هناك عدد كبير من الأشخاص غير سعداء والسبب أنهم يتجرعون الألم، ويعيشون في متاهات الماضي مما يؤثر في وقتهم الحالي، لديهم الكثير من المشكلات على المستوى الشخصي والأسري والاجتماعي والوظيفي، ولديهم في الأساس مشكلة الذات وطريقة التفكير السلبية التي تؤدي إلى المشاعر غير السوية، وبالتالي للأفعال التي بدورها تضعهم في دائرة الأزمة النفسية.
أزمات مبكرة
كأخصائيين عندما نقابل هؤلاء، نلاحظ أنهم قد مروا بأزمات في مراحل مبكرة من أعمارهم، ولم يستطيعوا التخلص منها لأسباب متعددة، وقد يعلقون كل ذلك على ظروف أو أشخاص ويبررون لأنفسهم للاستمرار في الإحباط. وليكن، قد يعيش أحدهم أحداثاً مؤلمة وقد تستمر الأسباب، ولكن توجيهنا لمثل هؤلاء يكون عن طريق الذات، على كل منهم أن يبحث عن طريق يتبعه للتغيير وأن يبذل جهداً لتغيير ذاته من خلال تغيير أفكاره، وليحقق ذلك عليه أن:
• يركز على الوضع الراهن والابتعاد عن التوقعات اللا واعية.
• يكون مسؤولاً عن التغيير وإن كان هناك آخرون سببوا بعض المشاكل، وأنه قادر على أن يكون قوياً.
• يكون صادقاً وقادراً على تحديد أفكاره واعتقاداته وأفعاله ورغبته في التغيير.
• يكون عنيداً حيث يلتزم بالعمل على التغيير وعدم العودة للماضي والالتزام بالاستمرار للأمام من خلال «الآن».
• ينظر للداخل، ويمارس مقاومة المنغصات والبقاء بعيداً عن الحكم الذاتي، ويوجه الفكر والنظر لإيجابياته بغض النظر عما يتحدث عنه ولا مانع من الصراحة مع الذات بتحديد المواقف التي تحتاج إلى التغيير. والحذر من ترديد بعض العبارات مثل: «ليتني لم أكن ...»، «لو أني لم أفعل ...»، «ليت الزمان يعود لكنت ...».
تردد وخوف
على مثل هؤلاء أيضاً أن يبتعدوا عن التردد والخوف، والإيمان بقدراتهم الذاتية، وأنهم قادرون على رؤية أنفسهم كما يتخيلون. ولذلك، على كل شخص منهم أن.
• يكون واضحاً، لأنه من الصعب البدء في إحداث تغيير عندما يكون ما يريد تغييره غامضاً أو غير محدد، كما أن وضوح العقل يعني وضوح العاطفة.
• يبتعد عن التركيز على السلبيات من خلال التفكير بأشياء أخرى، وعدم مقاومتها بشدة حتى لا يصاب بالإحباط والعقد، فهو عندما يشتت انتباهه تماماً ويفكر في شيء آخر يرضيه يصبح في مكان يسمح له بالراحة، التي تسهم في تخفيف المقاومة والوصول إلى هدف التغيير.
• يكون منفتحاً لكل ما ينجذب إليه وعدم مقاومته، فالانفتاح يعبر عن الاستعداد لتلقي ما يفكر فيه، لذا يُفضل أن يكون إيجابياً ويستقبل الأشياء من دون تحكم وتنقيح.
• يكون متحمساً وشغوفاً، وتحديد الشغف تجاه الأمور يشتت الخوف، ويكشف لنا العواطف المتوارية بالداخل، وعادة يفاجأ الشخص بالحب الكبير بداخله تجاه الأشخاص والأشياء والمهام.
• يستخدم أفضل سلاح وهو التأمل، (وقد تحدثنا عن التأمل سابقاً وتقنيات التأمل وأهميته للتعامل مع العقل والجسد لنصل إلى التناغم). فالتغيير بهدوء ومن دون مقاومة سيكون أفضل ومجدياً أكثر.
استشارة
• م. س، 27 عاماً متزوجة منذ ستة أشهر، لديّ وسواس النظافة من قبل الزواج، ولكن ازدادت الأعراض بعد الزواج، وأصبحت هناك مشاكل كبيرة بيني وبين زوجي. أخذني زوجي لطبيب الأسرة، ووصف لي دواء ولكن زوجي رفض أن آخذ الدواء لأنه يخاف أن يؤخر الحمل، وهذا سبب لي ضيقاً لأنني تعبة جداً، أرجو المساعدة؟
مشكلة الوسواس تحتاج إلى دواء وعلاج نفسي في الوقت نفسه، لذا يجب أن تلتزمي بالدواء وحسب إرشادات الطبيب النفسي، وكذلك اطلبي منه تحويلك للأخصائي النفسي، الذي بدوره سيتعامل مع الأسباب للوسواس، ومعه تستطيعين مناقشة وضعك وعلاقتك مع زوجك، وعليك أيضاً التحدث مع زوجك بانفتاح، ومعاً تستطيعان التعامل مع موضوع الوسواس بشكل جيد وتحت إشراف الأخصائي النفسي.