«الضغوط» و«الإجهاد» كلمات يتداولها الكثيرون مؤخراً، وقد يستخدمها البعض بطريقة عامة من دون المعرفة الحقيقية لمعنى هذه الكلمات، ومدى خطورتها علينا، وعندما نشير إلى أن الإجهاد مشكلة صحية، فإننا نعني عموماً الإجهاد العاطفي وهو المرادف للقلق والمسبب الأول للكثير من المشاكل الصحية والنفسية والعاطفية. الإجهاد يكون عادة نتيجة للعديد من المطالب في وقتنا الحاضر مع تغير نمط وأسلوب الحياة، المشاكل العاطفية والعلاقات الإنسانية المعقدة، حيث أصبح الفرد هشاً، قد يتساقط كيانه فجأة ويتداعى بسبب مرض مزمن أو توقف ضربات قلبه أو انتحار مجموعة كبيرة من خلايا دماغه، تتغير الهرمونات بجسده ويقل التركيز، لا يشعر بالراحة حتى أثناء النوم، ينفعل ويغضب من دون مبرر، وغيرها من الآلام وعدم الشعور بالراحة والاسترخاء، كل ذلك بسبب ضخامة تلك المواقف والصعوبات، وضعف الجسد والعقل لعدم قدرتهما على الصمود ومن ثم الوصول لمرحلة الاستسلام والتخاذل، وقد تشكل تلك الضغوط تحدياً يومياً للفرد.
قواعد علمية
لذلك وضع المختصون الطرق المختلفة والقواعد العلمية للتخلص من تلك الضغوط، وبدأ الكثير باتباعها ليقل شعورهم بالإجهاد وليعيشوا حياتهم بهدوء، ليقوا أنفسهم من الأمراض الجسدية والاضطرابات النفسية، ومن تلك الوسائل:
«الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، النوم لفترة لا تقل عن سبع ساعات، قضاء وقت أطول مع أفراد العائلة والأصدقاء، الذهاب في رحلات بحرية أو السفر، والاسترخاء... إلخ».
بجانب ذلك، هناك قواعد أخرى يمكن أن تُدخل الهدوء في حياتنا، وقد تؤثر فينا بشكل أعمق، كالتأمل، وهو من أفضل الطرق للتخلص من التوتر والقضاء على الإجهاد، نبدأ التأمل بالتنفس العميق وإدخال أكبر كمية من الأكسجين، ويحبذ أن نقوم بذلك قبل النوم وسنشعر بالفرق عند الصباح. كما يمكن لأي شخص الجلوس في مكان معين، ويبدأ التنفس بالتركيز على ما يحيط به كالأجواء والألوان، وتشغيل جميع الحواس وليعيش اللحظة، بعدها سيشعر بأن أفكاره أفضل ومشاعره واضحة وسيشعر بالسعادة، وهنا عليه الشكر والامتنان.
المثابرة ضرورية
السكون هو المثابرة في مواجهة الصعوبة، وهو أفضل مضادات الاختلال الذهني وعدم الرضا، حيث نستطيع أن نكتشف أفضل ما لدينا لنتحرر من القيود، ويمكننا التوصل لذلك عندما نذهب للصلاة، فإننا نهدأ ونشعر بالسكون ونعيش اللحظة، ننفصل عن المحيط ثم نجلس نسبح الله ونستغفره ونحن في قمة التجلي، وعندما نجلس مع أفراد العائلة أو الأصدقاء نتناول وجبة أو نجلس في مكان هادئ حيث نشعر بالسعادة والهدوء، هكذا نستطيع أن نتخلص من الكثير من الضغوط وقبول الذات، لأننا نعيش اللحظة ويتوقف عقلنا عن التفكير وحديث النفس الذي يشتتنا ويجعلنا عرضة للتوتر.
الصمت حل أيضاً
الصمت حيث التمسك ببعض الهدوء والتعمق بالداخل والصمت عن الكلام لفترة، يساعدنا ذلك على النظر والتفكير والتمعن بالأشكال من حولنا، حيث يجعلنا الصمت أكثر هدوءاً ويساعدنا لاحقاً على التفاعل مع الآخرين بشكل أفضل، حيث سنستمع أكثر، ويمكننا معرفة مشاعرنا بشكل أفضل، وسيمكننا ذلك أن نصمت قليلاً من دون المحاولات لملء الصمت بمواضيع ليس لها داعٍ، والأهم ألا نُسقط كل مشاكلنا على الضغوط، ففي ذلك تضخيم وانهزام، وإن وُجدت، فليكن لدينا القدرة على التعامل معها بشكل عملي أي بمواجهتها حتى لا نتساقط انهزاماً، وكما نتج عن كثير من دراسات الباحثين بأن الضغوط قد تقضي على أعمارنا بسبب نمط الحياة الحديث والذي أسهمنا نحن في خلقه، إذاً فلنعكس الاتجاه، حيث علينا ألا نقاوم الضغوط، بل نقضي عليها بعكس قوتها، حيث الهدوء والسكينة وبذلك ستضعف الضغوط وتتلاشى.
استشارة
• نحن في فترة امتحانات وألاحظ بأن ابنتي تعاني الخوف الشديد، لا تريد الذهاب لأداء الامتحان، حيث تبكي كثيراً وتتقيأ، وعندما أجبرها على الذهاب للمدرسة فللأسف لا تؤدي الامتحان، بل تتصل بي المشرفة لأصحبها للمستشفى، أنا لم أكن أصدق ابنتي وبأنها تتألم، بل كنت أتوقع بأنها تكذب، ماذا أفعل؟
• ابنتك تعاني قلق الامتحان، وهذه حالة نفسية يعانيها الكثير من الطلبة وأسبابها متعددة، ومن الأفضل زيارة الطبيب النفسي، فقد تحتاج إلى دواء، لأنه من الواضح أنها تعاني أعراضاً شديدة، ومن المهم التشخيص، فقد يكون لديها مشكلات نفسية أخرى، وفي الوقت نفسه عليك أن تحتويها وتهيئي لها الجو المناسب لمساعدتها على التغلب على هذا الخوف، فمثلاً:
• التشجيع على المذاكرة الذكية، كاستخدام الخارطة الذهنية مثلاً والتقليل من الحفظ.
• لا تجعليها تتأخر ليلاً للمذاكرة، ولتأخذ قسطاً كافياً من النوم، حيث تذهب للامتحان صباحاً وهي هادئة ومسترخية.
• تحدثي مع مدرسيها لمراعاة وضعها النفسي.
• الأكل الصحي مهم جداً، فيجب أن تتغذى جيداً وتتناول وجبة الإفطار.
• كما أن ممارسة الرياضة مهمة جداً.