يحتفي العرب سنوياً بيوم لغتهم العالمي في 18 ديسمبر من كل عام. إذ تُعد اللغة العربية التي تحتل الترتيب الرابع من حيث انتشارها عالمياً، ويتحدث بها أكثر من 541 مليون شخص (بحسب أحدث تقارير «ويكيبيديا»)، من أقدم اللغات السامية.
وكانت «الجمعية العامة للأمم المتحدة»، قد أقرّت الاحتفال بهذا اليوم في عام 1973، عبر إدخال «العربية» ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة، بعد اقتراح قدمته كلّ من المملكة المغربية والمملكة العربية السعودية، خلال انعقاد الدورة 190 للمجلس التنفيذي لمنظمة «اليونسكو».
وتُعتبر اللغة العربية واحدة من اللغات الأربع الأكثر استخداماً في شبكة الإنترنت، وكذلك الأكثر انتشاراً ونموّاً، مُتفوقةً على الفرنسية والروسية.
ولغتنا العربية تتميز بقدرتها على التعريب واحتواء الألفاظ من اللغات الأخرى بشروط دقيقة معينة. فيها خاصية الترادف والأضداد، والمشتركات اللفظية. وتتميز كذلك بالمجاز، الطباق، الجناس، المقابلة، السّجع والتشبيه. وبفنون اللفظ، كالبلاغة والفصاحة وما تحويه من مُحسّنات. تفرد «زهرة الخليج» مساحة للاحتفاء بـ«يوم اللغة العربية العالمي».
باعتبار «العربية» من مكونات الهوية الوطنية
الإمارات.. محطة إعادة الاعتبار
تسعى دولة الإمارات للحفاظ على اللغة العربية وحمايتها من الأخطار المحدقة بها في المجالات المختلفة، إدراكا منها لأهمية اللغة ضمن عناصر الهوية الوطنية، وباعتبارها اللغة الرسمية للبلاد، عبر إعادة الاعتبار لها في ظل انحسار اهتمام النشء الجديد بلغتهم الأم، وتفضيلهم استخدام اللغات الأجنبية في تعليمهم ومجالات عملهم. هنا نلقي الضوء على بعض الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في حفظ وحماية «العربية».
جمعية حماية اللغة العربية
أنشئت في الشارقة عام 1998 «جمعية حماية اللغة العربية»، وهي أول جمعية أهلية للغة، بهدف الحفاظ على اللغة الرسمية للدولة، من خلال غرس الاعتزاز بها، والتوعية بأهميتها، وحث المؤسسات على تعزيز استخدامها في المعاملات والإعلانات. وكذلك تيسير تعليمها للناشئة وغير الناطقين بها، وتنظيم حلقات البحث والمحاضرات التي تنهض بها وبمكانتها.
جائزة محمد بن راشد للغة العربية
تقديراً لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية، أفراداً ومؤسسات، وتعزيزاً لمكانتها وتشجيعاً للساهرين على نهضتها، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، عام 2014. وتستهدف الجائزة مجالات التعليم والإعلام والمبادرات والمشاريع التي تخدم اللغة العربية، للناطقين وغير الناطقين بها.
مؤتمر اللغة العربية
من أهم المؤتمرات التي تستضيفها الإمارات سنوياً «مؤتمر اللغة العربية»، ويناقش المؤتمر مئات الأبحاث العلمية المؤلفة في مجال اللغة العربية، ويجمع العلماء والباحثين والمهتمين والمسؤولين، والمؤسسات الحكومية والأهلية المعنية باللغة العربية، لتنسيق الجهود والتواصل فيما بينهم.
ميثاق اللغة العربية
تعتبر مبادرة «ميثاق اللغة العربية»، في عام 2012، للحفاظ على اللغة العربية وتعزيز مكانتها في المجتمع، ويعتبر الميثاق مرجعاً للسياسات والقوانين المتعلقة بحماية اللغة، وتقوية استخدامها في الحياة العامة.
مشروع «كلمة»
في عام 2007 ظهر إلى النور مشروع كلمة للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مؤسساً لنهضة ثقافية عربية شاملة مختلف فروع المعرفة. والمشروع من المبادرات التي نقلت اللغة العربية إلى آفاق عالمية، من خلال الترجمة في كل مجالات المعرفة الإنسانية، ومن أهدافه إلى جانب الترجمة التشجيع على القراءة باللغة العربية، وتنمية حركة البحث العلمي في العالم العربي.
تحدي القراءة العربي
«تحدي القراءة العربي»، من أبرز «مبادرات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، التي تم إطلاقها عام 2015، لرفع الوعي بأهمية اللغة العربية، وإحياء عادة القراءة لدى الطلاب، ورافعاً مؤشرات القراءة في العالم العربي بشكل سريع، وخالقاً جيلاً ذا ثقافة عالية، ومنشطاً لحركة التأليف والترجمة والنشر، التي تثري مكتبة الطفل والقارئ العربي.
الإمارات تحفظ اللغة العربية عالمياً
عام 2004، ولأهمية اللغة العربية لدى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسهم في دعم سياسة الحكومة التشادية الرامية لجعل اللغة العربية لغة رسمية لبلادها، من خلال تأسيس جامعة آدم بركة في أبشي. وقبل ذلك، وفي عام 1990 قدم المغفور له منحة للصين لتأسيس مركز الإمارات لتدريس اللغة العربية والدراسات الإسلامية، والذي تم إنشاؤه عام 1994. وفي عام 2012 زاره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وحضر حفل إعادة افتتاحه بعد عمليات الصيانة والترميم التي موّلتها الحكومة الإماراتية، وتم تغيير اسم المركز إلى «مركز الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية».