يتحلّى بسِمَتيْن مُتناقضتين: الكبرياء والتواضع، وينتفض على أمرين: النّفاق والاستسلام، ويثق بشيئين: «بأن لا امرأة قبيحة.. وبأن لكل امرأة رداءها». هو مصمم أزياء لبناني، ذاع صيته في أهم عواصم الموضة عالمياً، مع علامة فارقة: عروسه غير كل العرائس. المصمم اللبناني عبد محفوظ في حوار مع «زهرة الخليج».

• حدّثنا عن تشكيلتك الجديدة لخريف 2018 - 2019؟

تضم مجموعتي 40 فستان «هوت كوتور» وفستانَيّ عرس. كسرت القاعدة الدولية التي توصي بتضمين كل تشكيلة أزياء فستان عرس واحد وقدّمت اثنين، واحد للأعراس في الهواء الطلق outdoor، وثانٍ للأعراس الداخلية. وفكرة مجموعتي الجديدة هي «الزهور في موسم الشتاء»، ثمّة زهور رائعة في الشتاء كما في الصيف، سبق أن عرضت تشكيلتي هذه قُبَيْل شهر في روما، هناك أزهار رائعة في روما لها ألوان البنّي والنيلي والبنفسجي. وتشكيلتي الجديدة ضمّت الألوان الترابية، لاسيّما البيج و«الكوراي» و«أوف وايت» و«كافيه أوليه».

• كم فستان عرس بات في رصيد عبد محفوظ؟ 

أكثر من 4000 فستان في 35 عاماً.

• أصبح فستان العرس أكثر جنوناً في اللون والشكل. حدّثنا عن تطور تصميم فستان عرس عبد محفوظ؟

ترعرعتُ في منزل تآلفتُ فيه مع مَشهديّة القماش والإبرة والمقص، وانطلقت واقعيّاً عام 1982 بفستان عرس وعمري (24 عاماً). واستمررتُ حتى عام 1995، تابعت خلالها أخبار كبار المصممين الأميركيين عبر مجلة «برايد ماغازين». التقيت بعضهم، وقلت في نفسي: لماذا لا أقوم بشيء استثنائي؟ وقررت عام 1995 الانفصال عن شقيقتي، والانطلاق في رحلة متجددة بفساتين عرس لا تُشبه سواها، إلى حين سافرت إلى أوروبا وعرضت فيها تشكيلة فساتين أعراس، وحينها أدركت أن الشعب الأوروبي لا يستهوي كثيراً فساتين العرس بل يهمّه أكثر الأزياء الراقية. أقمت عرض أزياء في روما يضم ستة فساتين أعراس، فقيل لي يكفي فستان واحد. ولاحقاً أنشأتُ (براند) خاصة باسم «الحالمة»، وأصبح عدد الفساتين المدرجة تحت هذا البراند 18، فستان العرس هو وجه السَّعْد لي. صحيح بات هناك الكثير من المنافسين، لكن لا تزال الأنثى التي تبحث عن فستان عرس استثنائي تقصد داري. وشَرْطي الوحيد أن تأتي إليّ وأنا أقول لها ما تلبس، لا أن تأتي مُحمّلة بـ6000 صورة فستان عرس على هاتفها «الخليوي» وتريد مثلها. واجبي أن أنصحها وأخبرها بصراحة ما يليق بها وما لا يليق بها.

خسارة السمعة

• نريد أن نعرف أكثر عن آخر فستان عرس صممته؟

فستان عرس غريب، غير عادي، مُكوّن من ثلاث طبقات مع «كاب»، وأدخلت عليه اللون الفضي. أرفض تصميم فستان عادي. يقولون لي ماذا تخسر لو طُلب منك إنجاز فستان عادي وفعلت؟ أجيبهم: أخسر سمعتي.

