تحت عنوان «أشعار زايد»، نظم «معرض الشارقة الدولي للكتاب 37»، ندوة أدبية بمشاركة الباحث الدكتور غسان الحسن، والشاعر والروائي سلطان العميمي، خصصت عن أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسلط ضيفا الندوة، التي أدارتها الشاعرة الإماراتية شيخة المطيري، الضوء على النماذج الشعرية للشيخ زايد وتجلياتها والجماليات التي ضمّنها في مجمل قصائده.
ضيفا الندوة أشارا إلى أن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، فضلاً عن كونه قائد أمة استثنائياً، فهو شاعر أشبع قصائده بمضامين لغوية غزيرة، مليئة بالصور البلاغية التي انشغلت بالهمّ الوطني الوحدوي، والمشاعر الإنسانية النبيلة، لافتين إلى أن الشيخ زايد أراد لقصائده أن تكون منبراً يطلّ من خلالها الأجيال على نموذج شعري متميز مليء بالعبر والحكمة والنبل.
وفي مداخلته، قال الدكتور غسان الحسن، إن الشيخ زايد استند إلى مبدأ السهل الممتنع في قصائده، فقد كان يستخدم عبارات سهلة يفهمها الجميع، ولكن في الوقت نفسه كان يضمن قصائده أكثر من موضوع، إلا أن كل قصائده كان يضمنها الهم الوطني.
وأورد الحسن أكثر من مثال على ذلك، ومنها قصيدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أرسلها للمغفور له الشيخ زايد في عام 1987، يدعوه فيها لحضور مهرجان الهجن الختامي في دبي، فرد الشيخ زايد بقصيدة على نفس الوزن والقافية قائلاً:
مرحبَا ابْلَيْ رَحَّبْ أوْثَنا
لاحْتَرامٍ لِهْ نحـن جيْنـا
وَاجِبْ أنْقَـدِّر أوْ نتْعَنّـا
لِلنِّسَبْ لَيْ مِنّا أوْ فِينـا
عِزّكـم بَيْعِزِّنَـا كِلْـنا
وقـوّةٍ لَجْيَـاْل أهَالينـا
وْشَعْبِكُمْ هَلْنَا أوْ عِشيرتنا
ولي إيوفِّيكـم إيوفّينـا.
وأضاف الحسن: «لطالما انشغلت قصائد الشيخ زايد بهاجس الوحدة، وظلت تشير إلى الهمّ الذي لاحقه على الدوام، وهو همّ البناء والعمل وإنشاء دولة قوية»، كما أكد الحسن أن «بناء القصيدة لدى الشيخ زايد تضمن في مواقف كثيرة حضور ضمير المتكلم للجمع (نا) الذي كان يختم بها قوافي قصيدته، في إشارة صريحة إلى انشغال الشاعر بالهمّ العام».
بدوره، قال الشاعر والروائي سلطان العميمي في مداخلته، إن قصائد الشيخ زايد تميّزت بتنوع المجالات الشعرية، وترك بها مساحة كبيرة من المساجلات، كما تناولت صفات المغفور له كنموذج يحتذى للأجيال. وأضاف العميمي: «اتخذت قصائد الشيخ زايد أربع صفات ضمنها بالمساجلات، الأولى التي يشكو فيها إلى شاعر آخر صديق، بما يدل على قوة علاقته مع أصدقائه وإخلاصه لهم، والثانية هي مساجلات قصائد الردّ التي يردّ بها الشاعر على شعراء آخرين، والثالثة سجالات المجاراة التي يجاري فيها الآخرين، ويردّ على القصائد التي تعجبه، حيث كان دوماً (طيب الله ثراه) يحرص على الردّ على الشعراء الذين ينظمون قصائد محكمة الإيقاع واللغة. أما المساجلة الرابعة فكانت قصائد السؤال عن الأصدقاء، وعيادتهم من خلال كلماته الجميلة المفعمة بالصدق والمشاعر الطيبة، فهو الإنسان الذي امتلك حيادية كبيرة، كسر من خلال قصائده التي يزور بها أصدقاءه الحاجز بين الحاكم والشعب، وأظهر صفات الأب الحاني والصديق المخلص ومشاعر الاهتمام والمحبة».
الشعب متهني بالانعام ومرتاح في هذي السنينا
هذي جهود اعوام واعوام نسعى لمجد له عنينا
شامخ وفيه ترف الاعلام ونسعى لصلح المسلمينا
ننبذ لذي واشي ونمام ونترك كلام الواشينا
الله عطانا خير وانعام والحمد له واجب علينا
ياللي عطاني ايمان والهام ومن فضله الظافي عطينا
(من أشعار الشيخ زايد بن سلطان)