كان الفنان المصري هاني سلامة يهوى الغناء، لكن القدر جعل منه ممثلاً، فتألق ولمع من خلال عدد من الأدوار التي قدمها في السينما، بعدها دخل عالم الدراما من خلال مسلسل «الداعية»، كي يجذب إليه مُشاهداً ينتظره من العام إلى الآخر. ومع استعداده لبطولة مسلسل درامي لرمضان 2019، وفيلم جديد قد يعرض في إجازة منتصف العام المقبل، التقته «زهرة الخليج» في هذا الحوار:
• على ماذا تعمل حالياً من مشاريع فنية؟
أحضر لفيلم سينمائي مع المخرج رؤوف عبد العزيز بعنوان «الشر الحليم»، وأنا أراه اسماً على مسمّى جراء أحداثه التي لا أحب أن أفصح عنها، فنحن لا نزال في مرحلة التحضيرات الأولية، والفيلم من تأليف إسلام حافظ، وأجسد فيه شخصية «حليم»، وحتى الآن لم يكتمل فريق العمل المشارك في الفيلم، وسيتم تصويره على مرحلتين، وأغلب المشاهد ستصور في مصر، والفيلم في نظري جديد بفكرته ونوعيته، ويعوض غيابي عن السينما ثماني سنوات تقريباً.
• وما أسباب تكرارك التعاون مع المخرج رؤوف عبد العزيز؟
تكرار التعاون عن قصد لأن هناك كيمياء بيننا، مع الأخذ في الاعتبار أن تكرار التعاون لم يكن بتكرار الأدوار، فكل عمل يكون مختلفاً جملةً وتفصيلاً عمّا سبقه، كما أنني لا أفضل الظهور بفريق العمل نفسه في عمل من جزأين. ونجاحي مع رؤوف كان واضحاً للعيان، تحديداً في مسلسلي «طاقة نور» و«فوق السحاب».
• تأخرت عن العودة للسينما، ما السبب؟
بالفعل تأخرت في الرجوع إلى السينما، فثماني سنوات فترة ليست سهلة أبداً، خاصة أن السينما بيتي الأساسي، وكان آخر أفلامي «واحد صحيح»، للمخرج هادي الباجوري، من تأليف تامر حبيب، وشاركتني بطولته الفنانات: رانيا يوسف، ياسمين رئيس، بسمة، كندة علوش، لكن الأحداث التي مرت بها مصر أخرت الكثير من الفنانين، فالسينما لها بُعد آخر في التسويق هو التوزيع الخارجي، ولكني قدمت عدداً من المسلسلات المختلفة بداية من «الداعية» أول عمل درامي لي، تعويضاً لفترة ابتعادي عن السينما.
الجزء الأول أقوى
• لماذا انسحبت من مسلسل «نصيبي وقسمتك 2»؟
«نصيبي وقسمتك» من أكثر الأعمال القريبة لي، لأنه مسلسل بأسلوب السينما. واعتذاري عن الجزء الثاني جاء لانشغالي في التحضير لمسلسل «فوق السحاب»، ورأيت أن التشتت بين أكثر من عمل سيجعلني غير قادر على إرضاء وإقناع الجمهور.
• هل أنت ضد عمل جزء ثانٍ في أعمالك؟
شخصيا أرى أن الجزء الأول من أي عمل يكون أقوى، ويجذب انتباه الجمهور أكثر ويحقق صدى عالياً، وعلى المستوى الشخصي لا أفضل الجزء الثاني من أي عمل فني، وأرفض استغلال نجاح عمل في عمل أجزاء منه.
الحكمة في «فوق السحاب»
• يعد مسلسل «فوق السحاب» الوحيد في دراما رمضان الماضي، الذي تم تصويره في ثلاثة بلدان أوروبية، ألم يكن ممكناً الاكتفاء بالتصوير في بلد واحد؟
السفر لم يكن من باب الرفاهية، بل كان لأسباب لها علاقة بالسيناريو، وناقشنا في العمل بعض المشكلات التي تواجه المصريين والعرب في الخارج، مثل العنصرية.
• ظهرت في بعض مشاهد «فوق السحاب» تتحدث «مصري» قبل الرد باللغة الروسية على الأشخاص هناك، ما الحكمة في ذلك؟
لأن أغلب سكان منطقة «نزلة السمان» يعملون مع السائحين من بلدان مختلفة، فمن الطبيعي أن يتعلموا عدة لغات، عدا أني أجسد دور شاب «حِرك وبيعرف يتصرف» فتعلم اللغة الروسية بشكل جيد.
• هل استعنت بـ«دوبلير» لأداء مشاهد «الأكشن» في المسلسل؟
في بعض المشاهد التي توجد فيها خطورة، لأنه من الضروري الحفاظ على نفسي لأكمل العمل، والـ«دوبلير» عمل يُرزق منه الكثير من الأشخاص، ومن يقول إنه لم يستعن بـ«دوبلير» في أعماله، يسوق نفسه للجمهور بـ«كلام تجاري».
متفائل جداً
• بصفة عامة، ما تقييمك لأوضاع الدراما مؤخراً؟
شخصياً متفائل جداً، وأرى أن ما نمر به عبارة عن إعادة ترتيب للأوراق، وهذا أمر طبيعي، لأن أي «تعثر» تأتي بعده «إفاقة»، وتساعدنا على التعافي بصماتنا الكبيرة في صناعة المحتوى الدرامي على مدى سنوات طويلة، فمصر رائدة هذا المجال على المستوى العربي. وخلال الفترة الأخيرة، قُدّمت الكثير من الأعمال الفنية المهمة، من بينها أعمال عرضت خارج السباق الرمضاني، وأنا مع فكرة تقديم أعمال طوال العام، وعدم حصر أنفسنا والجمهور في شهر واحد.
• لماذا توقف تصوير فيلم «الراهب»؟
بعد أن صورنا ما يقرب من 10 أيام، حدثت مجموعة من الخلافات، كما أن منتج الفيلم توفّاه الله، إلى جانب ظهور مشكلات أخرى تتعلق بأماكن التصوير، لأن الفيلم كان يتحدث عن «الرهبنة» وهو موضوع شائك جداً، والفيلم حبيس الأدراج الآن ولا أعرف مصيره.
• وهل هنالك فعلا فكرة لتصوير جزء ثانٍ من فيلم «السلم والتعبان»؟
هذا الموضوع كان فكرة من المنتج محمد حفظي، لكني لا أعلم هل هي قابلة للتنفيذ أم لا، كما أنني أتحفظ على تقديم جزء ثانٍ من الأعمال، خاصة أن الفيلم قُدم منذ 16 عاماً.
• يقال إنك لا تشاهد أعمالك سوى مرة واحدة. لماذا؟
بالفعل، أنا لا أشاهد أعمالي الفنية سوى مرة واحدة لأنني أكبر ناقد لنفسي، لذلك أهتم كثيراً باختيار أعمالي.
• أخيراً.. هل ممكن أن نراك مذيعاً تلفزيونياً، خاصة بعد نجاح بعض زملائك في التجربة؟
أرفض هذه الفكرة تماماً، فأنا ممثل وهذا يكفيني، لأنني أؤمن بقاعدة التخصص، وعندما أعمل مذيعاً فماذا يعمل حينها المذيع؟ هل يعمل ممثلاً؟