عديدات هن السيدات السعوديات اللواتي حققن نجاحات لافتة في مجالات العلوم والآداب والفنون، وكسرن صورة نمطية زائفة عن المرأة التي لا حول ولا قوة ولا قدرات، إنما هي ظل للرجل لا أكثر ولا أقل. الكاتبة والروائية، زينب حفني واحدة من هؤلاء السيدات اللائي أنجزن في مجال الرواية لتنال شهرة واسعة، وتترجم بعض أعمالها إلى لغات أجنبية.
ابنة مدينة جدة، ومنذ طفولتها الباكرة، وعت على محيط مغاير في تلك المدينة الساحلية الجميلة. البيوت ذات الطرز القديمة، والشبابيك الملونة، والبحر والعلاقات الإنسانية والأسواق العتيقة والروائح وطقوس الأعياد والأعراس والأطعمة. كل ذلك اختزن بلا ريب في ذاكرة الروائية، ممزوجاً بالأسئلة الكبرى في الحياة، و«وجود» المرأة.
حصلت حفني على بكالوريس في الأدب من جامعة الملك عبد العزيز في جدة عام 1993، وفي العام ذاته كتبت أول أعمالها «رسالة إلى رجل»، قبل أن تحل ضيفة ثابتة على صفحات الرأي في كبرى الصحف والمجلات العربية.
في العام الذي يليه، صدر لها «قيدك أم حريتي»، ثم «نساء عند خط الاستواء» عام 1996، لتتميز بعد ذلك بغزارة الإنتاج، ما يعني أنها عملت بجد على مشروعها الروائي، الذي تميز بقدر غير قليل من الجرأة في تناول القضايا الاجتماعية.
إلى جانب روايات مثل: «سيقان ملتوية» و«ملامح» و«وسادة لحبك»، جربت زينب حفني الكتابة الوجدانية، كما قصيدة النثر، حيث صدر لها «إيقاعات أنثوية» عام 2004، ولعل «غواية» اللغة والتجريب الفني لعبت دوراً في شد حفني إلى التنويع ومحاولة البحث عن أكثر من قناة أدبية لإبداعها.
عام 2000 استضافها معرض القاهرة للكتاب في لقاء مفتوح حول أعمالها، هذا عدا عن مشاركات في مدن عربية عدة حول الأدب وكذا عن أوضاع المرأة، ومنها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب في ندوة «الإعلام العربي والمرأة في العالمَين العربي والإسلامي» عام 2007.
ترجمت روايتاها «وسادة لحبك» و«ملامح» إلى اللغة الإنجليزية، كما ترجم عدد من قصصها القصيرة إلى الإنجليزية والفرنسية.
في 2010 ناقشت الجامعة الأميركية في القاهرة، الثورة في الأدب النسائي السعودي، واختارت الجامعة زينب حفني نموذجاً.
زينب حفني تقول إن أغلب الكاتبات ينظرن إلى الكتابة كهواية، و«هو الخطأ الفادح الذي نجحت في تجاوزه، وكرست معظم وقتي لأدبي، كون الكتابة كما يقول الأديب محمد شكري تحتاج إلى تضحية كبيرة ومجهود شاق، من خلال الجلوس ساعات طويلة على المقعد لممارسة عملية الإبداع»، على حد قولها.