لم تكن يوماً المليارديرة الإيطالية وسيدة الأعمال الشهيرة Miuccia Prada البالغة (69 عاماً) مجرد مصممة أزياء، بل هي تلك الشخصية الثورية المفكرة غير التقليدية التي تتحدى القوالب الثابتة. ولطالما كانت تُلهمنا القوة والأنوثة في آنٍ واحد، فهي تسعى إلى تمكين المرأة لتقاوم، وإبرازها في أكثر إطلالاتها أناقة وجاذبية. وفي عالمها الذي يموج بالمتناقضات تلهمنا الكثير صاحبة القبضة الحديدية والنعومة المخملية.
ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب، فهي الحفيدة الصغرى المدللة لـ«ماريو برادا» Mario Prada، مؤسس الدار التي أبصرت النور منذ 105 سنوات، حصلت على الدكتوراه في العلوم السياسية، وعملت ممثلة صامتة في أحد المسارح لمدة خمس سنوات، وكانت عضواً في الحزب الشيوعي الإيطالي، وناشطة في إحدى الحركات المنادية بحقوق المرأة في سبعينات ميلانو.
لم تكن الموضة تستهويها آنذاك، ولم تدرس التصميم. ولكن في عام 1978 انقلبت الموازين، إذ ورثت «دار برادا»، وظلت ترأسها حتى اليوم إلى جانب تأسيس علامة فرعية أخرى، وهي Miu Miu 1993، ثم علامتا أحذية Church وCar Shoe.
هذه المرأة الحديدية المناصرة للمرأة، تصمم ست مجموعات من الأزياء لعلامة «برادا» وأربعاً لعلامة «ميو ميو» سنوياً، ولديها أكثر من 618 بوتيكاً في شتى أنحاء العالم. وهي لا تبتكر الأزياء والحقائب فحسب، بل الاكسسوارات والعطور ومستحضرات التجميل والمجوهرات والساعات والهواتف النقالة.
ولأنها تجاهلت القواعد والتقاليد، أصبحت سيدة الموضة الأولى. برادا تهوى مزج القديم بالحديث، والجميل بالقبيح، والجريء بالناعم، وتصهر الفن الرفيع مع الموضة، فهي تُدرك أن المرأة في الآونة المعاصرة يجب أن تحمل أوجهاً عديدة، مما يثبت أنها أقوى مصممات الأزياء في العالم وأكثرهن تأثيراً وإلهاماً، لذا فإن إبداعاتها أكثر عرضة للسرقة والتقليد، وما لا نتوقعه أن ذلك لا يزعجها!
مبتكرة الـUgly Chic
نجحت برادا في تغيير الصورة النمطية للجمال في العقل الجمعي، فهي من أضافت وصف الموضة «القبيحة الشيك» إلى معاجم الأزياء. هدفها على حد قولها «إزعاج» العالم وإخراجه من المنطقة التي يشعر فيها بالأمان. إبداعاتها ليست إلى محبي الكلاسيكية، فهناك فيها ما «يزعجهم». أما متّبعو أحدث خطوط الموضة، فيرونها غارقة في كلاسيكية «تزعجهم». ومن هذا المنطلق أصبحت برادا مصدر إلهام برؤيتها الفلسفية للعديد من المصممين الناشئين، يستلهمون منها بعض الخطوط تارة، ويقلدون إبداعاتها تقليداً أعمى تارة أخرى.
جوائز وأوسمة
2004: حازت جائزة أفضل مصممة أزياء للعام من مجلس مصممي الأزياء في أميركا.
2005: أدرجتها مجلة «تايم» على قائمة أكثر 100 شخصية تأثيراً في العالم.
2013: حازت أولى جوائز الموضة البريطانية كأفضل مصممة أزياء عالمية للعام.
2015: حازت أعلى أوسمة الشرف من رتبة فارس من الجمهورية الإيطالية.
2017: احتلت المرتبة الثالثة والسبعين على قائمة «فوربس» لأقوى 100 شخصية نسائية في العالم.
2018: جاءت في المرتبة الـ729 على قائمة «فوربس» لأصحاب البلايين في العالم، وتقدر ثروتها بنحو 3.2 بليون دولار أميركي.