من معاناة عاشتها، وتجارب صقلتها، وموهبة امتلكتها، وأحلام رسمتها، وعفوية اشتهرت بها، تشكلت ملامح هذه الحسناء الشقية سلمى أبو ضيف (25 عاماً)، التي تزين غلاف «زهرة الخليج»، في جلسة تصوير حصرية فكرتها «الكواليس».
 فماذا تقول عن «كواليس» فنها وحياتها؟


لأنها فتاة معجونة فناً، يراهن الجميع على أن الحسناء المصرية سلمى أبو ضيف، ابنة القاهرة، ستكون نجمة المرحلة المقبلة بين بنات جيلها، ولمن لا يعرفها تقدم نفسها قائلة: «أنا فتاة تحب الحياة، كنت الوحيدة في عائلتي التي دخلت المجال الفني، لي أخت تصغرني.. تزوجت مؤخراً، وأخ هو «آخر العنقود» يبلغ (15 عاماً). والدي متوفّى، وقبل أن يرحل عن الحياة عرضت عليه رغبتي في التمثيل، فأبدى موافقته وقال لي: «لديّ ثقة كبيرة بك». أما والدتي فهي صديقتي التي تشجعني وتنصحني في كل خطواتي. عملت في عروض الأزياء، ومذيعة في «الراديو»، وشاركت في فيديو كليب «شيروفوبيا» لفرقة «مسار إجباري»، حتى قررت احتراف التمثيل». ونسألها:

لأن جلسة التصوير الحصرية المرافقة لحوارنا تحمل فكرة «الكواليس». ما كواليس الفن بالنسبة إليك؟
التحضير للشخصية التي سأجسّدها في أي عمل فني، وحفظ الدور، والالتقاء مع زملاء العمل وتبادل الآراء والنقاشات لأجل أن يتقمص كلٌّ منا الشخصية المسندة إليه بإتقان وإقناع المشاهد بما نقدمه.

هل عالم الفن جميل أم مخيف، لاسيما أننا سمعنا على لسان فنانة تقول: «إذا لم تكن ذئباً في الوسط الفني.. أكلتك الذئاب»؟
كل واحد أسمعه يقول مثل هذه العبارة، لكن في الوسط الفني هناك قلة تثق بهم، أما البقية فتتعامل معهم وتتعرف إليهم من باب العلاقات العامة في أي مهنة، وبالنسبة إليّ فإنني أركز في شغلي ولا أشغل بالي بالآخرين، لقناعتي بأني متوجهة إلى التصوير من أجل إنجاز عمل.. «مش رايحة ألعب». وبالنسبة إليّ عالم الفن حلو ومخيف في الوقت ذاته، فهو حلو كونك تستمتع بتقديم شخصيات عديدة، كذلك هو مخيف لأنه يأخذ من وقتك على حساب صحتك ووقتك مع عائلتك.

مستعدة للمفاجآت والمتغيرات

خلال فترة وجيزة شكلت من خلال مشاركتك في فيلم «الشيخ جاكسون»، ومسلسلي «حلاوة الدنيا» و«لا تطفي الشمس» حضوراً جميلاً. فهل هذا كونك فتاة موهوبة أم محظوظة؟ أم «صاحبة واسطة» ومسنودة؟
كانت اختياراتي موفّقة، واشتغلت مع أشخاص ساعدوني على أن أصبح شاطرة، ولو لم أكن موهوبة وشاطرة لـمَـا نجحت ولما خدمني الحظ، بالتالي كل الأمور يكمل بعضها بعضاً.

وإلى أين تريدين الوصول في مشوارك الفني؟
أن يكون لديّ في سجلّي المهني أعمال فخورة بها، والأهم أن تكون هناك رسالة من الذي أنجزه.

المتتبّع لمسيرتك المهنية يلمس أنك كل فترة تغيّرين بوصلة اتجاهك، إما عن تخطيط أو تخبّط، مثلاً كنت في البداية محجبة ثم خلعت الحجاب، وعملت مذيعة «راديو» ثم في عروض الأزياء والكليبات، والآن ممثلة. لماذا هذا التذبذب؟
كل إنسان عليه أن يُبقي صدره واسعاً ليستقبل ما تقدمه له الحياة من جيد أو سيئ، وعندما يقتنع الـ«بني آدم» بهذا الفكر سيكون مستعداً لأي مفاجآت أو متغيرات.

نعمة الـ(Block) والـ(Report)

لأنك نموذج يُعبر عن بنات جيلك، هل كانت مسألة ارتدائك الحجاب ثم خلعه سهلة عليك؟
عندما كنت «عايزة أجرّب الحجاب» كنت صاحبة القرار في ذلك، وعلى الرغم من أن البعض من أهلي لم يوافق لكنني نفّذت قراري، كذلك الحال عندما خلعت الحجاب، وقد يكون هناك أناس اعترضوا على الأمر، لكن مثل هؤلاء لا ألتفت إليهم وأعيش حياتي بالشكل الذي يُسعدني.

لا تنسي أن اعتراض البعض وتعليقاتهم السلبية عبر وسائل «التواصل الاجتماعي»، كثيراً ما تقود الفنانين إلى حالات إحباط؟
هذا حقيقي، إذ يعتقد البعض أنه فقط يقول رأيه من مكانه، وقد لا يدري أنه بذلك يؤذي شعور الناس ويُحبطهم، وفي نظري لا بد من إقامة حملات توعية في كيفية مُراعاة مشاعر بعضنا البعض، لأن الكلمة أحياناً تكون كالرصاصة.. قاتلة، وحتى تقام هذه  الحملات، تتوافر لي نعمة الـ(Block) والـ(Report) ضد من يستخدمون أسلوب «قلة الأدب» في الإساءة إلى الآخرين.

