«زيارة نتائجها مثمرة». هذا ما أعلنه «سلطان الطرب» جورج وسوف، بعد أن اختتم رحلته إلى القاهرة، حيث لبّى دعوة المهندس محمد عبد المنعم الصاوي، مغنياً في الاحتفال بافتتاح ساقيته الجديدة، مُحيياً حفلاً استثنائياً في ظل حضور جماهيري كبير، على الرغم من تحذيرات الأرصاد الجوية. وكعادته في احتضان المواهب الجديدة، وفى الوسوف بالعهد الذي قطعه على نفسه تجاه الطفل خالد الفايد، إحدى مواهب برنامج «ذا ?ويس كيدز»، فما كان منه في حفله إلا أن دعاه إلى المسرح، وكشف عن وصيّته، قائلاً للجمهور: «هذا الطفل صوته بياخد العقل، وله مستقبل كبير.. خلّوا بالكم منه، وهذه وصيّتي بعد رحيلي» وغنّيا معاً.
معاناة وإرهاق الوسوف
بدا جليّاً أن «سلطان الطرب» ليس بعافيته، وأنه يقاوم وضعه الصحي، فمنذ أن وصل إلى مطار القاهرة قبل حفله بيومين، استعان بكرسي متحرك من أجل الوصول إلى السيارة التي أقلته من المطار إلى مقر إقامته، كما دخل قاعة مؤتمره الصحافي على كرسي متحرك، وهكذا كانت حاله في جميع تنقلاته، حتى على المسرح أخذ يعاني الإرهاق والتعب، فهو لا يستطيع الوقوف طويلاً، وإن مشى أخذ يعرج بعد العمليات التي تعرض لها. لكن، تظل للوسوف مكانته ومحبوه الذين ارتدوا في حفله قمصاناً كُتب عليها «نوّرت مصر يا ملك»، ومنحوه الورود تعبيراً عن تقديرهم له.
تصريحات «أبو وديع»
على هامش الزيارة، أكد «أبو وديع» أن مصر لها مكانة في قلبه، مشيراً إلى أنه في حال استقرت مصر استقر كل شيء. وأوضح جورج أنه لا يغني من أجل المال، بل لأنه يحب الفن. وقال لـ«زهرة الخليج»، إنه لا نيّة لديه الآن لإصدار ألبومات غنائية في ظل أزمة صناعة الموسيقى الراهنة، كاشفاً عن أنه سيلجأ إلى إصدار أغانٍ منفردة، بمعدل أغنية كل شهر، وعندما يصل عددها إلى سبع أغانٍ سيجمعها في «ألبوم».
سر استمراره
نجاح الوسوف في حفله جعل البعض يتساءل عن سر استمراره الكبير في الغناء. وعن هذا يقول الشاعر الغنائي فوزي إبراهيم لـ«زهرة الخليج»: «جورج حالة خاصة في الغناء العربي، فهو يُطرب ويُشجي جمهوره حتى لو غنّى على كرسي متحرك، بدليل أن حفله جاء «كامل العدد». وفي نظري، جماهيرية الوسوف عربياً تفوق جماهيرية أي مطرب آخر، حتى لو كان عمرو دياب، ويرجع هذا إلى أسباب عديدة: أولاً، إن الجمهور الذي عشق الوسوف، وهو يغني طفلاً، كبُر معهم، ومع استمرار مسيرة «أبو وديع» التي تطورت على مدار السنين. ثانياً، إنه ظل مهتماً طوال مسيرته بالحفاظ على إحداث توازن بين الأضلاع الثلاثة للأغنية، فإن كان اللحن الشرقي سمة متميزة له، فإنه في المقابل لم يغفل دور الكلمة الرشيقة البليغة سهلة الحفظ.».