صُدفة حوّلت مسارها من مهندسة تدرس هندسة الحاسب إلى رسّامة، هي الرسّامة المصرية شروق يحيى السيد، ذات الـ24 ربيعاً. التي نجحت بإصرار وعزيمة في الوصول إلى العالمية، بعد أن نجحت في أن تنال رسوماتها أعجاب وإشادة مشاهير العالم، مثل الفنان العالمي والممثل الأميركي «ويل سميث»، الذي أعجب بـ«البورتريه» الذي رسمته له، وأشاد بمجهودها على حسابه في موقع «انستجرام»، الذي يتابعه الملايين على مستوى العالم، وكذلك «نادي ليفربول» الإنجليزي، الذي قام بإعادة نشر «بورتريه» رسمته للاعب محمد صلاح.
• نودّ أن نتعرف إلى بداية اكتشاف شروق موهبتها في فن الرسم؟
في الحقيقة، أنا أحب الرسم منذ طفولتي، وكان والداي يُشجعانني ليس فقط على شراء الألوان وأدوات الرسم، بل وبعرض لوحاتي على أقاربي والتباهي بها، ولكني لم أكن أرسم بشكل احترافي، وتصادف في آخر عامين من الدراسة في كلية الهندسة، عندما كنت أحاول تخفيف ضغوط الدراسة، من خلال رسم بعض الـ«بورتريهات» والصور في محاولات للتسلية والترفيه للخروج من تلك الضغوط، فوجئت بأسرتي وأصدقائي يُشيدون بلوحاتي ويُبهرون بها، فبدأت أركز مع فن الرسم وأحترفه، وأخذت العديد من الدورات فيه، ونجحت وأصبحت أعلّم الرسم للآخرين.
الرسم بالرصاص والفحم
• ما حكاية تعليق الفنان العالمي ويل سميث؟ ولماذا اخترته لترسمي له «بورتريه»؟
ويل سميث من النجوم المتميّزين الذين كنت أتابع أعمالهم باستمرار، وقد أخذت لوحتي وقتاً كبيراً منّي في رسمها باستخدام الرصاص والفحم. وقد جاءت فكرة رسم سميث في الحقيقة صدفة، ولم يكن في الحسبان أن يقوم هو بنشرها على حسابه، وكان كل أملي بأن يراها سميث فقط. وقد نصحني عدد كبير من الأصدقاء بأن أرسلها إليه عبر الـ«تويتر»، حيث عرفت أنه أسرع الطرق للوصول إلى أي مشهور، لذا رفعتها على «تويتر» قبل أن يُعلّق عليها بشهر، ولم أسْلَم من تعليقات البعض واتّهامهم لي بأن ما رفعته صورة وليس رسماً خاصاً بي. لكني لم أتوقع أن يُقدّم ويل سميث بنفسه الشكر لي، حيث يُعد أصحاب الفضل في ذلك أصدقائي المتابعين لي على الـ«سويشيال ميديا»، فقد طلبت منهم فور نشري الصورة أن يساعدوني في وصول الصورة إلى سميث، وبالفعل شاهد الصورة عقب نشرها على الـ«سويشيال ميديا»، مصحوبة بتعليق يشيد بها، وفرحت جداً، وقد أعطاني ذلك دافعاً معنوياً كبيراً لأثبت أن جهدي لم يذهب هَبَاءً، وزاد عدد مُتابعيني على الـ«انستجرام» ثلاثة أضعاف، خاصة بعدما جائني تعليق في اليوم نفسه، من النجم العالمي محمد صلاح، على «بورتريه» رسمته له، ولقي الرسم إعجاب عدد كبير من المتابعين، حتى وصلت إلى الحساب الرسمي لـ«نادي ليفربول»، والذي قام بعمل «ريتويت» لها، ليُصبح ذلك اليوم من أسعد أيام حياتي.
«جِداريّة» عمر الشريف
• هل كانت هذه أول مرّة ترسمين فيها أحداً من المشاهير؟
لا. لم تكن هذه المرّة الأولى التي أرسم فيها أحداً من المشاهير، فقد سبق لي أن رسمت الفنان العالمي عمر الشريف، قبل وفاته، كما أسعدتني بقوّة إشادة الفنان العالمي عمر الشريف لي على الـ«جداريّة» التي قمت برسمها له داخل أحد الفنادق في الجيزة، بمساحة تسعة أمتار مُربّعة تقريباً، باستخدام ألوان pebeo xl، والتي استغرق رسمها نحو شهرين.
هنيدي وصلاح
• كيف استطعت الوصول برسوماتك إلى محمد صلاح؟ وما علاقة الفنان محمد هنيدي بالموضوع؟
كما قلت، إن أصدقائي المتابعين لي على الـ«سوشيال ميديا»، هم أصحاب الفضل دائماً في ترويج أعمالي، فقد قام «نادي ليفربول» بعمل «ريتويت» للرسمة بعد أن قام عدد كبير بمشاركتها، كما كان للفنان محمد هنيدي الدور الكبير في أن يُشاهد النجم محمد صلاح الرّسْمَة، حينما قام بعمل مشاركة للرّسمة وطلب من صلاح الرّد، وبالفعل قام محمد صلاح بالرد بإعجابه بالرسمة، ومن الفنانين الذين أتمنّى أن أرسم لهم «بورتريه»، الفنان أحمد حلمي.
أكاديمية خاصة وزواج
• لماذا لم تلتحقي بكلية الفنون الجميلة لدراسة الرسم بشكل أكاديمي؟
التحقت بكلية الهندسة استجابة لرغبة أسرتي، نظراً إلى مجموعي الكبير في الثانوية العامة، حيث كانوا دائماً يتمنّون لي أن أحصل على بكالوريوس كلية الهندسة، وأن أتخذ الرسم موهبة وهواية، وبالفعل عملت على تحقيق أمنيتهم، وحصلت على البكالوريوس عام 2016، وفي الوقت نفسه حرصت على احتراف الرسم، بعدما قمت بالالتحاق بالعديد من الدورات التدريبية في الرسم، إلى أن أصبحت أقوم بتدريسه الآن في أكاديمية خاصة بي.
• ما الخامات التي تستخدمينها في رسم لوحاتك؟
أستطيع الرسم بالخامات كافّة، فـ«بورتريه» محمد صلاح مثلاً رسمته بألوان الخشب، وهناك رسومات أخرى استخدم فيها الزيت.
• ألم يؤثر زواجك بعد تخرّجك مباشرة في تحقيق طموحاتك؟
أنا دائماً محظوظة بأن يُحيطني الله بمن يُساعدوني ويقومون بتشجيعي، وقد تزوجت منذ أشهر عدة فقط، ورزقني الله بزوج مُتفهّم ويشجّعني باستمرار، وحالياً بدأت بتنفيذ حلمي بأن أعلّم الرسم في أكاديمية خاصة بي، وذلك بمساعدة زوجي الذي لم يدّخر جُهداً في أن يساعدني في تأسيس الأكاديمية عقب زواجنا مُباشرة، ونجحنا في افتتاح الأكاديمية بعد زواجنا بشهر ونصف الشهر فقط، فقد تزوجنا بعد قصة حُبّ طويلة تجاوزت السنوات العشر.