• بين فساتينك هناك ثوب بترولي اللون، من هي الفتاة التي ترتدي فستان عرس بترولياً؟

ارتدته صبية من Panama. هناك صبايا يأبَيْنَ ارتداء فساتين عادية ويطلبن ما هو استثنائي ولا يُشبه سواه. الذهنيّة تبدلت كثيراً بين الأمس واليوم.

• هل ذهنيّة الصبايا في عالمنا العربي لاقت ذهنية فتيات الغرب، لناحية فستان العرس الذي يُداعب أحلامهن؟

الصبايا في عالمنا العربي بتْنَ يُفضلنّ «الأوف وايت»، في حين لا يزال الطلب على الأبيض الناصع في جمهورية مصر العربية مثلاً. أما في دولة الإمارات، فالصبايا بتن يُفضلنّ «البيج» المطرّز بالذهبي، وهو يليق على بشراتهن أكثر من الأبيض، في حين أن الأمهات يطلبن لبناتهن الفستان الذي «يَبْرُق».

«ولادة» الأقمشة

• يبدو أنك أحياناً تمرّ في أزمة بين ما تحب العروس وما تحب أمها؟ 

(يضحك)، صحيح جداً. لكنني أستجيب للعروس وأسعى إلى إقناع أمها. ثمة أمهات صممتُ لهنّ فساتين أعراسهن وأصمم اليوم فساتين بناتهن. (ويستطرد) أعتقد أنني نجحت في تكوين رصيد مهني كبير. اشتغلت كثيراً في بداياتي على نفسي، لم أترك «فبركة» قماش (مصنعاً) إلا وزرتها، راقبت «ولادة» الأقمشة، وعرفت أن بعض المصممين الكبار يتعاونون مع أكثر من 100 مصمم ليضعوا اللون المتميّز. كوّنت مخزوناً فكريّاً كبيراً. هناك من أراد الإساءة إليّ فوصفني بالـ«مَكوَجي» قائلاً: «إن أحلامي تشبه حلم «مكوجي» صغير». أعجَبني التشبيه، وأنا مُنْكبّ اليوم على إعداد كتاب يروي فصول حياتي بعنوان: (حلم مكوجي صغير). فليس عيباً أن يكون المرء «مكوجيّاً» ويُصبح مصمماً كبيراً، وليس مُهمّاً ما كان عليه المرء بقدر ما أصبح عليه.

• أنت جدّ لثلاثة أحفاد. حدثنا عنهم؟

لديّ ثلاثة أحفاد: جنى، آدم وجود، وهم أولاد ابنتي نادين. ابني حسان لم يتزوج بعد. أروع شيء في الدنيا هم الأولاد والأحفاد.

• كيف تُوفّق بين حياتك المهنية والخاصة؟

أستيقظ مبكراً جداً، ومنزلي قرب مقرّ عملي. نصحني أحدهم ذات يوم بأن أسكن إلى جوار عملي لأعيش مرتاحاً، فمن يسكن بعيداً عن عمله يُضيّع أوقاته سدَى. أنا أحيا وأعمل في قلب بيروت، أنا عاشقٌ لبيروت.

البُعد عن الغرور

• ارتدت من تصاميمك ممثلات غربيات عديدات، لكن ماذا عنهنّ في العالم العربي؟ 

أحب أن يرتدي من تصاميمي الغرب والشرق وكل الناس، لكنني توجّهت منذ البداية إلى الغرب أكثر، كما أنني لا أتصل بأي فنانة أو أتودّد إليها لتلبس من تصاميمي.

• أسماء عديدة لمصممين ومصممات بدأت تَبرُز في العالم العربي. بماذا تنصح هؤلاء الشباب؟

أقول لهم مهنتنا لها أربابها، وأهم ما عليهم فعله هو ألّا يُصابوا بالغرور.

• ما جديدك؟

بدأت أستعد لـ«عرس بيروت» في وسط العاصمة، حيث سأضع في أوائل شهر أكتوبر فساتين عرس من «براند الحالمة» على 25 «مانيكان». أحلم بهذه المناسبة التي ستكون مفتوحة في الهواء الطلق إلى جميع المواطنين.