المذيعون وعدم المصداقية

درست الإعلام، وقدمت في سن صغيرة برنامجاً إذاعياً. لماذا لم تستمري مذيعة؟
بصراحة، كانت لديّ أمنية في صغري أن أصبح مذيعة،
 لذلك دخلت الجامعة ودرست الإعلام، لكني بعد ذلك رفضت امتهان عمل المذيعة، إذ شعرت بأنه «مفيش مصداقية في المذيعين»، ولا أريد أن أكون في هذا المناخ.

لا تنسي أن فنانات عديدات اتجهن مؤخراً إلى التقديم، مثل غادة عادل، إسعاد يونس وغيرهما؟
ما يقدمنه «حاجات لايت لطيفة»، لكني كنت أود تقديم الأخبار وليس البرامج الترفيهية، وعندما لم أشعر بوجود المصداقية لدى المذيعين في البرامج الإخبارية فضلت الاتجاه إلى التمثيل،
 لا سيما أني «عايزة أبقى شخص مُقبل على الحياة بطريقة تفاؤلية».

«الفوازير» وشريهان

كونك بين الحين والآخر تخوضين تجربة مجال ما. فهل من الممكن أن نراك تُغنين؟
نفسي أعمل «فوازير».
وصحيح أن الموضوع سيصبح صعباً بعد أن قدمت الفنانة شريهان «الفوازير»، إذ لن تأتي فنانة بعدها تنافسها، لكن لا يمنع من أن أخوض التجربة.

هل سبق أن التقيت شريهان؟
لا، وأنا نفسي ألتقيها وأعمل معها، خاصة أن أمي كانت تقول لي إنها كانت تتوَحّم عليّ عندما ترى شريهان، وكثيراً ما دعت أمي: «يا رب تبقى بنتي مثل شريهان».

في ظل عودة شريهان للساحة الفنية وتقديمها قريباً عملين مسرحيين، لماذا لم تطرقي بابها للعمل معها؟
لم أكن أعلم بذلك في البداية، هذا عدا أني أخجل من أن أدق الباب وأطلب قائلة: «أنا سلمى.. شغّلوني»، لكن لو أحد شاهد فيّ موهبة وعرض عليّ التعاون، عندها على الرحب والسعة. وأنا كان يكفيني التعرف إلى شريهان وأنها لـمّـا «تشوفني.. تبقى عارفاني».

من خلال حوارك مع «زهرة الخليج»، ماذا تقولين لشريهان؟
أقول لها: «أنت مَن بدأت «الفوازير» ولن يأتي أحد مثلك، لأنك أصبحت Icon، ليس فقط على صعيد الاستعراض بل الموضة، لأن الكثيرين في الخارج باتوا يقلدونك. وعلى الصعيد الخاص، نفسي أشتغل معاك وتعلميني اللي كنت بتعمليه في الفوازير».

«الشيخ جاكسون»

هل تعتبرين فيلم «الشيخ جاكسون» محطة مهمة في مشوارك؟
هو محطة أساسية، وسأظل طوال عمري فخورة بأني شاركت فيه.

قدمت في الفيلم دور الفتاة التائهة التي لا تعرف ماذا تريد في حياتها.. هل أنت كذلك؟
الشخصية التي قدمتها في الفيلم تشبهني في الواقع من جانب أنها فتاة تحب أن تجرب كل شيء. وأذكر أن الفنان أحمد مالك قال لي: «سلمى، لازم تحبي الشخصية التي تجسّدينها حتى تُبدعي في تقديمها». لذلك عندما أقرأ الدور، أبحث عن الجزء الذي في الشخصية يشبهني، فآخذه وأشتغل عليه.

الحب.. وأحمد مالك

ما دمت قد جئت على ذكر اسم الفنان الشاب أحمد مالك، هناك من يتناقل عبر وسائل التواصل أن قصة حب تجمعكما ستؤول إلى ارتباط قريب؟
إطلاقاً، نحن فقط أصدقاء، وأنا دائماً أحب الأخذ برأيه.
وعلى فكرة، هو فنان شاطر، بل من الفنانين الذين لديهم مستقبل يؤهلهم ليكونوا عالميين ويمثلون في الخارج.

في رأيك، هل بات الناس يثقون بكلام الفنان عندما ينفي علاقاته العاطفية؟ فمؤخّراً نفى الفنان أحمد فهمي قصة حبه لهنا الزاهد ثم ارتبطا، كذلك الفنان أحمد فلوكس نفى ما أشيع عن علاقته بالفنانة هنا شيحة ثم تزوجا. فهل هذا سيحدث بينك وبين أحمد مالك؟
«لا والله.. أنا ومالك مجرد أصدقاء لا أكثر ولا أقل».

متى تتحول الصداقة إلى حب؟
مُمكن يحدث هذا، وأحسن قصص الحب هي التي كان طرفاها أصدقاء في البداية.

عندما يتقدم لك عرسان، ماذا تفعلين؟
فكرة أن يتقدم لي أحد عن طريق الأهل ليتزوجني مرفوضة، فأنا لازم أحب واحداً، وأعرفه، ثم أتزوجه.