لا تزال المجتمعات العربية تحافظ على عاداتها الأصيلة الباقية، إذ يحرص أفرادها على احترام تقاليد توارثتها عن أجيال سابقة، وتحافظ عليها مهما كانت بسيطة، إلا أنه في المقابل، ومع دخول الكثير من مظاهر العولمة التي صاحبت التكنولوجيا الحديثة، تسربت إلى مجتمعاتنا «طقوس» انتشرت بشكل كبير، ولاقت إقبالاً من فئة الشباب، هذه الطقوس أو «التقليعات» شملت احتفالات لم نسمع بها سابقاً، مثل حفل توديع العزوبية و«البيبي شاور» وحفلات الطلاق أيضاً. «زهرة الخليج» استطلعت الآراء حول هذه الطقوس، ومدى الإقبال عليها.
توديع العزوبية
انتشرت في الآونة الأخيرة في العالم العربي حفلات توديع العزوبية، والتي عادة ما تكون بغرض منح فرصة أخيرة للطرفين للاحتفال والاستمتاع بـ«الحرية» قبل الالتزام الكلي بالزواج، وتختلف نوعية هذا الاحتفال من شخص إلى آخر، حيث كانت في البداية، صديقات العروس هن من يجهزن حفل توديع العزوبية ليكون مفاجأة لها في مطعم أو منزل إحدى الصديقات، ويكون الحفل ذا طابع خاص تفضله العروس، ويتزين المكان بأشرطة وورود على الطاولات والمقاعد، إضافة إلى العشاء الذي يتضمن وجبات خفيفة ومقبلات ومشروبات لـ«لمة البنات».
تقول عائشة السويدي: «فكرة حفل توديع العزوبية مضمونها هو تجمع العروس وصديقاتها لقضاء وقت ممتع قبل حفل الزفاف. عادة ما تكون العروس تحت ضغط وتوتر، فتأتي هذه اللمة لتخفف من حدة التوتر ولتضيف لمسة من السعادة إلى العروس وصديقاتها». وتضيف: «ما أراه بيننا، نحن البنات، أن حفلات توديع العزوبية ليست مكلفة ولا صاخبة، بل بسيطة، فقد تكون في فناء منزل أو مكان مخصص، مع القليل من الترتيبات التي تضيف لمسة جمالية فقط»، مشيرة إلى أنه «لا يجب أن تكون هذه الاحتفالات مكلفة وكبيرة، فتفقد معناها البسيط وتصبح كأنها حفل عرس مصغر».
«بيبي شاور»
لم تعد العقيقة أو الاحتفال في اليوم السابع، من الطقوس الرائجة للفرحة بقدوم المولود الجديد، لكن الأمهات الشابات، أولَين اهتماماً بالغاً بفكرة حفل الـ«بيبي شاور» التي تجاري الموضة الغربية، ويكون الاحتفال قبل موعد الولادة بشهر أو أقل، ويعتمد هذا الحفل على الزينة والتوزيعات والكعكة التي تكون على شكل بطن أمّ حامل، والهدايا التذكارية التي تأخذ شكلاً ولوناً مميزَين حسب جنس المولود ولداً أو بنتاً. تقول مريم الخوري حول هذه الحفلات: «لم أحضر قط حفل بيبي شاور، ولكنني أعتقد أنه يوفر الكثير على المرأة الحامل، لأنها تحصل على هدايا من جميع الحاضرات لهذا الحفل»، مضيفة أن «البيبي شاور يعتبر (لمة) لطيفة للحامل وصديقاتها، الهدف منها الاستمتاع لا أكثر ولا أقل». وتوضح: «في رأيي، إن السلبية الوحيدة لهذا الاحتفال أنه تقليد أعمى للغرب، فالبيبي شاور ليس من عاداتنا وتقاليدنا».
حفلات طلاق
حفلات الطلاق «موضة» انتشرت في المجتمعات الغربية ليتناقلها العرب، وخصوصاً السيدات اللواتي يجدن في الاحتفال تفريغاً للألم الذي عانينه خلال هذا الزواج، أو لاعتبار الحفل بداية جديدة لحياة أفضل من دون الزوج. ومع ازدياد حالات الطلاق في المجتمعات العربية، انتشرت موضة هذه الحفلات وأصبحت تنظم في أماكن فاخرة ويدعى لحضورها الأهل والأصدقاء. اللافت أن هناك من يعتبر مثل هذه الحفلات خطوة جريئة وإيجابية تساعد المطلقات على تجاوز ألم نهاية الزواج وفشله، بينما يرى البعض الآخر أنها خطوة سخيفة، كونه احتفالاً بما يسمى أبغض الحلال.
عليا الزعابي تعلق بالقول: «لا يوجد داعٍ للاحتفال بعد الطلاق، مهما كانت العلاقة سيئة مع الزوج أو مهما كان حجم المعاناة»، وترى «أن الأبناء إذا ما اكتشفوا أن والدتهم تحتفل بطلاقها من أبيهم، فهذا سيترك أثراً سلبياً في نفوسهم».