لا توجد مسلّمات في الموضة، ولا تشهد تياراتها وصفات جاهزة، أو معايير واضحة ومحددة بأنماط وألوان وأقمشة وطبعات أو رموز، إنها فن التحرر
من كل قيود واتباع ما تنتجه الأمزجة وتُسطره المواهب.
شهدت موضة القبعات خلال قرن مضى تحولات تدريجية، قد نصفها بالتطورات أو التغييرات. وفي هذا التقرير نلقي الضوء على أبرز سمات موضة القبعات على مر السنين، على الرغم من أنها تعيد إحياء نفسها ونجدها تعتلي رؤوس العارضات على خشبات العروض بتعديل هنا وإضافة هناك.
القبعات اختيار جمالي شخصي، يضيف إلى الشابة والسيدة أبعاداً جمالية إضافية متى تم ارتداؤها مع الزي المناسب، باللون والتصميم الملائمين وفي الوقت الصحيح. كما أنها إحدى الحيل «الأنيقة» التي تستعين بها عندما يكون شعرها غير مصفف.
أبرز سمات موضة القبعات على مر السنين
1920s
ظهرت قبعات الـCloche، وتعني بالفرنسية الجرس، وكانت من أكثر الصيحات الأيقونية خلال ذاك العقد. وكانت هذه القبعات تغطي معظم جبين المرأة، وحافتها أو الـBrim، إما مستقيمة وقصيرة أو مستديرة وطويلة. وهذه الصيحة لا نزال نشهد ملامحها حتى الساعة.
1930s
في الثلاثينات أصبحت القبعات أصغر حجماً وأكثر فرادة من حيث الشكــــــل. وبدأ الحجــاب أو الـVeil يظهر مصاحباً للقبعات النسائية الأنيقة، لا سيما على شكل شبكي، واستمر على هذا المنوال طوال عقود من الزمن وإن تغيرت تركيبته.
1940s
ألقت معاناة الحرب العالمية الثانية بظلالها على اتجاهات موضة القبعات، وارتدت النساء القبعات لهدف نبيل، وهو رفع الروح المعنوية أثناء تلك الفترة. وهذا يفسر التغييرات التي طرأت على «ستايل» القبعات التي أصبحت متكلفة أكثر، مزخرفة ومزينة بمواد وأقمشة جديدة، بما في ذلك القبعات العمودية التي أضافت الارتفاع إلى رأس المرأة.
1950s
في الخمسينات أصبحت القبعات أكبر حجماً وأكثر دراماتيكية، وبعد أن ظهر «النيولوك» في عالم الموضة (خط أزياء أطلقه المصمم الفرنسي كريستيان ديور)، اتخذت القبعات بل وتبنّت جماليات متأنقة. وعلى سبيل المثال، ارتدت الممثلة إليزابيث تايلور القبعات الفاخرة، سواءً أكانت الصغيرة أم الكبيرة منها.
1960s
تأثر «ستايل» وموضة القبعات إلى حد كبير بـ«ستايل» السيدة الأولى جاكلين كينيدي. فكانت قبعات الـPillbox صغيرة الحجم، من دون حاشية ومستديرة الشكل، تشبه العلب التي كان يتم بيع حبوب الدواء فيها. وهذا لا ينفي أن قبعات أخرى كانت رائجة أيضاً على غرار القبعات المرنة واسعة الحواف.
1970s
سادت في هذا العقد قبعات جلد الغزال بأشكال عديدة، ومنها الواسعة مع حاشية. إضافة إلى القبعات العريضة Floppy أيضاً، المرحّلة من العقد السابق، التي أصبحت تحاكي أكثر مظهر عصر «الديسكو»، أحد أبرز معالم السبعينات.
1980s
شهدت موضة الشعر تغييراً جذرياً في هذا العقد، إذ أصبح أكثر ضخامة مع غرة بارزة ومتميزة. وتأثرت بالطبع القبعات بهذا التوجه، لذا فإن الشابات والنساء أصبحن يعمدن إلى إبعادها قليلاً تجاه قفا الرأس، إفساحاً في المجال لإبراز الغرة وجزء من الشعر. وفي الشكل سيطرت القبعات البنيوية والألوان الزاهية والأشرطة على اتجاهات الثمانينات الأساسية.
1990s
التطريز ببراعم الزهور والورود ساد عالم القبعات في تلك الفترة، كما بتنا نشاهد القبعات المصنوعة من الصوف والجينز التي راجت آنذاك.
2000s
ظهرت في الألفية الثانية صيحات عديدة، منها القبعات المصنوعة من الفراء، تلك المرحة على شكل «دلو»، وقبعات الشاحنات الهولندية التي شهدت إقبالاً كبيراً، مما حدا بالمغنية الشهيرة Missy Eliott لاعتمارها على المسرح. يُذكر هنا أنه ابتداء من الثمانينات فإن قبعات الـ«دلو» استمرت في كونها المفضلة لدى الشابات حتى يومنا الحاضر.
2010s
الاتجاه الصيفي للقبعات هو المسيطر اليوم، ويتميز بالطبع بقبعات القش الكبيرة مع عبارات ممتعة. وكما ذكرنا فإن الأزياء والاكسسوارات واختياراتها مسألة شخصية تخضع للمكان والزمان وذائقة المرأة، وسواء أكانت قبعة عريضة مرنة، أم قبعة صغيرة، أم قبعة بيسبول، فيُمكن للقبعات أن تغير أي مظهر كان بشكل لافت، وقد يكون دراماتيكياً.