جائزة «نوبل» جائزة تُمنح سنوياً إلى أشخاص قاموا بإسهامات بارزة في مجالات عديدة، كالكيمياء، الفيزياء، الأدب، السلام، الطب، علم وظائف الأعضاء، والعلوم الاقتصادية التي نشأت مؤخراً، وتُمنح إلى من يُسهم بصورة بارزة في مجال الاقتصاد من قبل بنك السويد المركزي والمصرف المركزي في السويد. مُنحت هذه الجائزة إلى أكثر من 822 رجلاً،
و48 امرأة، وما يقارب الـ26 منظمة،
وكان عام 2009 أكثر عام شهد فوز النساء بجائزة نوبل، حيث تُوّجَت خمس نساء بالجائزة.
وكان لمجالي السلام والآداب الحصة الأكبر من جوائز نوبل، التي فازت بها النساء بـ16 جائزة سلام،
و14 للآداب، ثم الطب 12 جائزة والكيمياء أربع.
في هذا التقرير نذكر لكم أهم أسماء النساء اللواتي حصلن على جائزة نوبل في مجالات مختلفة.
ماري كوري:
هي أول امرأة تفوز بجائزة نوبل، والوحيدة التي حصلت عليها مرتين في مجالين مختلفين، الفيزياء عام 1903 والكيمياء في 1911، عملت هي وزوجها في البداية على مشروعين منفصلين، حيث كانت معجبة بأبحاث عالم الفيزياء الفرنسي هنري بيكويريل، الذي اكتشف أن اليورانيوم عنصر تنبعث منه إشعاعات أضعف من الإشعاعات المنبعثة من الأشعة السينيّة، أكملت ماري على ما اكتشفه بيكويريل واكتشفت أن الأشعة المنبعثة من اليورانيوم تبقى ثابتة بغض النظر عن شكل الذرة، وبنت نظرية تقول إن الأشعة تنبعث من البنية الذرية للعنصر وليس من تفاعل الذرات، وسُميت هذه النظرية بـ«الفيزياء الذرية»، انضم بعدها زوج ماري «بيير» لها ليساعدها في أبحاثها حول الأنشطة الإشعاعية، فاكتشف الزوجان عام 1898 عنصراً مُشعّاً جديداً سمّياه «البولونيوم»، ومادة أخرى مشعة سمّياها «الراديوم»، فحصلت ماري وزوجها على جائزة نوبل في مجال الفيزياء، مما أكسب ماري شهرة واسعة في أنحاء العالم. استخدم الزوجان أموالهما المكتسبة في استكمال الدراسات والأبحاث، وبعد وفاة زوج ماري في حادث مُروّع، نالت ماري جائزة نوبل في الكيمياء لاكتشافها عنصري الراديوم والبولونيوم.
ماريا غوبيرت ماير:
هي ثاني امرأة تحصل على جائزة نوبل في الفيزياء، كان دخولها في مجال الفيزياء مبهرا لأنه كان في الوقت الذي لم تعترف به الأوساط الأكاديمية بالمرأة، و لكنها لاقت قبولا بسبب زوجها الدكتور جزيف إدوارد ماير، عرفت بأبحاثها في الفيزياء النووية بجانب الفيزياء الذرية و الكيميائية، لها العديد من الاكتشافات في مجالات أخرى من الفيزياء، حضرت مشروع القنبلة الذرية الأميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية، كما أنها ناشطة في الحملات الرافضة للسيطرة العسكرية على الطاقة النووية. تلقت غوبيرت تعليمها في هوهير تيشنيسش في غوتنغن، وهي مدرسةٌ للبنات اللواتي يطمحن إلى التعليم العالي.
وفي عام 1921 ، دخلت مدرسة فراوينستوديوم الثانوية، وهي مدرسةٌ ثانويةٌ خاصة، تديرها نساءٌ من المطالبات بحقوقهن في التصويت واللواتي أعددن الفتيات لامتحانات دخول الجامعات، اجتازت غوبرت الامتحان، وفي عام 1924 دخلت جامعة غوتنغن لدراسة الرياضيات وأصبحت خلال فترةٍ قصيرة مهتمةً بالفيزياء، فدرست للحصول على الدكتوراه، وفي أطروحة الدكتوراه عام 1930، اقترحت نظريتها عن امتصاص النواة للفوتونين.
