى غير العادة صديقه «القيصر» كاظم الساهر بإطلاق أغنية «دلوعتي» التي كتبها العراقي، فما كواليس هذه المفاجأة؟ وهل صاحَبَها شيء من العتَب؟ وهو ما يُجيب عنه العراقي..

• في حفل المطرب كاظم الساهر الذي أقامه مؤخراً ضمن مهرجان «سوق عكاظ» في مدينة الطائف السعودية، قدّم ولأول مرّة جديده «دلّوعتي» من ألحانه وكلماتك، فكيف ولد هذا العمل؟

 قصيدة «دلوعتي» كتبتها قبل عام تقريباً وأعجب بها كاظم الساهر وطلب غناءها، وبقيت بحوزته طوال هذه الفترة حتى قدّمها في حفل الطائف لأول مرة، وهي ليست القصيدة الوحيدة لي بحوزة «أبو وسام»، بل هناك مجموعة من القصائد غير المنفّذة يبلغ عددها ستة أعمال، لكنه فاجأني بها.

• كيف؟

المعروف عن كاظم أنه لا يقدم أعماله ارتجالياً على المسرح، بل يسبق ذلك تسجيلها وإجراء بروفات عليها، لكنه هذه المرّة قام بمغامرة وقدم الأغنية من دون بروفة، وهذا صعب جداً.

• ولماذا فعل ذلك؟

ربما لفرحته بهذه المناسبة، وأنّ هذا الحفل في الطائف هو الجماهيري الأول له في السعودية، ولهذا السبب أحب أن يقدم للجمهور هناك شيئاً متميّزاً ومختلفاً عمّا يقدمه في حفلاته الأخرى كهدية منه، إذ له سنوات وهو ينتظر لحظة مُلاقاة الجمهور السعودي.

عتب الأصدقاء

• وكيف تم الاتفاق على «دلوعتي»؟ وكم استغرقت كتابتها وقتاً منك؟

«دلوعتي» استغرقت كتابتها 20 يوماً. وأنا وكاظم لنا فترة لم نلتقِ، لكننا كنا متواصلين هاتفياً، وقبل حفل الطائف بشهر اتصل بي، وكانت مفاجأة لي عندما علمت منه أنه سيقدم هذه الأغنية في الحفل قبل أن يسجلها أو يصورها «فيديو كليب»، وبصراحة.. كان متردداً بين نعم ولا، إلى أن فوجئت وأنا أرى الحفل بأنه غنّاها، أيضاً قدمها في مهرجان «قرطاج» في تونس، ومهرجانات «بيت الدين» في لبنان. وقد جاءت الأصداء جميعها ممتازة.

• نعي مدى الحب والتقدير بينك وبين كاظم الساهر، لكن جرّاء غيابه فترة عنك وتأجيله غناء قصائدك التي بحوزته، هل عندما اتصل بك ليخبرك أنه سيغني «دلوعتي» دار عتب بينكما؟

هو من اتصل بي ومعروف عني طيبة قلبي، ولا أخفيك أنه يحدث بيننا أخذ ورَدّ، وتبريرات وأنه كان مشغولاً ببرامج المواهب وحفلاته وأسفاره، وهو عتب الأصدقاء الذي يغسل أي هواجس ويحفزنا لعطاءات مقبلة قوية.

• ما مصير «دلوعتي» بعد أن غناها «القيصر» في مهرجانات هذا الصيف؟

كاظم بعد أن سجل الأغنية في تركيا، وطرحها Single سيصوّرها «فيديو كليب». وبالمناسبة، أعجبني اللحن الذي صاغه كاظم للعمل، فهو بسيط وجعل الأغنية فعلاً دلوعة بلحنها.

العروس سارة

• هل صحيح أنك كتبت «دلوعتي» عن سارة عروسة كاظم الساهر؟

غير صحيح، وربما لأن «أبو وسام» أفصح عن مسألة ارتباطه بعروسه سارة، هذا ما جعل البعض يفسر الأمر هكذا، لكنها من بنات أفكاري، فما لا يحصل عليه الشاعر في الواقع يترجمه عبر خياله في الشعر والقصائد.

• تتضمن «دلوعتي» بيتاً لفت الانتباه وأشار إليه كاظم في حفلاته بشكل واضح، يقول: «إن الرجال فوارس لكنما.. لا سلطة تعلو على النسوان».. فهل هذا نهجك المقبل؟

(يبتسم قائلاً): بل هو خلاصة تجربتي في الحياة. الطريف أن هناك من اعتبرني أدلل المرأة من خلال هذا البيت، وهناك من فسره استسلاماً منّي.. والحقيقة أن الأمر بَيْن بَيْن.

