لفتت مصممة الأزياء الكويتية، شروق سالمين، الأنظار بتصاميمها التي تحمل روح الخليج العربي بماضيه وحاضره، عرفت طريق النجاح بابتكارها طريقة خاصة في تصنيع أزيائها. تفتخر شروق بما تقدم من تصاميم ارتداها فنانون عرب، في مسعاها للتعريف بالـ«ستايل الكويتي» الذي تُنجزه، حسب ما تقول لـ«زهرة الخليج».. ونسألها:
• كيف ولجْتِ عالم الموضة؟
بدايتي مع عالم الموضة والأزياء كانت منذ الصغر، حيث كنت أشتري ملابسي من السوق وأغيّر تصاميمها بما يناسبني ويرضيني، ولأنني لا أرتدي ملابس عارية، كنت أشتري من القطع التي تعجبني اثنتين وأدمجهما لأحصل على التصميم الملائم لي، فلاحظ المحيطون بي اهتمامي بالأزياء وشجعوني على التصميم، وبالفعل جربت أن أصمم لنفسي، ثم توسعت الدائرة لتشمل أسرتي وشقيقاتي ثم صديقاتي، وبين عشيّة وضحاها قررت أن أكون مصممة أزياء محترفة، فسافرت في صيف عام 2002 إلى إيطاليا وفرنسا ولبنان، لشراء الخامات اللازمة لتصميم أولى مجموعاتي، وبالفعل أنجزتها خلال شهر، وكانت عبارة عن 133 قطعة.
أشجّع المواهب الشابة
• من أين نشأت لديك فكرة تصميم الأزياء؟
نشأت من حبي للأزياء، وكانت والدتي النموذج الذي بهرني وسرت على دربه في البداية، لأنها تعشق الأناقة والموضة وتتابعها، وإلى جانب ذلك منذ صغري كنت أعشق الفنانة شريهان، التي كانت بالنسبة إليّ Fashion Icon ، وكطفلة كنت أحلم بأن أرتدي ما ترتديه.
• هل تدعمين المواهب الشابة؟
أحب أن أشجع المواهب الشابة في مجال التصميم، لأنني في بداية عملي مصممة، كنت أقدر من يشجعني، وأعتبر أن ما أقوم به أمر يمنحني قدراً كبيراً من الطاقة الإيجابية، والسعادة التي أقدمها للموهوبين تعود تلقائياً وبشكل غير مباشر لي.
أول مصممة للرجال
• من ارتدى تصاميمك من المشاهير؟
ألبست الكثير من المشاهير، منهم: هيفاء حسين، حليمة بولند، حصة اللوغاني، مي كساب، منى شداد، لمياء طارق، «فرقة ميامي» تحديداً خالد الرندي، والفنان فيصل دشتي. وكنت أول مصممة أزياء كويتية تصمم للرجال.
• ومن المصمم الأقرب إلى أفكارك؟
أتابع كل المصممين من دون استثناء، القديم منهم والحديث، لأني أشعر بأن كل فكرة تلهمني، وإن لم تلهمني فهي تُسهم في تثقيفي كمصممة، ويلفت نظري كثيراً المصمم الذي يمتلك إبداعاً خاصاً، مثل نيكولا جبران وألكسندر ماكوين، فكلاهما يمتلكان قصات خاصة تبين التقنية العالية في فن الخياطة.
العامل الأول
• ماذا عن فلسفتك الخاصة التي تستلهمين منها روح تصاميمك؟
نجاح المصمم يرتبط بقدرته على خلق بصمة خاصة به، لأنني أؤمن بأن لكل مصمم DNA يميزه عن غيره، وهو علامة تدفع الناس إلى ذكر اسم المصمم فور رؤية تصاميمه، وأنا عندما أشاهد عروض الأزياء العالمية أعرف من صمم ما أشاهد قبل ذكر اسمه، وهذا أكبر دليل على نجاح المصمم في خلق بصمة خاصة به، بغض النظر عما إذا كانت التصاميم تعجبني أو لا تعجبني، لأن مجرد التعرف إلى التصميم من خلال بصمة المصمم يُعد نجاحاً كبيراً حققه المصمم، وشخصياً أرى أنني نجحت في خلق البصمة الخاصة بي، وأراها توصف بالسهل الممتنع، فتصاميمي بسيطة وراقية، ولكن لا تخلو من الفكرة الغريبة التي تجذب من يشاهدها، وهذا ما يفرق بين تصاميمي وتصاميم غيري، والتفريق هنا لا ينبع من التفوّق أو الأفضلية إنما يرتبط بالبصمة.
• أين تضعين مستوى المصممين في الكويت في قائمة الموضة؟
مصممو الأزياء في الكويت والخليج العربي وصلوا إلى العالمية، ومستواهم لا يقل عن مستوى أي مصمم عالمي، لأنهم اهتموا بالتفاصيل والأفكار وميزوا تصاميمهم عن غيرهم وصار لهم طابع خاص بهم، وأسعد كثيراً عندما أسمع تعليق الـ«ستايل الكويتي»، وهو ما أعتبره تميزاً ونجاحاً.
• كيف تُحفزين نفسك إلى مواصلة التجديد فيما تعملين؟
لا أتردد في ممارسة التأمل والخلو مع النفس كل فترة، حتى أصفي ذهني تماماً وأستعد لكل ما هو قادم، أيضاً إن شعرت بالتعب والحاجة إلى الراحة، لا أتردد في أخذها، لأدلّل نفسي وأجدد نشاطي، وعادة تكون راحتي في السفر واللعب مع قططي، وأتواصل طبعاً مع أهلي وأصدقائي، وكل الأشخاص الذين يمنحونني طاقة إيجابية، وأتجنب تماماً كل السلبيات، سواء أكانت أشخاصاً أم أمكنة أم أشياء، فالسعادة تكون هدفي دائماً في وقت الراحة.
• أخيراً.. ما المصاعب التي واجهتك في حياتك؟
لم أواجه مصاعب في حياتي؛ لأني في صغري كان أهلي يحمونني من كل المصاعب والمشاكل، لذا أعتبر نفسي محظوظة بأسرتي، ثم ارتبطت بزوج يُقدر ويحترم عملي، ويدعمني دائماً في كل خطواتي، وبالتأكيد لا يخلو الأمر من بعض المشاكل في يوميات العمل، كوني أتعامل مع أشخاص من ثقافات وبيئات مختلفة، لكن كل ذلك يسهل التغلب عليه بالخبرة ومواصلة العمل.
اكسسوارات
تعتبر مصممة الأزياء شروق سالمين الاكسسوارات إضافة مهمة مُكملة للتصميم والهدف منها إبرازه، مثل الصورة التي تبرز من خلال وضع إطار لها. وتقول: «أختار الاكسسوارات لأزيائي بشكل مدروس، وأحرص على أن يلائم التصميم ويخدمه، وقطعاً يجب ألا يخلو من الإبداع، لأنه العامل الأول الذي يجذب الانتباه لأي تصميم».