مُقابلة أسماك القرش وجهاً لوجه فكرة مُرعبة: هذا ما يقوله عامّة الناس، أما بالنسبة إلى خبيرة الأحياء المائية نورزيلا إسحق، التي تعمل في «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية» في «دبي مول»، فالغوص معها فكرة أكثر من رائعة. إنها مهنة حُب وحياة اختارت من خلالها الطريق الأصعب لتحقيق ذاتها. في الحوار التالي معها نغوص في عوالمها التي تحفل بالمغامرة والتشويق.
تتحدث نورزيلا إسحق عن مهنتها، التي قد يراها البعض غير تقليدية، في «الأكواريوم» بالقول: «نُقابل الأحياء المائية في الحوض يومياً، لا تفصلنا عن هذه الكائنات المدهشة أي مسافة، فنحن نعمل في احتكاك مباشر معها، حيث لدينا فريق مختص برعايتها. يغوص الغواصون في خزّان سعة 10 ملايين ليتر لتنظيف وإطعام الحيوانات، بما في ذلك أسماك القرش».
الوظيفة الحلم
عن دوافعها التي قادتها إلى العمل في هذا المجال تقول: «في سنتي الأولى في المدرسة كنت مفتونة بحيوانات المحيط، مما شجعني على قراءة الكثير من الدراسات المتخصصة عن عالم المحيطات وبيئاته الحيوية، ومنذ ذلك الحين حددت أهدافي لمتابعة هذا المجال. في عام 2005 تخرّجت، ومباشرة قدّمت طلباً في «أكواريوم» تم بناؤه حديثاً في ماليزيا، وحصلت على الوظيفة التي كنت أحلم بها طوال حياتي، وبعد سنوات عدة انتقلت للعمل هنا في دبي».
لكن، هل يتطلب الانخراط في مثل هذه المهنة شهادة أو مواصفات أكاديمية محدّدة، تُجيب إسحق بالقول: «كي تكون، إكوارست (خبير أحياء مائية) يجب عليك أن تحب المجال أولاً، ثم تكون مؤهلاً أكاديمياً بشهادة لا تقل عن الدبلوم في علم الأحياء البحرية، العلوم، أو ما لا يقل عن خمس سنوات من الخبرة في رعاية الحيوانات الحية. وخلال الدارسة يتلقّى المشاركون فيها أيضاً شهادة في الغوص».
اتصال مباشر
أما عن كيفية علاقتها بأسماك القرش ومدى الشجاعة التي ينبغي أن تتوافر في العاملين على رعايتها والاحتكاك بها، فتشرح: «شخصياً، هذه المهنة تتطلب منّي المزيد من العاطفة والتفاني والمحبة للحيوانات. أطعم أسماك القرش وأعتني بها بشكل روتيني وعلى غرار جميع الأسماك الأخرى، أقترب منها وأطعمها بيدي. وجميع الأحياء المائية في الحوض لها مواعيد إطعام محددة. هناك أكثر من مئة سمكة قرش في أحواضنا، ونعتمد في إطعامها على مجموعة متنوعة من المأكولات البحرية. مثل؛ أسماك التونة والماكريل والسردين والحبّار».
مهنة صعبة
لا تنفي نورزيلا المخاطر التي تحيط بمهنتها، لكنها تؤكد: «لا يخلو أي عمل أو أي وظيفة من التحديات، لذلك من المهم أن يتم تدريبك وأن تكون حذراً وواعياً في عملك ومحيطك. وينطوي 90 في المئة من العمل في «دبي أكواريوم وحديقة الحيوانات المائية» على الاتصال المباشر مع جميع الحيوانات».
وتتابع موضحة: «قبل المشاركة في أنشطة التغذية، هناك مستويات من التدريب يجب أن يخضع لها الفريق العامل تحت الماء، إضافة إلى الالتزام بمعدات الوقاية الشخصية مثل القفازات، وقناع الوجه، والزي الكامل. وهذا أمر إلزامي، فأسماك القرش تبقى مفترسة، ومن هنا يجب الاعتماد على الحذر والمعرفة العلمية والتدريب المتخصص في التعامل معها».
أما عن إطعام الحيوانات، فتقول نورزيلا إنّ العنصر الأساسي هو معرفة بيولوجيا الحيوان الذي تتعامل معه، كيف يأكل، وبناء على سلوكه تستطيع أن تتبع أفضل الطرق لإطعامه من دون أن تتعرض للأذى. وهذه المهارة مهمة، لأنها تَقيك بصورة مؤكدة من أي حادث يمكن أن يصيبك عن طريق الخطأ».