بالنسبة لمن هم دون عشرين سنة، يبدو الإيموجي شيئاً عادياً مفهوماً، لدرجة أن البعض يستطيع كتابة جملة كاملة من دون استخدام أي حرف عادي، وهو ما يشبه اللغة الهيروغليفية المصرية القديمة، لكن حتى هؤلاء، يرتبكون عندما يتعلق الأمر بخلط المشاعر بالإيموجي.
فهل إيموجي الغضب يعني الغضب فعلاً أم عدم الاتفاق معك؟ .. هل إيموجي قلب الحب يعني الحب دوماً أم هو إشارة للسعادة بقول أو تصرف؟ .. عشرات الأسئلة يمكن صياغتها حول لغة الإيموجي الشائعة جداً، ووصلت احصائيات استخدامها إلى أرقام مذهلة.
قلب الحب، وهو الإيموجي الأكثر تعقيداً بالتأكيد، لأن فهمه بشكل خاطىء قد يخلق ارتباكاً وربما إحراجاً لدى أحد الطرفين، أراد البعض حل مشكلته بإعطائه ألواناً، لكن اللون الأحمر ما زال الأكثر استخداماً.
تبدأ الحيرة بهذا القلب من أن الطرفين لا يملكان نفس السرعة في الإعجاب أو يختلفان أساساً بالنظر إلى أساس العلاقة وأهدافها، فلو أرسله أحدهم بداعي "ألشكر والتقدير"، والتقطه الآخر بمعنى "الحب" أو دعوة إليه لتبدأ المشكلة، فيبدأ الأخير بالتصرف بشكل غريب، فيه اهتمام أكثر، ورغبة بتسريع الخطوات، فما يكون من الطرف الأول إلا الاستغراب وربما الصد ..
حل هذه الجدلية يبدأ من فهم سياق الحديث، ووضع الافتراض الأقل طموحاً، وألا نبالغ بفهم الإيموجي، بل ألا نفهمه أساساً، أي علينا اعتباره أنه لا يعني شيئاً، حتى يكون الكلام صريحاً واضحاً، فهو صورة، قد يكون الطرف الآخر قد أساء استعمالها أو لا يفهم معناها.
الوقوع في فخ معاني الإيموجي وتفسيراته، يدخل الشخص في حالة حيرة ذاتية، يبدأ فيها بسؤال نفسه إن كان ما فهمه صحيحاً أم لا، في حين قد يكون الطرف الآخر لا يعرف ماذا فعل أو كتب.. لذلك تتكرر النصيحة "لا تبنِ عليها شيئاً".