أقرت منظمة الصحة العالمية تصنيفاً جديداً لمراحل عمر الإنسان، وأعلنت أن مرحلة الشباب ممتدة حتى سن الـ65 عاماً، لينسف الانطباع العام والقانون السائد في العالم العربي، أن وصول الرجل إلى سن الـ60 والمرأة إلى سن الـ55، يعني انتقالهما إلى فئة كبار السن. لكن تقرير المنظمة العالمية، الذي غير معدلات المراحل العمرية، سيشجع على ما يبدو مراهقي الأمس على إكمال طفولتهم، ويحفز المسنين إلى تجديد شبابهم، وقد يكون أسعد الذين يستعدون لولوج سن التقاعد بشكل خاص، بعد أن فُتحت أمامهم فرصة إكمال مسيرتهم المهنية. «زهرة الخليج» سألت أصحاب الاختصاص على الأمر.
تتناول مستشارة الشؤون المجتمعية لمؤسسة «وطني الإمارات» الدكتورة أمل حميد بلهول، تصنيف الأعمار الجديد وتقول: «التصنيف الجديد أفقد الأطفال مرحلتهم الأولى، وحث الأهل على الانصراف إلى العمل، فنسوا نقل الهوية الثقافية والقيم الروحية والاجتماعية لأبنائهم». وتضيف: «للتصنيف بعد أفقي وعمودي، من ناحية مد العمل بالعمر زمنياً، وهو يطول الموظف في القطاعين الخاص والعام، مما يعني انعكاس الأمر اجتماعياً وتأثر الجيل الجديد بابتعاد الأهل عن تدريبهم على القيم الأساسية المطلوبة، كما يهدد ببطالة الخريجين من الشباب، وشخصياً أراه، تصنيفاً غير صحي اجتماعياً».
الزمن تغير
من جهته، يشرح رئيس قسم الاجتماع في جامعة الإمارات في العين، الدكتور عقيل كاظم، رؤيته للتصنيف العمري الجديد، قائلاً: «مد سن التقاعد لعمر الـ65 عاماً أو الـ70 أو الـ75 أمر إيجابي، حيث يختلف كل مجتمع عن آخر بالتعامل مع هذا التصنيف، كما أن الجيل الجديد لن يتأثر به، لأن له عمراً مختلفاً وأعمالاً مهنية مختلفة وتحصيلاً أكاديمياً مختلفاً أيضاً، وهو بلا شك يحتاج إلى صقل مهاراته لتحسين نفسه قبل الانخراط في سوق العمل». يرى كاظم أن تغيّر الزمن وأسلوب الحياة وطريقة العيش والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، انعكست على الإنسان بشكل إيجابي، بحيث صار ابن الـ60 عاماً شاباً في الواقع وفي عز عطائه، موضحاً: «هنالك الكثير ممن تجاوزا سن الـ60، وما زالوا في مناصبهم ومراكزهم العالية، وهذا دلالة على كونهم مؤهلين للاستمرار، ويُعول على خبرتهم وتفانيهم في العمل».
مفاهيم جديدة
من جانبها، ترى المستشارة النفسية والأسرية الدكتورة غادة الشيخ: «التزمنا طويلاً بتصنيف الأعمار القديم، ونحن اليوم في مواجهة آخر جديد، ومن الطبيعي أن تقوم حوله مفاهيم قد نقبلها أو العكس. فمثلاً مد عمر الطفولة إلى سن الثامنة عشرة أمر غريب على مجتمعنا الذي اعتاد أن يزوج من هم في هذا العمر، ويحملهم مسؤولية تأسيس أسرة وعمل وما يتبعه. لذا علينا أن نتعامل مع الذين هم في هذا العمر على أنهم أطفال ولا يمكن تحميلهم مسؤولية». وتستطرد الشيخ: «من جهة ثانية، في مسألة مد عمر التقاعد إلى ما بعد الـ60 عاماً، هو بلا شك أمر إيجابي، لأن معظم من هم في هذه السن يكونون في قمة عطائهم، لا سيما الرجال، ومن الجائر إخراجهم من العمل وإبقاؤهم في بيوتهم، إلا إذا كانوا يعانون مرضاً ما، فالشخص الذي يحال للتقاعد وهو في أوج عطائه، يدمر نفسياً ويشعر بأن دوره انتهى في هذا العالم، فيستسلم للاكتئاب ويفقد الرغبة في الحياة».
الوضع الصحي
يشير اختصاصي الصحة العامة والجراحة الدكتور محمود عبد الوهاب، إلى أن «مسألة عمل الشخص، بعد تجاوزه سن الـ60، تتوقف على وضعه الصحي ونوع المهمة أو الوظيفة التي يمارسها، فإذا كان لائقاً صحياً وعمله غير مرهق، كأن يعمل إدارياً مثلاً، فلا مانع. أما إذا كان العمل يتطلب منه جهداً جسمانياً ولا يستطيع تحمله أو تأديته، فلا ينصح بالسماح له بالقيام به. في جميع الأحوال، يعتمد الموضوع برمته على خضوع الشخص المعني للفحص الطبي وما تقرره اللجنة الطبية المشرفة على هذا الفحص».
تصنيف جديد لعمر الإنسان
أقرت منظمة الصحة العالمية تصنيفاً جديداً لمراحل عمر الإنسان، على النحو التالي:
• من 0 - 17 دون السن القانونية.
• من 18 - 25 مراهقة.
• من 25-65 شباب.
• من 66 - 79 متوسطو العمر.
• من 80 - 90 كبار سن.
• 100 فما فوق معمرون.