• لماذا أعجبت «دلوعتي» الساهر، حتى إنه فضّل غناءها قبل قصائد أخرى لك بحوزته؟

كاظم يميل إلى القصائد التي يُدغدغ بها مشاعر المرأة، ويُشعرها فيها بكيانها وبأنها مخلوق قوي. علماً بأن بعض قصائدي التي غناها بصوته، ولا يقدمها كثيراً في حفلاته، أجد لها تفاعلاً كبيراً لدى الجمهور عندما أقرؤها عليهم في أمسياتي الشعرية. مثلاً، في قصيدة «المستبدّة» هناك مقطع لم يُغنِّه كاظم، يقول: «ومددتُ كفّي كي أصافح صدمتي.. شكراً لجرحٍ فيه كانت صحوتي، هذا الذي فعلته فيّ حبيبتي.. ثمن الإخلاص لها ومحبّتي». فهو يرى أن الأغنية يجب أن تمر سريعة ولا تحتمل هذه التفاسير والحوارات، وعندما قرأت القصيدة كاملة.. حصدت تفاعلاً جماهيرياً جميلاً جداً.

المحكمة والمستبدة

• سمعنا أن هناك جزءاً ثانياً من قصيدة «المحكمة» التي غناها كاظم سابقاً؟

لا. ولكن تحدثنا أنا وكاظم عن تقديم جزءٍ ثانٍ من قصيدة «المستبدة»، على أن يكون الموضوع هنا عن رجل مستبدّ، وبدأت بهذا المشروع لكن «أبو وسام» بعد ذلك غض النظر عن المشروع، إذ وجد أن اللحن سيأتي تقليدياً وفيه مُحاكاة للجزء الأول، واعتذر لي عن العمل.

• كما أن كاظم الساهر بالنسبة إليك هو عين، كذلك المطرب ماجد المهندس هو عينك الثانية، فكيف شاهدتهما في حفل الطائف الذي جمعهما معاً؟

الحفل كان بمنتهى الروعة، وكانت أحاسيسي معهما حتى آخر لحظة، لا سيّما أن الموضوع جاء في السعودية. وبالمناسبة، بحوزة ماجدة خمسة نصوص من أشعاري، وكنت أنتظر أن يفاجئني بتقديم بعضها في ألبومه الأخير، لكنه اعتذر لكثرة ما لديه من نصوص.

• كشف المطرب وليد الشامي لنا عن نَيْله الجنسية الإماراتية، ماذا تقول له؟

فعلاً وليد إنسان مُبدع، ويستحق الخير، لذا أبارك له، وأي تشريف ومكسَب يحصده هو فخر لنا كعراقيين.

• وما «أجندتك» على صعيد الأمسيات الشعرية؟

بعد أمسياتي في البصرة و«مهرجان مربد» والموصل والأنبار، وأمسية العمر التي لا تُنسى في الكويت، والتي تلتها أربع أمسيات هناك، وأمسيتي الرياض وصلالة، لديّ في مدينة الدمام بالسعودية أمسية يوم (25 أغسطس)، ويوم (3 سبتمبر) في الأردن، ويوم (20 سبتمبر) في مدينة كوبنهاجن في الدنمارك، ويوم (30 سبتمبر) في أربيل بالعراق.

• وما جديدك؟

عدا تعاوناتي مع عدد من المطربين، صدر لي ديوان شعري بعنوان «ليش يا ابن آدم» هو خماسيات، وهذا الديوان هدية لي من منشورات «دار سعاد الصبّاح»، فبعد أمسيتي الأولى في الكويت، دعتني الدكتورة سعاد الصباح، وزرتها وباركت لي جهدي وعطائي، وسألتني عن جديدي، فأخبرتها: «ديوان جاهز»، فقالت لي: «نحن سنتكلف بطباعته لك» وشكرتها. كما كتبت قصة فيلم بعنوان «شباب شيّاب»، من بطولة الفنانين: سلّوم حداد، وسعد الفرج، ومرعي الحليان ومنصور الفيلي وآخرين، من إخراج ياسر الياسري، وقد عُرض في ولايات أميركية عديدة مُترْجَماً، وحقق نجاحاً كبيراً، وسيكون جمهور الإمارات على موعد معه.