فرانسواز باري سينوسي:
هي عالمة فرنسية، حازت على جائزة نوبل في الطب عام 2008، مُناصفة مع العالم الفرنسي لوك مونتانييه، لاكتشافهما فيروس نقص المناعة المكتسبة المسبب لمرض «الإيدز»، عندما انضمّت فرانسواز إلى «معهد باستور» في باريس، تحولت بحوثها سريعاً إلى مجموعة معيّنة من الفيرويات التي أدّت إلى اكتشاف فيروس «الإيدز»، اكتشافها لهذا الفيروس أدّى إلى الحاجة إلى عمل اختبارات تشخيصية لمكافحة هذا المرض والسيطرة عليه، شاركت سينوسي في تأليف أكثر من 200 منشور علمي والعديد من المؤتمرات الدولية، ودربت العديد من الباحثين الشباب، إضافة إلى نشاطها في العديد من الجمعيات العلمية واللجان في «معهد باستور» ومنظمات «الإيدز» الأخرى. ونجحت أيضاً في التعاون مع البلدان النامية، بهدف تحسين مجالات الوقاية والرعاية الطبية.
سلمى لاغرلوف:
هي أول امرأة تفوز بجائزة نوبل للآداب، إذ حصلت على الجائزة تقديراً لأعمالها القائمة على الأساطير والحكايات، بدأت سلمى حياتها كمدرسة، ولكن لمع اسمها في عالم الأدب بعد نشر روايتها الأولى «ملحمة غوستا برلنغ»، التي تُعتبر نهضة في الأدب السويدي، بعدها كرّست سلمى نفسها للأدب وقامت برحلة إلى فلسطين، وأقامت في القدس الذي أصدرت عند عودتها كتاباً تضمّن انطباعاتها عن هذا المكان الفريد من العالم. تُعتبر سلمى أكثر الكاتبات أهمية في الأدب السويدي الحديث، فقررت الأكاديمية السويدية منحها جائزة نوبل عام 1909، تقديراً لإبداعها في تصوير مشاعر النفس البشرية، وخيالها النابض بالحيوية والمثالية النبيلة التي تُميّز أعمالها، ثم تم اختيارها عضواً في الأكاديمية نفسها التي منحتها الجائزة عام 1914.
ملالا يوسفزي:
أصغر من يفوز بجائزة نوبل، حيث حصلت على جائزة نوبل للسلام، كتبت عام 2009 مدوّنة مجهولة عن الوضع تحت سلطة منظمة «طالبان» الإرهابية، شمال غرب باكستان، وتم اكتشاف هوّيتها، وحاول مقاتلو التنظيم اغتيالها ولكنها نجت، والدها يُعتبر الملهم الأساسي لأفكارها، حيث كان يدير مدرسة لتعليم البنات والأطفال، ويحض ابنته على التعلم والتكلم بحرية، تعرضت ملالا وعائلتها للخطر الدائم بسبب إصرارهم على إبقاء المدرسة مفتوحة لمن يرغب في التعلم، بعد هذه الأحداث كتبت ملالا مدونة لموقع BBC حول وضع منطقتهم في ظل تهديد طالبان المستمر لهم، فتم تصوير فيلم وثائقي عن حياتها في تلك الظروف، وأجريت معها العديد من اللقاءات لكنها تعرضت لحادث إطلاق نار نجت منه بإعجوبة، فحصلت على تعاطف عالمي، وارتفعت الدعوات لإيقاف هذا الظلم، نقلت بعدها ملالا إلى بريطانيا لتتلقّى العلاج لمدة طويلة وصعبة، وبعدما تعدّت هذه المرحلة استمرت في دفاعها عن حقوق الفتيات، خصوصاً في التعليم والحرية والمساواة، ثم أصدرت كتاباً لها عام 2013، كان نضال ملالا وراء تتويجها بفوز جائزة نوبل للسلام عام 2014، كما صُنّفت كواحدة من أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.